عملية «غصن الزيتون» التركية ومبدأ السلام بالقوة

عملية «غصن الزيتون» التركية ومبدأ السلام بالقوة
أخبار البلد -   عملية «غصن الزيتون» التركية ومبدأ السلام بالقوة أطلقت تركيا على العملية العسكرية التي دشنتها في منطقة عفرين تسمية «غصن الزيتون»، وتشتهر منطقة عفرين بزراعة شجرة الزيتون، وهي تسمية تحاكي وتتماهى مع الاستراتيجية الأميركية الأخيرة للأمن القومي التي تقوم على اعتماد مبدأ فرض «السلام بالقوة»، حيث قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم إن بلاده تريد إرساء السلام وتعزيز أواصر الأخوة في الشرق الأوسط، وليست لديها عداوة أو مشكلة مع أحد، وفي ذات الوقت تكشف العملية العسكرية أن الاستراتيجية التركية للأمن القومي لا تزال تحتفظ بطبيعتها الدفاعية وتلتزم بمحددات المخاطر الرئيسية التي تنصب على التصدي لحزب العمال الكردستاني وتسمياته السورية المتعددة ومنعه من تأسيس كيان متصل للأكراد بين كوباني وعفرين. تشير عملية غصن الزيتون في عفرين إلى تحولات الأزمة السورية مع الإعلان عن نهايات حرب «الإرهاب» وبروز حروب الوكالة الدولية وتقاسم النفوذ والسيطرة، فعلى الرغم من التهويل الإعلامي لأهداف عملية عفرين إلا أنها محدودة ومحددة وتمت بعد تفاهمات مع القوتين الأميركية والروسية، فالعملية تقر بالوقائع الصلبة على الأرض في سورية التي أفضت إلى تقاسم النفوذ والسيطرة بين أميركا وروسيا، فقد كشف الإعلان الأميركي عن تشكيل جيش «حرس حدود» بمكون أساسي كردي، وعزم روسيا على السيطرة على إدلب، عن خطوط التقسيم وحدود التقاسم. في سياق اللعبة الاستراتيجية تترك الإدانة والتنديد للقوى المحلية، بينما تتفهم القوى الدولية، فقد سارع نظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا بإدانة ما وصفه بـ«العدوان التركي الغاشم» على مدينة عفرين، وكان النظام السوري قد هدد قبل بدء العملية بالرد العسكري على أي تدخل تركي وبإسقاط المقاتلات التركية، وقال أن «سوريا تنفي جملة وتفصيلا ادعاءات النظام التركي بإبلاغها بهذه العملية العسكرية التي هي جزء من مسلسل الأكاذيب التي اعتدنا عليها من النظام التركي»، وفي ذات الوقت اعتبرت «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة، الهجوم الذي تشنه القوات التركية على مدينة عفرين شمالي سوريا، بمثابة فرصة لحياة جديدة لتنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت في بيانها «إذا ما تعرضنا للهجوم، فلن يكون أمامنا أي خيار سوى الدفاع عن أنفسنا وشعبنا، لكننا نعلن أمام العالم أننا لا نحمل أية نوايا عدائية تجاه تركيا، ولم نتخذ حتى الآن سوى التدابير الدفاعية عن أنفسنا في مواجهة هجمات عدائية ضد شعبنا». تأتي عملية عفرين في سياق السياسة الدفاعية التركية للحفاظ على أمنها القومي الذي أصبح مهددا بعد أن تكشفت النوايا الأمريكية بالبقاء في سوريا والاعتماد على الأكراد كحليف رئيس، فعلى مدى سنوات الأزمة في سورية لجمت الولايات المتحدة مطالب لأتراك بإنشاء منطقة عازلة، فمنذ تشكيل التحالف الدولي في 14 سبتمبر 2014 ،قامت أميركا بالتنسيق مع عدو تركيا اللدود المتمثل بقوات حماية الشعب الكردية، وساهمت بصورة متدرجة بخلق كيان كردي يهدد الأمن القومي التركي، بالاعتماد على الأكراد كحلفاء أساسيين من خلال الإعلان عن تشكيل «قوات سوريا الديموقراطية» في 12 أكتوبر 2015 التي تجاوزت أهدافها التصدي لتنظيم «داعش» وتمددت في مناطق واسعة، الأمر دفع أنقرة إلى تنفيذ عملية «درع الفرات» في آب/ أغسطس 2016 لمواجهة مشروع الدويلة الكردية على حدودها الجنوبية (وهي الأولوية التركية الأولى لها في سوريا) وإبعاد خطر «داعش» عن حدودها ومدنها الحدودية، وقد حققت هذه العملية خلال سبعة أشهر جملة من الأهداف التركية في مقدمتها منع التواصل الجغرافي بين «الكانتونات» الكردية في الشمال السوري وتأمين الحدود مع سوريا والسيطرة على مساحة جغرافية واسعة بالتعاون مع الجيش السوري الحر إضافة لعودة جزء من اللائجين إلى «الأراضي المحررة»، لكن فكرة «الممر الكردي» لم تنتهِ تماماً. محيط منطقة عفرين مع بداية يوليو 2017 ، لكن العملية لم تنطلق نظرا لعدم وجود تفاهمات مع روسيا، وبعد الإعلان الأميركي عن تأسيس عقب إعلان الحكومة التركية في 30 مارس 2017 ،انتهاء عملية «درع الفرات»، بدأ الحديث عن انطلاق عملية جديدة تحت اسم «سيف الفرات» في جيش كردي بدعوى حراسة الحدود، أعلن الجيش التركي في 20 يناير 2018 إطلاق عملية عسكرية في مدينة عفرين بشمال غربي سورية وأطلق عليها اسم «غصن الزيتون تتمتع منطقة عفرين بأهمية استراتيجية لتركيا، إذ تقع المنطقة على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة اعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب ، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، وهي منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا، ويبلغ عدد سكان منطقة عفرين 258,523 نسمة حسب احصائيات الحكومة السورية في عام 2012 ،لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون نسمة حسب ما تقول سلطات الإدارة الكردية القائمة هناك منذ فقدان الحكومة سيطرتها على المنطقة، وتفصل منقطة عفرين بين مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في جرابلس، الباب، واعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب وبالتالي فإن السيطرة التركية على عفرين تحقق تواصلا جغرافيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات والبحر المتوسط، وتمنع أي امكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية بمنع الأكراد من وصل مناطقهم ببعضها. جاء قرار تركيا بتدشين عملية غصن الزيتون في منطقة عفرين، عقب قرار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 14 يناير 2018 بإعلان تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد، وقد تصل أعدادها مع القوات شبه العسكرية إلى 70 ألفا، الأمر يكشف عن النهج الاستراتيجي الأميركي بفرض تقسيم واقعي لسوريا عبر خلق كيان كردي على غرار العراق دون تحقيق استقلاله قانونيا لإيقائه مرتهنا للقرار الأميركي، وذلك في سياق مناهضة روسيا وإيران وتركيا تحت ذريعة عدم السماح بعودة تنظيم «داعش»، وقد أثارت الفكرة تركيا قبل الإعلان الرسمي لإنشائها، حيث استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بأعمال السفارة الأميركية في تركيا في العاشر من يناير الماضي مطالبة إياه بتوضيحات بشأن تلك القوة، رافضة وجودها الذي سيضر بأمنها القومي، وفي محاولة للتعمية وطمأنة تركيا قال بيان التحالف «إن هذه القوات ستنتشر على الطرف الشرقي لنهر الفرات الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وعلى الحدود الشرقية والشمالية لسوريا»، في إشارة لإخراج عفرين من المعادلة، لكن قوة حرس الحدود في حقيقة الأمر تؤسس لقيام «جيش نظامي» تؤسسه الولايات المتحدة، تحت إمرة جنودها المنتشرين في سوريا والذي يبلغ تعدادهم نحو ألفي عنصر مرشحين للزيادة. خلاصة القول أن تركيا تدرك تحولات الأزمة السورية وما أسفرت عنه من تقاسم نفوذ بين أميركا وروسيا، وهي تعي أن الإعلان الأميركي عن تأسيس جيش حرس حدود كشف عن الخطوط الأساسية للاستراتيجية الأميركية الجديدة في سوريا التي تقوم عمليا على تقسيم سوريا، وهو خيار ينسجم مع استراتيجية ترمب للأمن القومي التي تقوم علة نهج واقعي يستند إلى مبدأ فرض السلام بالقوة، فبحسب المنظور الأميركي فإن سوريا مقسمة بالفعل بحكم الأمر الواقع وأن على الولايات المتحدة أن تعترف بهذه الحقيقة وتوقف القتال من أجل إعادة إقامة حدود مصطنعة تعود إلى عهد الاستعمار حسب معهد دراسات الحرب الأميركي، ويرتبط هذا النهج ارتباطاً وثيقاً بالمناطق الآمنة التي وعد الرئيس ترمب بإنشائها، وبهذا فإن عملية غصن الزيتون تقليدية ومحدودة لا تشكل تغيرا في النهج التركي، ولا تخرج عن حدود التموضع في ثنايا استراتيجيات الدول الكبرى دون الدخول في أفق المغامرة وفرض وقائع جديدة.
 
شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل