بين الكباب والبرغر

بين الكباب والبرغر
أخبار البلد -   في موسم الشتاء كان يندر وجود الحرّاثين ، فالحرّاثون أصحاب السمعة والجد والاجتهاد يتواجدون في السهول بعد أن «ربط» معهم أصحاب الأملاك في وقت مبكّر من السنة.. تقول الحكاية أن أحد ملاّك الأراضي بحث طويلاً عن حرّاث يساعده في فلاحة أرضه بعد أن انتصف الموسم ،وبعد جهد جهيد التقى الرجل بأحد الحرّاثين المتفرّغين بالصدفة ، ففرح أيما فرح..»ها أبو فارس تفلح معي السهم بكرة»؟..»وشوّ عليه بنفلح»!!قال أبو فارس...وللاحتفاء به و»تزبيطه وتربيطه» أخذه إلى مضافته وأضاء له السراج ،وأوقد له «الكانون» وعمّر دلّة القهوة ثم ذبح له «ديكا بلديا» وعبأ «علبته هيشي» و بعث أحد الأولاد إلى دكان «كرمة العلي»واشترى له «رطلاً من الهريسة»..وظل يسامره حتى ينضج الديك.. آخر الليل حضر الديك بطنجرة والحساء يغلي بينما رائحة البهار والخبز الساخن تفوحان في المكان..رفع المعزّب الفخذ ووضعه على رغيف الحرّاث وقال له: «بكرة بعد الفجر ان شاء االله ها «؟ «عضّ الضيف الفخذ بجوع وهو يقول: « قول ان شاء االله»..فتّ له السفينة والفخذ الثاني واستصلح له لحم الظهر...وهو يؤكّد « معناته بكرة بعد الفجر ان شاء االله»..والحرّاث يؤكد» قول ان شاء االله»..بعد العشاء الدسم والدفء الرائع..حضرت الهريسة المحمّرة خجلاً فتح المعزّب «الزرف» أمام ضيفه وناوله «كعباً يتوهج من شدّة قطر» «زي ما اتفقنا بكرة بعد الفجر بنتسهّل ان شاء االله» ، «الضيف: «وهو يمصّ أصابعه بعد الهريسة..قول ان شاء االله» صب فنجان قهوة ثم لف ّ سيجارة «هيشي» وناوله: «هاك دخّن..وهسّع بلف لك علبة عشان بعد الفجر ما تلتهي باللف وأنت بتحرث «..أخذ السيجارة بين إصبعيه وقال: «قول ان شاء االله».. بقيا يتسامران حتى منتصف الليل، مهّد المعزّب فراش الحراث وعزّز غطاءه بلحافين ثقيلين..ثم نام في الزاوية المقابلة...مع الآذان الأول قبل الفجر بربع ساعة :صاح صوت خارج المضافة « أبو فارس قاعد؟»!!..رفع أبو فارس لحافه بسرعة ولبس بسطاره على عجل: «قاعد قاعد» قال الرجل الغريب:نوينا؟..أبو فارس: جايك قول يا االله..ثم غادر مع إقطاعي آخر وترك صاحب المضافة والضيافة بعد ان تعشّى وتحلّى ودخّن وسهر ببلاش على أمل الوعد.. ** أنا لم يزعجني بكل ملف نقل السفارة الأمريكية الى القدس ، ووقاحة إسرائيل ورخاوة العرب ، وتصويت دول بحجم «الثآليل» على الخريطة..لم يزعجني كل هذا التحدّي بقدر انزعاجي من موقف دولة افريقية تدعى «التوغو» تعاملت معنا كما تعامل الحرّاث ابو فارس مع صاحب الأرض..حضرت قمة منظمة التعاون الاسلامي كعضو فيها ، وأكل وفدها كباب تركي «تا قال بس» وشارك في صياغة البيان الختامي وعند التصويت في الجمعية العامة بالأمم المتحدة صوتت مع أمريكا...ففاضلت بين الكباب والبرغر وفضّلت الأخير على الأول لأنه أدوم وأكبر وأدسم.. يا اخي..حتى بالمجتمع الدولي في «ابو فارس»
 
شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل