رعى الله هذا الملك العربي الشهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبدا لعزيز – أطال الله في عمره ومنحه الصحة والعمر المديد – الذي يطل علينا من السماء بطلته البهية ، التي تأتي من الغيب كغيمة الشمال تجلب الغيث مغيثا سحا غدقا رحمة لا عذاب ، ولخادم الحرمين وأسرته عندنا في الأردن خصوصية خاصة في المودة والمشاعر والحب ، وله في باديتنا الأردنية وأهلها وأهل الأردن ، الذين يمتدون جغرافيا واجتماعيا وعادات وتقاليد ضمن نفس البقعة الجغرافية ، محبة ومودة خاصة ، إذ لا يخلو وجود لمدرسة أو مركز تعليمي إلا وجود ليد تمتد بالخير والفزعة ، شاهد على طيبة هذا الملك وعروبته وفزعته العربية الأصيلة ومحافظة إخوة نوره على تقاليدهم وعاداتهم العربية الأصيلة في الكرم والجود .
والواقع أن المملكة العربية السعودية لم تترك الأردن يوما وكانت له الداعم ماديا ومعنويا في كل الميادين على مساحات الوطن العربي الكبير ، حتى رغم ما حصل من اختلافات إبان غزو الكويت الذي رفضه الأردن وحاول العمل لإيجاد حل عربي عربي خوفا ومنعا من تدخل أمريكي وتباين الموقفين وسوء فهم الموقف الأردني في ذلك الوقت إلا أن السعودية لم تتخل عن دعمها للأردن كجزء من الواجب تجاه الشعب الأردني كامتداد للعمق العربي وواجهة وترس أمام خطر التوسع والإطماع الاستعمارية الإسرائيلية ، والسياسة السعودية تجاه الأردن بهذه المحبة والمودة أرسيت دعائمها ضمن تقاليد وأعراف متينة عبر سنوات طويلة كان لخادم الحرمين الملك عبدا لله الدور الأكبر حتى خلال السنوات التي كان يشغل فيها مراكز أخرى في المملكة .
لم تتخل المملكة العربية السعودية عن الأردن يوما ووقفت في أحلك الظروف ، واليوم تقف داعما للأردن في عضوية مجلس التعاون بقوة ، وقدمت أل 400 مليون دولار قبل أيام ، وهي أردى عطايا أبو متعب - حفظه الله وأهله وذريته - ، وبالأمس أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لجلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني بن الحسين – اعز الله ملكه -، الذي زار المملكة الأحد، وقوف بلاده مع الأردن لمواجهة كل التحديات.
وجاء ذلك بعد أن عقد الملكان اجتماعاً معمقاً وشاملاً بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات ، وأكد وقوف المملكة العربية السعودية مع 'شقيقتها' المملكة الأردنية الهاشمية لمواجهة كل التحديات إدراكاً بأن ما يهم أحد البلدين يهم البلد الآخر انطلاقاً من العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
حيا الله أبا متعب الذي تربطنا به أكثر من رابطة في المودة والقربى وأواصر نسب ومصاهرة ، ولا يفوتني أن اذكر إنني من بلدة سوف التي اعتز بأنها البلد التي تشرفت وحظيت بزيارات حميمية من أمراء آل سعود وتتمتع بصداقة وحب واحترام وشراكة عمل مع الملك عبدا لله وأشقائه الأمراء – حفظهم الله – أسس لها العم المحترم الشيخ احمد توفيق العتوم ، إذ يعتبر منزل الشيخ أبو عبدا لله منزل راحة وحضن دافيء ومحل اعتزاز لكل أمراء السعودية .
وأخيرا نتمنى أن تسمو كل علاقاتنا العربية إلى مثل هذا المستوى من المودة والحميمية .