أخبار البلد -
تعتبر فئة الشّباب أهمّ الفئات التي تعمل على بناء وتنمية المُجتمع؛ فهي عموده الفقريّ الذي لا يُمكن الاستغناء عنه، فهذا المفهوم، أي الشّباب، يُعبّر عن خصائصَ تتمثّل أساساً في القوّة والحيويّة والطّاقة، والقدرة على التحمّل، وعلى الإنتاج في مرحلةٍ مُعيّنةٍ من عمر الفرد. وللشّباب دورٌ كبير في تنمية وبناء المُجتمع، ولا يقتصر دورهم على مَجالٍ مُحدّد، بل يتقاطع مع جميع المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة، ومُختلف قطاعات التّنمية، فمن أهمّ مُميّزاتهم ودورهم كقوّةِ تغيير مُجتمعيّة ما يأتي:
الشّباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وعمليّة التّغيير والتقدُّم لا تقف عند حدودٍ بالنّسبة لهم، فهم أساس التّغيير والقوّة القادرة على إحداثه، لذلك يجب أن يكون استقطابُ طاقاتهم وتوظيفها أولويةَ جميع المُؤسّسات والمَجموعات الاجتماعيّة التي تسعى للتّغيير.
الشّباب هم الفئة الأكثر تَقبُّلاً للتّغيير، وهم الأكثر استعداداً لتقبُّل الجديد والتّعامل معه، والإبداع فيه، وهم الأقدرعلى التكيُّف بسهولةٍ دون إرباك، ممّا يجعل دورهم أساسيٌّ في إحداث التّغيير في مُجتمعاتهم. الحماس الفكريّ لدى الشّباب والطّاقة الجبّارة التي يملكونها تُساعدهم بشكلٍ كبيرٍ نحو التقدّم والحيويّة في التّفاعل مع مُختلف المُعطيات السياسيّة والاجتماعيّة المُتغيّرة. الشّباب قوّةٌ اجتماعيّة هائلة، ففي بعض البُلدان هم أكثر الفئات عدداً، وهم بالطّبع الأكثر نشاطاً، وبالتّالي يُمكنهم تغيير الكثير من خلال الاشتراك بأعمال التّنمية المُجتمعيّة في جميع المجالات، والمُساهمة في إصلاحها، والتّأسيس للأجيال القادمة لتكون ظروفهم أفضل. روح المُبادرة لدى الشّباب، والمُنافسة الشّريفة في الإبداع والابتكار تُشجّعهم على إطلاق أفكارهم وخلق مُبادرات ومُؤسّسات وجمعيّات في مُختلف المجالات، وكلّها تُساهم في تنمية المُجتمع حسب عملها. دور الشّباب في العمل التطوعيّ والخدمات العامّة في المدن والرّيف والأحياء الشعبيّة على حدٍّ سواء، فمُشاركتهم بالأعمال التطوعيّة المُختلفة قادرةٌ على بناء شخصيّاتهم وتقويتها، وتعزيز روح المُواطنة لديهم، وتجعلهم يُساهمون في مُساعدة الآخرين، ويُقدّمون لمُجتمعاتهم طاقاتهم الإيجابيّة، وقوّتهم في المجالات الصّحيحة. التعرُّف على الأمور المَحليّة التي تخصّ المُجتمع الذي يعيشون به، والتعلّم عنه، واكتساب معرفة في تاريخه ومُميّزاته وخصائصه واحتياجاته، ممّا يُمّكنهم من تطويره وتنميتهتأسيس المَجموعات الشبابيّة المُختلفة والمُشاركة فيها، فهناك الكثير ممّا يُمكن أن يقوم به الشّباب المُهتميّن بالعمل في مجالٍ واحد، وهو ما يُمكن أن يُسهِم في تطوير هذا المجال والمُجتمع المُحيط بهم كذلك. ليس هذا فحب بل ان الشباب اجتماعي بطبعه، وهذا يعني الميل الطبيعي للانتماء لمجموعة اجتماعية يعطيها وتعطيه. طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، الحساسية، الجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق، والمثالية المنزهة عن المصالح والروابط. قدرة على الاستجابة للمتغيرات من حوله وسرعة في استيعاب، وتقبل الجديد المستحدث وتبنيه والدفاع عنه، وهذه السمات تعكس قناعة الشباب ورغبته في تغيير الواقع الذي وجد فيه وإن لم يشارك في صنعه.
ويؤكد صاحب الجلالة في مخاطبته للمجتمع الأردني وخاصة فئة الشباب وإنني أجد نفسي، على الدوام، فخوراً بكم وبعزيمتكم وحبكم للوطن. وأعلم أن في قلب كل فرد فيكم، مهما اختلفت آراؤه ومهما تباينت تجربته في الحياة، الكثير من الفخر والاعتزاز بأنه أردني. ومن يعيش منكم خارج الوطن يشهد كل يوم ما يحظى به هذا البلد الأبي وهذا الشعب الأصيل من احترام وإعجاب لما يمثله من قيم ومواقف لم نجدها في أكبر وأقوى وأثرى الدول.
إن كل التحديات من حولنا اليوم تقودنا إلى مفترق طرق، ولا بد أن نحدد مسارنا نحو المستقبل بوعي وإدراك لتحديات الواقع ورؤية واثقة لتحقيق طموح أبنائنا وبناتنا، فنترك لهم السلام والأمان والازدهار والكرامة والقدرة على مواجهة أصعب الصعاب ولنتمكن من تعزيز منعتنا ومواجهة التحديات بثقة وصلابة ونحقق النمو والازدهار.
ومن هنا جاءت تعيين القيادات الشابة في الديوان الملكي الهاشمي من أجل المساهمة في التطوير والتحديث وتطوير الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية في كافة الجوانب التي تهم المجتمع الأردني ، ولا شك ان الدعم الملكي لهذه القيادات من قبل جلالة الملك يبين ان الرؤية الملكية تؤمن بروح التغيير ومواكبة التطورات وخلق قيادات شبابية في جميع جوانب الحياة الاردنية لخلق التطوير والتحديث الشامل لخدمة الوطن والمواطن .