ايضا تتفاقم بشكل كبير ظاهرة انعدام الثقة بين الناس واصبح الكل عدو الكل والجميع بلا اكتراث لمن حولهم وليس هناك من يساعد او يتطوع الا نادرا ، واصبح شبه مستحيل ايجاد من يفرج كربا اويقدم عونا، وطرود الخير في أسوأ مستوى ومستقرة عند حد 20 دينارا واقل وبذات المحتويات من سكر وارز وعدس ومعلبات الفول. اما المساعدات المالية فشبه معدومة وندر الان من يقدم مالا ولو كقرض لاقرب من حوله.
وتفاقمت كذلك مظاهر الغش والخداع وندر من لا يغش بتجارته بالاسعار والنوعية، والثقة بين البائع والمشتري معدومة تماما، والامر يطال المرافق العامة في الدولة حيث كل عطاءات البنى التحتية من طرق وحفريات تنتهي الى خراب بعد اقل وقت.
في التدقيق والمراجعات العامة تنتهي الامور الى نتيجة ضرورة اعداد الدراسات العلمية بغية الوقوف على الحلول لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وتخلص دائما ان مسؤولية التردي تتحملها الحكومات جراء سياساتها العشوائية والتجريبة، وفي هذا المستوى تنبري كل واحدة بتحميل من سبقها المسؤولية رغم انها كلها تراكم تباعا كل اسباب الانحلال المجتمعي.
واكثر ما يثير الرعب في النفوس انعدام ليس الثقة وحسب وانما الاحترام المتبادل ايضا وذلك في المستويات كافة، والمتابعة العادية لما ينشر يكشف ذلك حيث لا تقدير عام للنواب والحكومة وشتى المؤسسات الاخرى وتجدها كلها محل سخرية وتندر واكثر من ذلك ايضا، وفي المقابل لا تجد اي من هذه الجهات من يكترث، فأي دمار هذا والى اين يجري الذهاب بالبلد.