اخبار البلد_ انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية في أن تكون الجامعات منارة للفكر وأن تكون مبادرة إلى اجراء البحوث التطبيقية التي تساهم في تطوير قطاع الطاقة والمياه والبيئة في الاردن رعى الدكتور اخليف الطراونة رئيس جامعة البلقاء التطبيقية ندوة صناعة الطاقة النووية في الأردن التي عقدت بالجامعة بحضور الدكتور عبدالله الزعبي نائب رئيس الجامعة لشؤون المراكز العلمية والتعاون الدولي وقد القى الدكتور الطراونة كلمة قال فيها ارحب بكم في جامعة البلقاء التطبيقية منارة العلم والمعرفة في وطننا الغالي والتي تستضيف اليوم هذه النخبة الطيبة من رجالات العلم والمعرفة وقيادات الفكر لمناقشة موضوع غاية في الاهمية هو صناعة الطاقة النووية في الاردن .
واضاف ان جامعتنا كانت السباقة بين زميلاتها من الجامعات الاردنية في فتح برنامج ماجستير في الفيزياء النووية مساهمة منها في تطوير الكوادر البشرية في هذا القطاع.
كما عملت الجامعة جاهدة خلال الاعوام الماضية على عقد مؤتمرات الطاقة النووية الدولية بالتعاون مع هيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي وغيرها من المؤسسات الوطنية ذات العلاقة.
واشار ان قطاع صناعة الطاقة النووية في الاردن يواجه تحديات حقيقة من حيث التساؤلات التي تثير جدلا واسعا في الشارع الاردني حول وجود خامات اليوارنيوم بكميات اقتصادية تساهم في النهوض في التنمية الوطنية من عدمه في الوقت الذي نسمع رايا معاكسا يرى ان خامات اليوراينوم في الاردن تتوفر بكميات قليلة ومحدودة وغير ذات جدوى من الناحية الاقتصادية والتشغيلية لهذه الصناعة بل ويذهب البعض الى اتفاقية التعدين لهذا الخام كانت مجحفة جدا بحق هذا البلد الطيب .
وشدد من حيث الكلفة لهذا المشروع فقد تباينت الاراء من حيث المردود الاقتصادي لانتاج الطاقة بشكل يساهم مساهمة فاعلة في حل احدى المشكلات المستعصية في الاردن وفي الوقت نفسه يرى البعض بان هذا المشروع سيكون عبئا اقتصاديا لاطاقة لنا به .
وكما ان الاختلاف على مواقع انشاء المفاعلات وتغيير مواقعها من مكان لاخر يثير نقاط خلاف بين اصحاب الراي والمعرفة ومدى تاثير ذلك على الانسان والبيئة وكميات المياه اللازمة لهذه الصناعة من حيث تعدين اليورانيوم وتشغيل المفاعلات وغيرها من الامور المتعلقة بالبيئة التشريعية .
وبين ان التساؤلات وهذا الجدل بين اصحاب المعرفة والفكر في هذا المجتمع الطيب تفرض علينا في هذا الصرح العلمي ان نستضيف هذه النخبة الطيبة من ابناء الوطن لاستجلاء الامر على حقيقته ووضع النقاط على الحروف لخدمة هذا الوطن وقيادته الهاشمية وخاصة اننا نعد هذه العدة بالتعاون مع هيئة رقابة العمل الاشعاعي والنووي لعقد المؤتمر الدولي الرابع للطاقة النووية في شهر تشرين اول المقبل.
حيث ادار الندوة الدكتور عبد الله الزعبي نائب الرئيس لشؤون المراكز العلمية والتعاون الدولي وقد استعرض الدكتور كمال الأعرج رئيس هيئة الطاقة الذرية بالوكالة الكلف الاقتصادية لإنشاء المفاعلات النووية، كما ناقش الدكتور نضال الزعبي مفوض الوقود النووي في الهيئة أسس التخطيط الفعال لصناعة الطاقة النووية وميز مواطن الخلل في هذا المجال. من ناحيته عرض الدكتور كمال خضير المدير السابق لمشروع اختيار الموقع المتطلبات الواجب توفرها في موقع المفاعل النووي وناقش المشاكل التي رافقت اختيار الموقع وتعديله ووجهة نظره في النواحي الفنية والإجرائية والملاحظات التي أبداها أثناء توليه مسؤوليته. ثم قدم الدكتور فخر الدين الداغستاني مدير عام الشركة الأردنية لمصادر الطاقة عرضاً عن توفر خامات اليورانيوم في المملكة.
كما شخص الدكتور سائد دبابنة نائب رئيس هيئة تنظيم العمل الإشعاعي والنووي وأستاذ الفيزياء النووية في الجامعة، مواطن الضعف في دعائم المشروع النووي الأردني والمفترض وجودها حسب توصيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن كافة النواحي المرتبطة بتوفير الموارد البشرية والمالية والتخطيط واختيار الموقع وتوعية الجمهور وشفافية ومصداقية المعلومات المتوفرة عن اليورانيوم ، والالتزام بالنواحي البيئية وقوة الأطر التشريعية والمؤسساتية واستقلالية القرار التنظيمي الذي يؤمن الإجراءات المتعلقة بالأمن والأمان والوقاية الإشعاعية. ثم قدم المهندس رؤوف الدباس مستشار معالي وزير البيئة عرضاً مفصلاً للآثار البيئية المرافقة للنشاطات النووية، تبعه طرح قدمه الناشط البيئي باسل برقان متعلق بالبيئة التشريعية للبرنامج النووي ونبه إلى خطر العديد من النقاط في الاتفاقيات الموقعة.
بعد ذلك تم بحث مختلف جوانب البرنامج النووي الأردني المتعلقة بكل من استكشاف وتعدين اليورانيوم وإنشاء المفاعلات النووية، حيث تم تناول الكلف الاقتصادية والبيئية والمائية لهذه المشاريع، والبيئة التشريعية، وإثارة التساؤلات وتشخيص مواطن القوة والضعف في التخطيط والإدارة ومستوى الشفافية من جميع النواحي ومنها تحديد موقع المفاعل وجدوى استخراج اليورانيوم. كذلك تم التداول في توفر وقوة أو ضعف دعائم المشروع المفترض وجودها حسب التوصيات الدولية.
ودار نقاش مفتوح شارك فيه المحاضرون والحضور،د. سائد دبابنة وزيد حمزة جمال قموه وجمال شرف ود. عبدالحفيظ الهروط وم. رؤوف الدباس ود. صلاح الدين ملكاوي ود. ياسين الحسبان ومشهور ابوعبد ود. نضال الزعبي ود. فخر الدين الداغستاني ود. كمال خضير ويزن البخيت وبهجت العدوان وم. مصطفى الواكد ود. باسل برقان وم.صايل العضايلة .د. كمال الاعرج تم فيه التأكيد على ضرورة العمل على توفر كافة المتطلبات الأساسية قبل البدء بأية خطوات تنفيذية، إن كان من حيث تعدين اليورانيوم أو إنشاء المفاعلات. حيث لاحظ كثير من الحضور وجود مستوى من نقص الشفافية إضافة إلى أحادية النظرة في قرار استراتيجي له تبعات خطيرة على الأردن، من النواحي الاقتصادية والبيئية والمائية والاجتماعية والسياسية. كما لاحظ كثير من المشاركين تناقضاً كبيراً وخللاً علمياً ومبالغة إعلامية في المعلومات المتوفرة عن خامات اليورانيوم من حيث تراكيزها وكمياتها وجدوى استخراجها وإن كانت الطاقة النووية إحدى مكونات خليط مصادر الطاقة المستقبلي وإحدى خيارات أمن التزود بالطاقة، فقد رأى المجتمعون ضرورة التوقف لمراجعة كافة الإجراءات التي تمت في هذا المجال، والتأكيد على ضرورة أن يراعى مستقبلاً أعلى مستويات المصداقية العلمية في توقير البيانات، والعمل على توفير قبول شعبي لأي نشاط نووي، واختيار الكوادر البشرية على أسس سليمة لكي تكون مؤهلة بقوة لتحمل مسؤولياتها، وضرورة مراعاة المتطلبات الدولية بشكل صارم، والابتعاد عن المبالغات الإعلامية، والقبول والتوافق مع الرأي الآخر المتعلق بالتبعات السلبية بيئياً واقتصادياً لأي نشاط نووي غير مبني على أسس سليمة، فنياً وإجرائيا وتشريعياً وإدارياً.
احمد المناصير / الناطق الاعلامي الرسمي باسم جامعة البلقاء التطبيقية