؛ كانوا يضربون العبيد اذا ثاروا على أسيادهم بالسياط، ولسوء حظ الحكومة؛ نحن لسنا عبيداً لأحد! نحن عبيد لأفكارنا، وأفكار البعض غاية في السوء وتحتاج لإعادة الهيكلة والمُراجعة!
تنتهي وظيفتُكَ عندما تبدأ حرية الشعب, والشعب غاضب! وهنالك صدعٌ كبيرٌ، يَكبُر كُل يوم ويزدادُ حجمهُ من قرارات الحكومة وطريقة تعاملها مع متطلبات الشعب، فقد كان من المؤسف ما شاهد الأردنيون والعالم من مناظر مروعة في أحداث يوم الجمعة، والتي إن دلت على شيء؛ فإنما تدل على بعد النظر الحكومي!! ذلك أن نظرتهم لا تبعد أكثر من أنوفهم.. وفي ذات الوقت عدم النضوج السياسي!
لم نعد نعلم مَن نُصَدق, حكومة الكازينو التي ما كلت ولا ملت من إثبات اغروراقها بالفساد أم بدعاة الحرية
الذين أصبحو أشكالاً وألواناً , وكثرت الأقوال عن منبعهم !هل نُصدق ونثق بفتوى الإخوان بأن من يقتل بالاعتصام هو شهيد حقاً؟! وأن الدَركي هو من سيسكن في الدرك الأسفل من النار ؟ أنَثق بالإخوان و لقاءاتهم التي تكررت مع قناة إيرانية؟ أم نثق بخطاب الإخوان المسلمين الذي يعود بك عشرة قرون من الزمان للخلف !
هل نثق بأن الأقتصاد الأردني سيزدهر على أيدي هذه الحكومات المتعاقبة؟!
لِمَن سنستمع، 'للأردني' * بدون تعميم طبعاً, الذي يعتقد نفسه وَطَنياً، فيعتقد أن الوطنية هي 'سي دي' لعمر العبدللات، أو بشتم غيره معتبراً نفسه الأصل والأساس !
أم سنستمع للأردني من أصل فلسطيني* أيضا بدون تعميم , الذي ولد في الأردن، فأعطاه الأردن الكثير و لا يعتبر الأردن وطنهُ، فيشتم الأردن والأردنيين كلما أتيحت لهُ الفرصة لذلك، ويتمنى الذهاب إلى دولة أغنى !
هل نثق بالليبراليين الأردنيين الذين يريدون تحويل الأردن لكازينو كبير، يهدفون لخصخصة أراضي الأردن و بيعها لمستثمرين أجانب ؟ أم نثق بالإسلاميين الذين يريدون إرجاعنا لأيام أبي لهب؟!!
أأستمع لأخبار الجزيرة أم للفضائية الأردنية التي ما زالت تعرض مسلسل 'عطوة'، بينما هنالك الكثير من البؤر الساخنة للأحداث، وفي نفس اللحظة هناك أناس يضربون بسبب وبغير سبب !!
هذهِ الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة، كما سمعتُها ورأيتها و أراها قبل أحداث 24 آذار وبعده!
قرأت البرنامج الزمني للإصلاح الذي ستطلقه الحكومة قريباً، وجميع ما ذكر فيه يبدأ بـ ' من المتوقع, ومن المنتظر ' لا أعلم ماذا ينتظرون! لا وقت للمماطلة، نُريد إصلاحاً حالياً وسريعاً؛ لأن الشعب بدأ يفقد أعصابهُ !!
وأخيراً أقدم طَلبي لجلالة الملك عبدلله الثاني بن الحسين المعظم، راجياً أخذ فكرتي بعين الاعتبار, فإذا لم تستطيع هذه الحكومة حل الخلافات، والبدء بالإصلاح الحقيقي، فاسمح لنا نحن جيل فرسان التغيير أن نحظى بثقتك الملكية ونقسم قَسمَ دستورٍ حقيقي، حفاظاً على هذه الأمة، والبدء بالتغيير المنشود لهذا الوَطن الغالي.
هنالك بصيص أمل قادم باتجاه الإصلاح، ولا نحتاج إلا للقليل من الصبر و الوعي لعلاج هذه الفترة الحرجة!
عرين القاضي
neramouse@hotmail.com