الدكتور عبد الناصر محمد جابر الزيود
جامعة العلوم الإسلامية العالمية / كلية الشيخ نوح للشريعة والقانون
لسنا مع كثرة الإعتصامات والمظاهرات لما يترتب عليها من فوضى وعبث بأمن البلاد والعباد لا تحمد عقباه، وفي المحصلة سيكون الخاسر الوحيد أردننا ومواطننا ولن يشاركنا في خسارتنا ومصابنا احد .
ولسنا أيضا مع بقاء الفساد والفاسدين طلقاء يعيثون بأرضنا فساداً وينهبون خيرات بلادنا مما يؤدي إلى إضعاف أردننا الغالي يوما بعد يوم .
فالواجب على المواطنين أن يلتزموا بالهدوء وعدم الانجراف وراء أصحاب الفتن والأجندات الخاصة الذين يجيشون جموع الناس لتحصيل فوائد ومنافع لهم ، فان أمثال هؤلاء أصحاب الأجندات الخاصة الذين يتحركون سواء بأوامر من الداخل أو حتى من الخارج لا يريدون بإردننا ولا يريدون بنا خيرا . ولنعلم أن التقليد مجرد التقليد لما يحصل في دولا أخرى من حولنا لن يجدي نفعا ولن يحقق مصلحة للأردن وشعبه بل من الممكن أن يجر البلاد والعباد إلى هاوية لا تحمد عقباها والعياذ بالله من أمر هذه نهايته .
فالإبل لا تورد هكذا يا سعد !!! فالأمور لا يمكن حلها بهذه الطريقة يا أبناء الأردن الغالي من كافة أصولكم ومنابتكم .... والأمور أيضا لا تحل بهذه الطريقة يا حكومتنا الرشيدة لا تحل بالاعتداء على الصحفيين أو ضرب المواطنين ويكون ذلك سببا وذريعة لأصحاب الأجندات الخاصة من الداخل أو من الخارج أن يجدوا لهم مادة جاهزة ليعملوا من خلالها ضد الأردن ، فالصحافة إن كانت معتدلة فهي محترمة هي والقائمين عليها فلأردن ليست اليمن ورجل الأمن الأردني يجب أن يكون عنده من الوعي والفهم وتحمل المسئولية ما لا يوجد في أي دولة عربية أخرى وهذا هو نهج القيادة الهاشمية الحكيمة في الأردن من لدن صاحب الجلالة الهاشمية الملك حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته إلى زمن شبله أبا الحسين الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه والذي يُعد مدرسة في تعليم الناس فن التعامل والقيادة للآخرين.
الإبل تورد بشكل صحيح يا حكومتنا الرشيدة عندما فعلا تمتثلوا لما يريده صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله حفظه الله من خلال الإسراع والتعجيل في معالجة وحل ملفات الفاسدة العالقة والمتعثرة والتي أصبحت لأصحاب الأجندات الخاصة كقميص عثمان وترا حساسا أفسحتم لهم من خلالها المجال لتجيش الجموع وإثارة الفتنة في بلادنا .
فمن الواجب على المواطن أن يلتزم بالهدوء وينتبه لمصلحة بلده ومن الواجب عليكم كمسئولين عن أمور البلاد والعباد أوكل سيد البلاد هذه المهمات لكم أن تقوموا بما يتوجب عليكم وإلا سيبقى الباب مفتوحا للفتن وأصحابها مما سيؤدي إلى ما يخشاه الجميع فعليكم القيام بإيراد الإبل إلى موردها بشكل صحيح ولائق .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحسن خاتمتنا في الأمور كلها، وأن يصلح نيَّاتنا وذرياتنا، ونسأله تعالى أن يسلمنا في ديننا وأنفسنا وأعمالنا وبلادنا. فاللهم من أراد بنا وببلدنا خيرا فوفقه لكل خير ، ومن أراد بنا وببلدنا شرا فخذه اخذ عزيز مقتدر واجعل كيده في نحره وتدميره في تدبيره.
www.jaberabd@yahoo.com