السؤال نفسه منذ اطلاق ترامب قراره المشؤوم وهو الى ماذا سينتهي الامر في النهاية والى اي مدى ستستمر مظاهر الاحتجاج او انها ستخبو بعد وقت او انها ستنتقل الى تصعيد اكبر في شكله ونوعه وتأثيره، وذات السؤال في حضن الدول والى اي مدى يمكنها الفعل بالرفض، وإن كان سيبقى كلاما او سيرافقه افعال، وذات الحال بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي لم تبلور موقفا موحدا بعد.
في المشهد يبرز الموقف الاردني وتأثره بالقرار بما لا يقل عن الحالة الفلسطينية، وهذه المرة كما في سابقة اخرى عندما توحد كل الاردن خلف الموقف المناهض للعدوان على العراق، ولم يذهب ابى حفر الباطن، واليوم هو موحد ايضا بالرفض التام لقرار ترامب والدفاع عن القدس من الاطياف كافة الشعبية والرسمية، وللامانة التاريخية كان الملك اول من اعلن رفضه وابلغه لترامب وسار الجميع من بعد ذلك خلف هذا الموقف، وهو يستمر الان بالشكل الذي هو عليه من نشاطات وفعاليات.
هناك خشية ينبغي التنبه لها وهي ان تعمد قوى معادية لمعاقبة الاردن على موقفه بافتعال ما يثير البلبلة والفوضى، والاكيد ان الجهات المعنية متنبهة للامر ويجب على الفعاليات الشعبية عدم الانجرار وراء ما يثير اي فتنة. والى ان تتضح معالم النتائج فإن المطلوب يكون باستمرار وحدة الصف الاردني والاستمرار بإسناد الشعب الفلسطيني ودعم انتفاضته واستغلال كافة الامكانيات والسبل المتاحة من اجل الثبات وفرض متغير حقيقي على الموقف الامريكي.
ليس هناك دولة عربية واحدة يمكنها المجاهرة علنا بتأييد ترامب، وعليه لا ينبغي الرضي بالحياد والنأي بالنفس ابد وانما اظهار افعال، اما عكس ذلك فهناك من هم بصفة شركاء دون ريب ليس لترامب فقط وانما نتنياهو ايضا.