كنّا باحتلال ... وأصبحنا باحتلالين

كنّا باحتلال ... وأصبحنا باحتلالين
أخبار البلد -  
 

 

 

«عبقرية» الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا تحتاج إلى براهين، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بإسرائيل والفلسطينيين و «صفقة القرن» للسلام. فالرئيس الخطير رأى ما لم يره أحدٌ ممن سبقوه حول أفضل السبل لحل القضية المركزية في الشرق الأوسط.

 

 

تفتق ذهنه عن خطة جهنمية. ببساطة قال: «أسحب من طاولة المفاوضات القضية الأكثر حساسية بين قضايا الحل النهائي. أمنحها لإسرائيل، فما المدينة إلا عاصمة للشعب اليهودي». لم ولن يهمّه كثيراً إن كانت في هذا القول مغالطة تاريخية وسياسية ودينية، ولا أن اليهود شعب وليسوا دولة، وأن القدس لم تكن عاصمة لهم قَط، باعتراف كتّاب يهود.

 

 

ظن الرئيس «الذكي فوق العادة»، وبعقلية التاجر الشاطر أيضاً، أن الفلسطيني سيركع بسبب حفنة من الدولارات، وأن من السهل إخضاعه و «دَوْزَنَتَه» على موجة «صفقة القرن» من خلال الابتزاز المالي والتهديد بقطع المساعدات.

 

 

ربما غابت عنه أو لم يطلعوه على أُم الحقائق: ما من فلسطيني يجرؤ على التنازل عن القدس. أما المساعدات الأميركية للفلسطينيين، فلا تتجاوز 10 في المئة من موازنة السلطة الفلسطينية (4.4 بليون دولار)، بل انخفضت كثيراً في عهد ترامب وهبطت من 400 مليون دولار في السنة إلى 275 مليوناً.

 

 

الأنكى تلك الحقيقة التي يدركها العالم كله، وهي أن هذه المساعدات مصلحة إسرائيلية وأميركية أساساً. ألا تُنفق على حفظ أمن يُريح الاحتلال؟ ألا تعفيه من مسؤوليته في تقديم الخدمات للشعب الذي يحتله؟ حتى المشاريع الإنمائية التي تنفذها وكالات أميركية ليست لها علاقة بالنمو. يكفي أن تطبيقها مشروط بموافقة القيادة الإسرائيلية الموجودة في مقر الحكم العسكري في بيت إيل شمال رام الله، وبمدى تطابقها مع خطط الاحتلال ورؤيته لمستقبل المستوطنات والضفة الغربية.

 

 

وما بين الضغوط الأميركية وقسوة الاحتلال، يمضي الجانب الإسرائيلي في تحصين ما يحصل عليه من ضوء أخضر من إدارة ترامب، من خلال تحويله واقعاً، فيما تتواطأ أحزاب اليمين العنصري لإقرار الخطط الاستيطانية، وإصدار قوانين في الكنيست لضم مستوطنات الضفة، وأخرى لإخراج التجمّعات السكانية الكبرى من حيّزها التاريخي، مثل أحياء في القدس تحسباً لزيادة أعداد الفلسطينيين في المدينة، وكذلك قوانين تجيز الحكم بإعدام المناضلين الفلسطينيين.

 

 

نهج ترامب صار ساطعاً، وهو إسقاط كل الملفات العالقة عن طاولة المفاوضات، بدءاً بالأصعب، أي ملف القدس، يتبعه الآن ملف اللاجئين. وإلا ما معنى تجميد المساعدات الأميركية لـ «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)؟ أليس المقصود التأسيس لمرحلة جديدة تشهد تصفية قضية حق العودة؟ ولطالما ضغطت إسرائيل لإلغاء الوكالة الدولية ودمجها في مفوضية اللاجئين من أجل تذويب قضية اللاجئين. أما القضايا الشائكة الأخرى، مثل المياه والحدود والاقتصاد، فهي ساقطة بطبيعة الحال والاحتلال، إما بقيود اتفاق أوسلو وإما ببروتوكول باريس الاقتصادي.

 

 

هذا هو الحل الأميركي، شطب كل القضايا وإسقاطها بالقوة. ثم يكون على الفلسطيني أن يفاوض بين احتلاليْن في ظرف إقليمي صعب. فكم احتلالاً على الفلسطيني أن يواجهه حين تكون أميركا داعماً أساسياً للاحتلال؟ وكم كنيست حين يرى ويلمس أن الكونغرس يسابق الكنيست الإسرائيلية في خنق الفلسطيني وحصاره؟ وكم وزارة دفاع وهو يعلم أن الترتيبات الأمنية الراهنة في ضبط السلطة الفلسطينية باسم التنسيق الأمني هي من إبداع وزارة الدفاع الأميركية، من الجنرال كيث دايتون وما أعقبه من مخططات لانسحاباتٍ للجيش الإسرائيلي وضعها جنرالات أميركيون في ما لو نُفذت اتفاقات السلام الوهمية؟

 

 

كنّا باحتلال، وأصبحنا باحتلاليْن.

 
شريط الأخبار البيانات المالية لشركة الاتصالات الاردنية اورنج.. تراجع في الارباح وعجز في رأس المال وارتفاع في حجم المطلوبات والذمم المدينة تفاصيل "تاتشر اليابان" تهدد سوق سندات بقيمة 12 تريليون دولار أنيس القاسم: اتفاقية «وادي عربة» لا تمنع قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي مالك شركة يفصل موظفة لحضورها المبكر يوميا.. والمحكمة تؤيد قراره الأرصاد: منخفض جوي يبدأ تأثيره على الأردن الأربعاء - تفاصيل ابتزاز خطير: إسرائيل تحجب المياه الأردنية وتحاول السيطرة على موارد سوريا ولبنان إجراء القرعة الإلكترونية لاختيار مكلفي خدمة العلم اليوم سقوط أم من الطابق العاشر مع توأميها 5 إصابات بالغة ومتوسطة بحوادث تدهور خلال 24 ساعة انطلاق الاستعراض النيابي اليوم وفيات الاثنين 8-12-2025 الارصاد : منخفض جوي قادم للأردن.. تفاصيل أسعار التذاكر المميزة لمباريات النشامى.. تبدأ بـ1500 وتصل إلى 4000 دولار "مالية النواب" تقر مشروع قانون الموازنة العامة وتصدر توصياتها الشاملة السير: 2916 مخالفة استعراضية في 2025 والشباب الأكثر ارتكابا للمخالفة الاشغال عن أضرار الأمطار: لا يمكن اعتراض مسار الطبيعة "العمل": من أهم عناصر الوقاية من الاتجار بالبشر وجود قطاع استقدام للعاملين في المنازل قادر على منع أي ممارسات غير قانونية أو استغلالية الخشمان يقترح بتعديل قانون الشركات لإنصاف العمال - وثيقة متى سيزور الباشا المعايطة مديرية ترخيص البلقاء . التربية تحول رواتب المعلمين للبنوك