السيد المدعو/ فساد

السيد المدعو فساد
أخبار البلد -  

 

 

لا صوت يعلو- في الحديث اليومي العام للمجتمع السعودي- على الفساد، أصبح السيد فساد/ سيد النقاشات والإجابة المثالية الحاضرة عن أي ملمح تقصير أو إهمال لوزارة أو جهة أو مصلحة. ويتم استدعاء هذا السيد كتفسير وحيد لما يحدث.

 

 

كان الحديث يدور في الأسابيع الفائتة عن خطة الهجوم التي عمدت إليها السلطة السعودية في تقليم الأظافر وإيقاف الأسماء التي كان مجرد سؤالها لا إيقافها في الذهنية العامة بمثابة الحلم أو الفعل الأقرب من المستحيل. وبالطبع فالتقليم أو الإيقاف والحكايات المصاحبة مرتبطة بهذا السيد. لم ولن ينتهي الحديث في خطة الهجوم التي لا مرمى لديها سوى «كائن من كان»، إلا أن الملف الأشهر في عمر السيد/ فساد عاد وفتح بالأمس عند مصافحة المبهر والمبهج/ مطر للعروس النازفة معه.

 

 

كارثة سيول جدة أشهر الملفات التي منها وبها ومعها انطلقت فكرة مكافحة الفساد وحماية النزاهة، وأصبح الرأي العام بعد الكارثة في حال تفاؤل غير مسبوقة، وأن يكون المطر فاتحة خير على العباد ونافذة للكشف عن المستور والمستتر وتعرية الترهل والعجز، على رغم الضخ المالي والبذخ في الصرف إن صحت العبارة بغية أن تكون كل الأمكنة آمنة مطمئنة لا يخيفها مطر ولا يربكها فساد. ما يمكن قوله الآن إن تناول الفساد بهذا الهجوم لن يجدي الآن، فنحن نتناوله منذ سنوات ونركله أرضاً، ننسفه حين تقدم لنا الصور مآسي يكون وحده من يقف وراءها وبلا شريك أو منازع. الأرقام التي كنا نقرأها للتخفيف من اضراره وجراحه التي وزعها كانت أرقاماً ضخمة ملتصقة بمشاريع عملاقة وقادرة، وفق ما تقول الأوراق على نسيان الماضي وتحمل الحاضر بضعة أشهر بغية مستقبل خال من أي مكدر ومهدد ومزعج. وبعيداً من هذا التناول المكرر المستنزف للأحبار والأعصاب لا بد أن نعترف أن العلاج لن يكون سريعاً لجملة من الأخطاء المتراكمة، وأن ضريبة السنين الطويلة من التجاوزات والعشوائيات والضرب بالأنظمة والقوانين عرض الحائط ضريبة باهظة الثمن. ثمة، قطعاً، خلل صريح في الحلول التي تقدم على الطاولات بذريعة مشكلة أو فاجعة.

 

 

قد يكون الخلل في أننا نستورد لحلها من لا يعرف صورة المكان قبل عشرين عاما ولا يجرؤ على النزول للميدان لكون الشمس حارقة وخياله يتحدث عن كمية مطر عادية جداً مقارنة بالظهيرة الحارقة التي لم يعتد عليها. قد يكون الخلل في آليات ترسية مشاريع التنفيذ وانها تسير وفق نظام يقرأ المشاكل بمسطرة واحدة، وربما يكون الخلل في قراءتنا لمشكلة الفساد الحالية بذات الطريقة التي نشأت بها في وقت مبكر.

 

 

ما حدث في جدة يمكن أن يحدث في مدن أخرى والأيام حبلى بالمطر وغير المطر، ربما مشكلة جدة أكبر، لكن ترديد السيد / فساد من دون الحديث عن عوائق بذاتها وتحديات فعلية والعمل على إزالة الأولى ومواجهة الثانية بالممكن والمتاح، لن يكون سوى هدر كلامي وركن لطيف للوقت، إلى أن يحين موعد آخر مع المطر والسماء. والفشل الذي يعكسه الميدان حالياً ربما يكون فساداً صريحاً، وقد يكون كتلاً مخجلة من الأخطاء والتجاوزات والقصور في الرأي والرؤية والثقة المفرطة بحل دون آخر.

 

 

للكاتبTags not available


 
شريط الأخبار أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل