استنكرت قيادات إسلامية الخميس "الهجمة المنسقة" على الحركة الإسلامية، و"التحريض" الإعلامي"المنظم" الذي يهدف إلى تشويه صورتها.
وقال الناطق الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر إن الحملة المنسقة على الحركة الإسلامية تتم بلا مبرر أو التزام مهني أو أخلاقي، ويشوب بعضها "الإسفاف"، على حد تعبيره.
وكانت صحف يومية ومواقع إلكترونية عجت بتقارير ومقالات وتعليقات "تحرض" على الحركة، وتتهمها باعتماد أجندات خارجية. كما هاجمها كُتّاب وسياسيون.
واتهم أحد الكتاب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين همام سعيد بأنه التقى يوم (27/6) مسؤولين أمريكيين، من بينهم مسؤول في وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي ايه".
ونفت جماعة الإخوان في بيان صحفي هذا الخبر جملة وتفصيلا، واعتبرته "محض اختلاق". وطالبت الجماعة المعنيين بالالتزام بقواعد الموضوعية والمهنية الصحفية. ورأت الجماعة أن ذلك يأتي في إطار حملة منسقة ضد الحركة الإسلامية لتشويه صورتها. وأكدت أنها تحتفظ بحقها بمقاضاة المعنيين.
وكانت شبكة العهد للإعلام التابعة لحركة فتح نشرت في الثلاثين من الشهر الماضي، تقريرا عن اجتماع بين الإخوان والأمريكيين، وهو الذي استند إليه الكاتب في إحدى الصحف المحلية، واقتبس كلمات موجوده في ذلك التقرير.
الهجمة على الحركة الإسلامية تعبر عن أزمة يعيش في ظلها مفتعلوها. فمضامينها واحدة، وأساليبها متشابهة، ما يمثل دليلاً كونها منسقة، وفق الناطق الإعلامي للجماعة.
ويجد القيادي الإسلامي أن لتوقيت الهجمة مغزى مرتبطا أساسا بحركة شباب (15 تموز)، كما أن حراك الحركة الإسلامية تجاه المجتمع وانخراطها مع مختلف التيارات، ومحاولة إيجاد أطر تطالب بالإصلاح، وعدم تحقيق الحكومة لمطالب الأردنيين تجاه الإصلاح، هو الذي أثار قوى الشد العكسي.
ويتوقع الناطق الإعلامي "من كل الشرفاء في هذا البلد أن يتصدوا لهذه الحملة التي تريد أن تضيع فرص الإصلاح، وألا يسمحوا لها بالاستمرار، كلٌ في موقعه وحدود إمكاناته".
من جهته أثار عضو المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد عدة أسئلة حول الهجمة التي تتعرض لها الحركة الإسلامية، قائلا: من يملك تحريك هؤلاء بكبسة زر لشن الهجوم؟ ولماذا الآن يتم توحيد الجهود للهجوم على الحركة الإسلامية؟ ولماذا تطالب الحكومة وتحرص بشدة على مقابلة الحركة الإسلامية، ما دام أن لها أجندات؟.
واستطرد: "لكن هذه الحملة ليست الأولى، وهي حملة مشبوهة المصدر، مجهولة العنوان، بحسب قول القيادي الإسلامي".
وحول ما إذا كانت الحملة ستفت في عضد الحركة الإسلامية، قال بني ارشيد: "على العكس ستساهم في تزكية الحركة الإسلامية، وتمنحها أوسمة". ويمضي بالقول: "الناس يمتلكون موازين المعرفة، ويدركون الغث من السمين، ونحن في الحركة الإسلامية لسنا معنيين بأن نرد على كل صوت فهذه معارك جانبية".
وتهدف هذه الهجمة-وفق قول عضو المكتب التنفيذي للحزب- إلى حرف الحراك الشعبي عن سلميته، وتؤكد أن الجهات الرسمية غير جادة في الإصلاح، وهي التي تفتعل المعارك الجانبية للتنصل من استحقاق المطالب الشعبية بالإصلاح.
"الهجوم على الحركة الإسلامية مفبرك"، بحسب ما يرى عضو المكتب التنفيذي للحزب محمد الزيود. مضيفاً: "قوى الشد العكسي توجه المهاجمين الى الحركة الإسلامية، وذلك بسبب أنها تأذت من مشروع الإصلاح ودعاته الأحرار، وتهددت مصالحها الفئوية، ولذلك ترى أن أقصر الطرق البدء بشتم الحركة الإسلامية، وتنظيم هجمة للحد من حركتها". بحسب القيادي الإسلامي.
واتهم الزيود كل أعداء الإصلاح بأن لهم أجندات خارجية، و"إلا لماذا يقفون سدا منيعا في وجه مصلحة البلاد بالتخلص من الفساد!". وتابع: "لا يحارب المصلحين إلا من يدور في فلك الفساد".
ويؤكد الزيود أن الحملة على الإسلاميين والتجييش ضدهم ليس جديدا، مبيناً أن ذلك لن يفت في عضد المطالبين بالإصلاح، "فلافتات الإصلاح تتسع يوما تلو آخر، وتنضم إلى المصلحين لافتات جديدة تؤكد التفاف الناس حول مشروع الإصلاح، والحركة الإسلامية لن يثنها شرذمة قليلون، ليس لهم وزن وهم منبوذون، والمطالبة بالإصلاح ستستمر رغم الحملة على الحركة الإسلامية.