قوة الإشاعة: الغموض ضرب الأهمية

قوة الإشاعة: الغموض ضرب الأهمية
أخبار البلد -  


وصلتني على «الواتس أب» رسالة من رجل وازن ناضج رزين، تتحدث عن «أسباب مختلقة لا تصدق» لإحالة أصحاب السمو الملكي امرائنا الاعزاء فيصل وعلي وطلال على التقاعد. أرسلت ردا للرجل فوريا قلت له فيه متعجبا: وهل تصدق هذه الاشاعة البالغة الهشاشة، التي تُفصِح عن تلفيقها وتفضح ملفقها؟!
افرحتني ابنتي النبيهة رند التي كانت اكثر وعيا وأشد ثقة بي؛ فقد أرسلت لي رسالة على الواتسأب تسألني: بابا! هل هذا الخبر صحيح؟!
كان سؤالها سؤال من تشك في صحة «الخبر»، وسؤال المتروية التي لا تسارع الى إعادة ارسال الاشاعة والمساهمة في نشر الكذب والدجل والظلم والافتراء الذي فيها، وسؤال الاستنارة بمن تثق انه لا يغشها ولا يخدعها.
ليست المشكلة مع ملفقي الاشاعات وصانعي الخِدع والغارفين من الأوهام والممعنين في القبضيات والاعطيات» ولا حتى مع الجهات التي تضع الكلام في افواههم وتضع الاحبار في اقلامهم وتضع الدراهم والشيكلات في حساباتهم السرية.
ابدا. ابدا.
فنحن دولة لها أعداء وكارهون وحاسدون ولنا مغتاظون من نجاح ملكنا في ملفات كثيرة، اخرها ملف الدفاع عن هوية القدس العربية وعن حقوق شعب فلسطين العربي في دولة مستقلة متصلة عاصمتها الأبدية القدس.
مشكلتنا فينا ومعنا. نحن النخبة والقيادات الإعلامية والفكرية والسياسية والثقافية التي تصدق الاشاعات حينا، وتنطلي عليها حينا آخر. او هي لا تصدقها وتكتشف سذاجتها وخواءها، فتصمت ولا تنبري لدحضها.
لا اتحدث هنا عن الرأي العام الذي له قدوات ينتظرها ويثق بانها لا تغشّه ولا تخونه ولا تمضي هي الأخرى في خداعه كما تفعل الاشاعات، ولا اتحدث بالطبع عن الكتاب والسياسيين والصحافيين الذين يزدرون ويهملون الاشاعات المفرطة في السذاجة فلا يعلقون عليها ولا يهبونها قيمة لا تستحقها.
معلوم ان الاشاعة تسري كالنار في الهشيم على قاعدتي: الغموض والاهمية؛ فالاشاعة الأكثر سرعة في السريان هي تلك المتعلقة باشخاص مهمين، والتي تتميز بالغموض الشديد، وهي حاصل ضرب الغموض بالاهمية، ويتم اسباغ الغموض على اية إشاعة بالاحالة على «علمنا من مصادرنا الخاصة»...الخ.
إن دحض الاشاعة يفضي تلقائيا الى نزع اية ثقة من مطلقيها، ويؤدي الى ضرب اية مصداقية لمن يحملها ويروجها، من مواقع الكترونية وصحف وفضائيات واشخاص؛ لانهم يسهل خداعهم؛ ولانهم لا يدققون؛ ولانهم يحملون لنا اخبارا ملفقة.
وبالطبع فان الاشاعة لا تمضي ولا تسري دون قوة دفع محترفة، ولا تنتشر الاشاعة انتشارا واسعا الا إذا ساندتها اجهزة مختصة تنتظرها وتتلقفها وتعممها؛ ويمكن معرفة او توقع من الذي اطلق تلك الاشاعة الساذجة عندما نلاحظ من المستفيد من الاساءة الى الأردن والى دولة الامارات العربية المتحدة.
لقد تحدث رب العزة جل وسما في القران الكريم عن الاشاعة، وتحدث جل جلاله أيضا قبل 1439 عاما عن مقاومة الاشاعة!! ونهى عن تداولها واعتبر ذلك امرا عظيما. فقد جاء في سورة النور:
«إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيم». صدق الله العليم.

 
شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل