لا احد منا ينكر دور الوسائل الأعلاميّة وبخاصة المرئيّة منها…، ولكن…؛ عندما يظهر الإعلامي في برنامج للرأي الواحد، ولا نرى أحدا يمثل الرأي الآخر، ونرى أنّ من يدير الجلسة والذي يجب أن يكون محايداً؛ أصبح هو صاحب الرأي ويحاول فرض رأيه على الحضور ولا يعطي أي مجال للحوار فهذا يعني أنّه ليس من حقنا إن ننتقد تكميم الأفواه وقمع الرأي الآخر من قبل الحكومة.
كيف ننتقد ونحن من يقوم بهذا الدور؟
لقد رأيت الكثير من المؤتمرات التي كان يعقدها المسئولون الأردنيّون، وتُوجّه لهم أسئلة أحياناً، وتخرج عن الحدود المقبولة، وكانوا بكل شفافية يقومون بالأجابه عليها .
في برنامج عرض على قناة (7ستارز) الأردنية حول ما حدث في ساحة النخيل يوم الجمعة؛ كان هناك عدد من الحضور والهدف من البرنامج هو الوقوف على رأي الشباب فيما حدث، قام من يدير البرنامج باستضافة اثنين من الأكاديميين وعدد من الحضور وهم من الشباب، والغريب انه لم يكُن من بين هؤلاء شاب واحد من الطرف الآخر.
بدأ الحوار وبدأ من يديره؛ يعطي الكلام للمتحدثين، وبالرغم من أنّ المتحدثين يمثلون وجهة نظر واحده إلا انه وفوق ذلك أصبح يحاول فرض رأيه وإلزامهم بأن يقولون ما يريد وإلا لن يسمح لأحدهم بأكمال وجهة نظره بالرغم من عدم وجود من يمثل أو يدافع عن الرأي الآخر .
وهنا أتساءلُ: لماذا كل هذه الاستبدادية في فرض الرأي، ولماذا لم يتم إحضار الرأي الآخر لإثراء هذه المناقشة حتى نبين للمواطن العادي ومن يتابع حقيقة ما جرى لكي يتمكن مواطننا من بلورة وجهة نظره حول ما جرى ويجري في وطنه، هذا هو الواجب الحقيقي للصحافة، وخصوصاً في هكذا لقاءات؟ إلى متى ستبقى صحافتنا لاترقى إلى المستوى الذي يتمناه ويطلبه مواطننا؟!
وعلى الجانب الآخر…؛ نرى قناة (جوسات) الفضائية في برامجها الحوارية تركز على المعارضة، وتحاول تهميش الرأي الآخر حيث لا تدع له المجال ليدافع عن نفسه .
ولقد رأيت أنّ من واجبي لفت النظر إلى إننا لازلنا بعيدين وغير قادرين على المنافسة في المجال الإعلامي الفضائي، ونحن من يقوم بدفع مواطننا إلى الفضائيات الأخرى الموجه التي تدس السّم بالدّسم، وتحاول فرض أجندات أخرى على وطننا…، وليكن لنا درسٌ من الإعلام السوري والذي بقي لفترة طويلة يخفي الحقائق، ويكمم الرأي الأخر، وعندما حدث ما حدث…؛ لم يثق الجميع بهذا الإعلام بالرغم من أنّ بعض ما كان يتطرق له هو واقع، ولكن كما يُقال: (العليق عند الغاره ما ينفع)...!!!
kaa_j2002@yahoo.com