والضفتان شقيقتان من حوله تتعانقان
ما أروعها من عبارة قالها الشاعر وما أعظم معناها – نعم أخواني وأخواتي في الأردن وفلسطين وفي كل أنحاء المعمورة .ألا نتوقف قليلاً عند المعاني العميقة والحقيقية لمثل هذه العبارة – نعم وألف نعم - الضفتان " الضفة الشرقية والضفة الغربية " أي الأردن وفلسطين شقيقتان... والشقيقتان لغوياً هما الفتاتان من نفس الأم والأب وما أجملها وأروعها من صورة نتخيلها للفتاتين الشقيقتين تتعانقان.أين؟؟؟ نعم حول نهر الأردن ذلك المجرى المائي المقدس الذي عبره الأنبياء ومروا به في رحلتهم من الأردن إلى فلسطين لنشر الديانات السماوية . لقد كان ولا يزال وسيظل الشريان الرئيس الذي يغذي القلب الواحد بأسباب العيش والحياة – القلب الواحد لا يعيش ويستمر إلا بضخ الدم من شريانين هما الشريان الأبهر والشريان الأورطى أليس كذلك؟ أسمعكم تجيبون نعم , نعم . وأنا أقول : بلى .... فالقلب مصدر بقائه واستمراره هذان الشريانان .
فما بالكم بنا نحن العرب وبالتحديد الأردن وفلسطين قلب واحد شريانه الأيمن هو الأردن والشريان الآخر هو فلسطين – هل يستطيع البقاء بفقدان أحدهما؟؟؟
لقد كانت رسالة كل الهاشميين من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ووصولاً الى مفجر الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه – واستشهاده للدفاع عن فلسطين والأردن من أعظم الرسالات لكل العرب أن يسيروا على خطاه ويستمرون في تطبيق مبادئ الثورة العربية الكبرى مرورا بالملك طلال والحسين وعبدا لله بن الحسين مليكنا المفدى الذي مافتئ يدعو إلى نبذ التفرقة والعنصرية في كل المحافل والمواطن ويشدد على احترام رسالة عمان وتنفيذها واستمراريتها بين جميع الفئات والأجيال.
فوالله كم يحزنني ويعتصر قلبي ألماً وتنزف مشاعري دماً عندما أشعر بأيدٍ خفية تعمل على نشر الفساد والتفرقة وتشيع العنصرية بين الناس – احذروا من هذه الفئة المخربة التي تسعى إلى طعن قلوبنا بسكين التفرقة والعنصرية – فلا فرق بين أردني وفلسطيني إطلاقا – كلنا أخوة أشقاء وتجمعنا الراية الهاشمية ونحن جنود أبي الحسين الأوفياء.. و من مواقعنا في البيوت والمدارس والمؤسسات المختلفة نعاهده أن نكون لسانه الناطق بالحق في كل مكان نعمل على نشر الحب والانتماء في قلوب الكل على اختلاف الأصول والمنابت –
هذا هو الأردن الذي عشقناه ورضعنا حبه من حليب أمهاتنا وعروق دمنا ترسم خريطته على جدران قلوبنا وعقولنا – تنفسنا هوائه وارتشفنا مائه وعشنا على أرضه آمنين مطمئنين لا نهاب الآخرين في عرين أبي الحسين – أطال الله في عمره وأدامه ذخراً وسنداً وعوناً للعرب والإسلام في كل مكان – وتكتمل فرحتنا بإذن الله ساعة تتعانق الضفتان ثانية والصلاة في قدسنا الشريف معراج النبي الأعظم ومهبط الديانات السماوية – ونحن على عهدنا وولائنا لك ياوطني الكبير وأرواحنا نقدمها رخيصة لتبقى مرفوع الراية وتظل أولاً وعلى قدر أهل العزم ...
وطني لو شغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي
و: وعد أن نحميك وندافع عنك بكل مانملك
ط: طبت حراً مستقلاً عريقاً
ن: نجم في سماء الوطن لا يخبو نوره
ي: يا مسقط رأسي ومدفن جسدي الفاني
بقلم : سناء يوسف حسان
مديرية التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الأولى
Sanaahassan1971@yahoo.com