أخبار البلد - عندما يتحدث الملك عن الاسلام
شدني خطاب جلالة الملك قبل ايام للطلبة المشاركين في برنامج لاهاي الدولي في لاهاي من دول متعدده , ضمن برنامج زيارته لهولندا , وبالاخص حديثه عن سماحة الاسلام والصوره الحقيقية لدين المحبة والسلام والاخاء , دين الرحمة للانسانية جمعاء . هذا الدين الذي بات يُحارب بطريقة ممنهجة من اعداء المحبة والاخاء والسلام , الذين وظفوا كل امكاناتهم لتغيير صورة الاسلام الحقيقية , حتى حل الاسلام فوبيا اذهان من لا يعرف حقيقة الاسلام , تم كل هذا باجندات منظمة رعاها ودعمها اعداء الاسلام .
لقد خاطب جلالة الملك بأسلوب ابداعي مميز عقول الطلبة الذين بدت على وجوههم الدهشه والانبهار لكلام الملك .
لان ما سمعوه مسح من ادمغتهم الصورة النمطية التي رسمها الاعلام الغربي بكل ادواته الاعلامية عن الاسلام , وتحذيره من ظاهرة الاسلام فوبيا والتي تستغل لتغذية الارهاب وتفشيه .
لقد قال جلالته ( انا كمسلم، باستطاعتي أن أخبركم أن المسلمين يخشون جدا استغلال وتشويه معتقداتنا، سواء من قبل الخوارج أو من قبل من ينشرون الخوف من الإسلام (الإسلامفوبيا) . إن الإسلام يعلمنا بأن البشر متساوون في الكرامة . وبأن علينا أن ندرك أن إنسانيتنا مشتركة، رغم تنوعها .
لقد علمنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. كما علمنا عليه الصلاة والسلام أنْ ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء . واستطرد جلالته قائلاً يجب أن لا نسمح أبدا لمن يفترون على ديننا ، أو على أي دين آخر، بأن يزرعوا الفرقة في عالمنا . والحقيقة هي أن التهديد الذي يواجهنا اليوم ليس في نشوب صراعات بين الحضارات أو الأديان ، بل يتمثل في من يهاجمون مستقبلنا المشترك ، من خلال فكرهم المسموم الذي يدعو للكراهية. وفي هذه المعركة ، فإن على جميع المعتدلين ، من جميع الأديان والدول والأعراق ، ان يقفوا صفا واحدا مع بعضهم البعض ) .
نعم لقد كان لكلمات الملك الارتجالية الصادقة النابعة من وجدان مسلم غيور على دينه , يحمل رؤيا واعية بعيده عن التعصب والطائفية والمذهبية التي يتشدق بها اعداء الاسلام , الاثر الكبير في تنوير الحضور عن حقيقة الاسلام . لقد خاطب الملك الوجدان الانساني من خلال الولوج للعقل الواع لهذه الفئة من الطلبة المتميزين المشاركين في هذا البرنامج المتقدم .
في الحقيقه تميز جلالة الملك في جميع خطاباته في كل المحافل الدولية بابراز الصورة الحقيقية لديننا الذي جاء للبشرية جمعاء هادياً داعياً للمحبة والسلام والاخاء , وباسلوب مبهر يحجّم الصورة النمطية السلبية التي بات يحملها الغرب عن الاسلام , والتي تستدعي من الجميع وبالاخص اصحاب الفكر , الاقتداء بالملك في بث خطاب واعي مضاد للهجمه الشرسة على ديننا بعيداً عن التعصب والمغالاه ’ امتثالاً لقوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي احسن ) .
د. نزار شموط