تعتبر النميمة عادة متأصلة لا تقتصر على النساء وعلماء اجتماع يردونها إلى الفراغ الذهني والنفسي
فالغائب مستهدف دائماً ،،،ورب العمل صاحب النصيب الأكبر ولقهوة الصباح رفيقها المفضل والعواقب ليست سليمة دائماً .
ثرثرة صباحية:أحضر إلى المكتب مبكراً ونجتمع أنا وأصدقائي يومياً حال وصولي وما يجمعنا حقاً هو فنجان القهوة الصباحي الذي لا يخلو من النميمة الصباحية وبعض زملائي يمارس عادة النميمة عن قصد والبعض الآخر تحت غطاء حسن النية والبعض الآخر من باب التسلية والكثير منهم يرون لذة في ذلك.
وأنا برأيي كلها تقع تحت باب الثرثرة الصباحية التي أصبحت عرفاً في مجتمعنا.
وأنا كما أسلفت سابقاً ضد النميمة السيئة ولكن هذه الظاهرة أصبحت متأصلة بأغلب مجالسنا.
للحقيقة لا يكاد يخلو اجتماع بين الأصدقاء أو الزملاء من النميمة،،،هذه العادة التي يربطها الكثيرون بالنساء أكثر من الرجال ،ويشيرون كذلك إلى علاقة غريبة تربط هذه العادة بقهوة الصباح شرب القهوة والنميمة صباحاً،باتا أمرين متلازمين لدى الكثيرين في مجتمعنا حيث أصبحت قهوة الصباح مجالاً خصباً لتبادل أطراف الحديث والنميمة طبعاً وغالباً ما يكون الحديث ذا علاقة بأمر طارئ أو بحدث مهم ثم يخوض بقصة فلان أو فلانة من الغائبين عن اللقاء بطبيعة الحال والكثير أكدوا إن النميمة لم تعد عادة مقتصرة على النساء دون الرجال .
وأكدت جارتي أم خالد 46 سنة ربة منزل بأنه لا أحد يفلت من نميمتنا الصباحية وتحدثت قائلة بأنها تستيقظ صباحاً مبكرة على وقع رنين الهاتف حيث يتم الاجتماع الصباحي بالإنابة أي كل يوم نجتمع بمنزل أحد الجارات اللواتي يقطن بنفس العمارة وما يجمعنا طبعاً هو ذلك الساحر والقاهر هو فنجان القهوة الصباحي يا لتلك الرائحة ومع إشعال أول سيجارة يشيط غيظي وأبدأ بأبو خالد وماذا فعل وماذا قال ليلة البارحة والقليل من النميمة بالطبع ويبقى أبو خالد هو الأروع وأكدت أم خالد بأن هذه الجلسات اعتادت عليها منذ سنين ولا يمكن الاستغناء عنها إلا لظروف قاهرة وأكملت قائلة لا أحد يفلت من نميمتنا الصباحية وخصوصاً الغائبات وتأكد إن أجمل ما يميز نهارنا هو هذه الجلسة وفنجان القهوة اللذيذ.
وأكدت الجارة أم يزن 35 عاماً بأن النميمة شيء مفيد وناجح وتكاد تكون النميمة أشهى من فنجان القهوة وأكدت الجارة أم يزن بأن حفلة الزفاف التي حضرتها ليلة أمس تؤكد أن للنميمة أهداف ناجحة لتدارك الأخطاء وللتسلية و(فشة الغل) اللهم لا شماتة. حيث أن النميمة على أنغام رقصة العروسين لا بد منها وأصبحت أم فراس تغمز وتهمس بأذني وتقول بأن العريس حرامي ولهط البلاوي من الخليج وبدأت أم فيصل بالهمس بأن العروس كانت خاطبة وفسخت قبل هال مرة وأخلاقها مش ولا بد لتحضر في هذه اللحظة التاريخية رئيسة مجلس إدارة النميمة الأعلى بالحي (أم مطلق) على سن ورمح وبعد أكل أربعة قطع من الكيك أزالت طبقة الكريما عن شفتيها الغليظتين مزمجرة ومكشرة عن أنيابها قائلة العرس هذا حكي فاظي والأكل مش عاجبني والعرسان شكلهم مش لايقين لبعض وبصراحة إذا ما في بوفيه مفتوح رايحة أكشف المستور وأخرب بيتهم وأخذت تتوعد وتهدد ولولا أم عواد والله اللي جابتلها سم الهاري صحن يكسوه اللحم المحمر وقطع من الدجاج المسحب كان الوضع أصبح على صفيح من نار.
ويعتبر المقهى والمدرسة والعمل والجلسات النسائية الصباحية مكاناً مفضلاً للنميمة ولطالما تسببت بمشاكل كانت تصل إلى ما لا يحمد عقباه وتبدأ النميمة عادة بغرض التسلية لكنها كثيراً ما تنتهي بمصيبة
ويؤكد علماء الاجتماع بأن النميمة والغيبة والثرثرة من العادات التي تتوارث من الآباء والأمهات باعتبارها من الأمور السلوكية التي يحاكي فيها الأولاد آبائهم وأمهاتهم وتطورت أشكال النميمة مع تطور العادات والتقاليد لدى مجتمعنا وأصبح ما يميز النميمة في عصرنا هو الاجتماع لتناول فنجان قهوة في الصباح ويقر علماء الاجتماع أن هذه العادات توجد بنسب أعلى عند النساء ،،،لأن بطبيعتها حساسة مرهفة الشعور وعاطفية أكثر من الرجل وسريعة الانفعال إلى درجة البوح بأسرار حياتها في لحظة ضيق،إلى من تحتك بهم ،والنساء عامة لديهم وقت فراغ وقدرة على إجراء محادثات تمتد لساعات،ومما يساعد المرأة على ذلك إنها بطبيعتها تهتم بالتفاصيل،وتستمتع بمعرفة أبسط المعلومات عن قصص وحكايات الناس حتى إن كانت لا تعرفهم ولمن ينبغي أن نعرف أن النميمة والثرثرة عادة سلوكية غير مرتبطة بجنس معين،ولكن ترتبط بالفراغ الذهني والتنفسي فلا يجب أن يترك الإنسان نفسه نهباً للفراغ. منقول
للاستمتاع ولأحلى جلسات النميمة على أنغام العود وبرفقة الراقصة عنود والشيشة على نكهة للصبر ليه حدود،،، يرجى الاتصال على الرقم المجاني التالي 0800800
لتحديد موعد مسبق مع تحيات شركة نميمتكم دوت كوم في خدمة المجتمع.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(لا يغتب بعضكم بعضـًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتـًا فكرهتموه..)
النمّام والثرثار
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب