بسم الله الرحمن الرحيم..
بيان حزب الجبهة الأردنية الموحدة حول مستجدات الوضع المحلي..
ما تزال الحوافز والمحرضات على التطرف قائمة في مجتمعنا نتيجة لموجة التغيير العاتية التي تجتاح المنطقة ولم تتوقف بعد ، وقد كنا حذرنا الحكومة من الغلو الرسمي في المشاعر والميل الى الإفراط في الدفع نحو التحدي ورجوناها أن تأخذ بعين الإعتبار قوة وعنف الطاقة الهائلة المتفجرة التي تنتج عن الشارع الذي يتأثر برياح التغيير التي ما تزال تهب بصورة قوية من كافة اتجاهات العالم العربي بل وصارت تكتسب زخما جديدا بعد أن بدأ ينفخ في اوارها نافخون جدد يريدون خلق واقع سياسي جديد في المنطقة على حساب الأنظمة وعلى حساب الشعوب على حد سواء.
وفي نفس الوقت ، ونحن نقف اليوم أمام شريحة أو شرائح من أبناء وطننا العظيم الذين ، ربما على حق وربما عن تعجل يريدون أن ينقلوا الإحتجاج والتظاهر خطوة اخرى الى الامام باعتصامات مفتوحة ، قد تفتح علينا أبوابا من المبكر فتحها ، فإننا ورغم اجلالنا واكبارنا لكل ابناء الوطن المخلصين الذين نحن منهم ، ونحس بما يحسون ونشعر بما يشعرون ، الا أننا ونحن نراقب اليوم من يحاول دفعنا الى أن نضع في الفتن ونضجع في مراقد الضلال أو نستن سنن الغي ، نحن والحكومة سواء بسواء حتى يختلط حابلنا بنابلنا ، ويضيع ما وصلنا اليه حتى اليوم من معارضة بالحكمة والموعظة الحسنة ، ومن معارضة لكل ملفات الفساد وأسباب الفساد وشخوص الفساد و ننزلق نحو هاوية لا يعلم الا الله اين تنتهي بنا جميعا لنهيب بالحكومة أن تراعي بحق الله ، وبحكم المسؤولية ، مستقبل الشعب والوطن.
إننا ونحن نشكل جزءا من الحالة السياسية الأردنية ، و نناضل مع كل الذين يناضلون في سبيل الإنتقال بالمملكة الرابعة لتكون مملكة الأردن الهاشمية المستقرة الوادعة القوية الممتلئة رخاء لنناشد كل اطياف المشهد السياسي والشعبي أن يتنبهوا الى أن هناك من يريدنا ان نقع في محظورات تهدم الوطن وتهدم الحراك السياسي الذي يجب ان نتكاتف ونتضامن و نتناوب جميعا من اجل ابقاءه حيا ومن أجل ان يصل الى اهدافه الوطنية بدون دماء وبدون هدم وبدون عنف ، نعلم أن النضال عناء لا رخاء وأن للأوطان أثمانا يجب ان تدفع ولكننا في الوقت نفسه نريد أن نبقي على كل مكتسباتنا في أمن وامان ، ومرة أخرى نطلب من الحكومة أن لا تكتفي بالتحذير والتكشير بل أن تنتقل الى العمل الجاد المنتج وليكن غيرنا لنا عبرة ودرس ، فالوقت يمر ولا يمكن للحكومة أن تمتهن عملية شراء الوقت وبيع التصريحات والمهدئات.
الشعب يريد الإصلاح ، والإصلاح لا يتحقق بدون القضاء على الفساد والحكومة أثبتت انها حتى الآن عاجزة تماما في هذا الملف ، وهذا هو السبب الرئيس والمحرك الأقوى الذي بدأ يدفع بالناس نحو الإنزلاق الى منحدرات وعرة لا نريد لها أن تصل بنا الى حيث لا رجعة ، فالصبر على تجرع مرارة الحلم والحكمة أعذب على القلب من جني ثمار الندم وحرقة الألم والوطن وطننا والشعب شعبنا ، والأحزاب أحزابنا وعمان عاصمتنا ، والتغيير سيتم برضى الراضين وغضب الغاضبين فليكن بالحكمة والموعظة الحسنة وإن لم تفلح فلكل حادث حديث.
أصلح الله الحكومة ، وأصلح الله الحال ، ولكل أجل كتاب ، وها نحن ندعوا ولا نملك الى الدعوة والدعاء أن يتحلى الصابرون بصبرهم وأن تذهب الحكومة للعمل والتغيير ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
حزب الجبهة الأردنية الموحدة