دأبت أحزاب المعارضة الأردنية و حركات التجمع الوطني الداعية للأصلاح في الأردن إلى تنظيم مسيرات تدعوا للإصلاح و الضغط على الحكومة للتسريع من حراكها في هذا المجال ، و هذا حق مشروع كفلة الدستور لكل مواطن ، و لكن و ما بصدد التحدث و التنبه له هنا هو هذا التحشيد غير المسبوق عبر المواقع اللإكترونية و خاصة الفيسبوك ، حول ضرورة المشاركة بأكبر عدد ممكن و على مستوى محافظات المملكة بمسيرة يوم الجمعة القادم من 15 الشهر الجاري لضرورة التأكيد على ما ذكر ، و هنا برزت دعوات أخرى للمشاركة بأكبر مسيرة ولاء للأردن في نفس اليوم و التوقيت ، فهنا أجد أنه لا بد من مناشدة أصحاب الضمائر الحية في عدم قصمة العرب عربين في داخل الوطن الواحد ، و ضرورة التخفيف من حدة هذا التحشيد الذي لا مبرر له من الطرفين ، رأفتة بوطننا الغالي الذي لا يستحق من أحد المساس به بقصد مصلحته ، ناهيك عن الضيوف الذين يحلون في الأردن في هذا الوقت من الصيف بعد أن وجدوا فيه الواحة الأمنة لقضاء إجازاتهم العائلية في إقليم ملتهب بثورات عربية ، و أنه أقل واجب يقدم لهم هو إظهار صورتنا المتلاحمة و ترك و تأجيل الخلافات لعل الزمن القريب العاجل كفيل بحلها و إرضاء الجميع ، فنحن بإنتظار نتائج مخرجات لجنة تعديل الدستور ، و هذه النتائج بمثابة قمة الإصلاح ، و دعوة مجلس النواب للإنعقاد بجلسة إستثنائة أخرى في شهر رمضان المبارك للنظر بهذه التعديلات ، فليس بكثير على الأردن و ضيوفة أن نؤجل خلافنا قليلاً ، و نقوم بواجب الضيافة و نعطي الفرصة للمؤسسات الإقتصادية الوطنية للإلتقاط أنفاسها بعد تعب طويل جراء الأزمات الإقتصادية التي تحل بالمنطقة و العالم .
نحن شباب الحزب الوطني الدستوري ندعم و نؤيد كل حراك يسعى لمصلحة الوطن و رفعتة و عزته ، و نؤكد على ضرورة محاربة الفساد و الفاسدين ، ولكن نؤكد على ضرورة الإنتباه لمن يريد ركوب الموجة كان قاصداً أو غير قاصد لخلق مواجهة بين أبناء الشعب الواحد ، نحن في أمس الغنى عنها .
راجين من هذه الكلمات أن تلقى الأذن الصاغية و العقل المستنير في رأب الصدع المحتمل على الساحة السياسية في كافة أرجاء الوطن الحبيب ، والله من وراء القصد.
يوســـف عدنــان ســـــــــــــــــــــــــرحان
عضو المكتب التنفيذي/المسؤول الإعلامي
الحزب الوطني الدســــــــــــتوري - عمان