اخبار البلد_ اثنا عشر عاما تحول الطفل الى شاب او عريس في عالم الرجوله لكن في عالم الصحافه فهذه الاعوام كفيله بان تحول "الحبر
"الى امبراطوريه والخبر الى هايد بارك والورقه الى مجلد وكتاب وطني يؤرشف "الحق"والشرف ... هذه هي حال
صحيفة الشاهد التي تحتفل بمرور اثنا عشر كوكبا وشمسا على ولادتها فقد تجاوزت مرحله "الحبو" والمشي لتدخل عالم
الرجوله الوطنيه عالم الشباب والتغير والتاثير عالم الكلمه المسموعه المبنيه على "الشرف "والمكانه التي احتلتها بجداره
واقتدار ومهاره لتصبح سيدة الاسبوعيات وعنوانا للجرأه والكرامه والشجاعه الذي علمته للجميع ...
(.. جريده الشاهد اكبر واكثر من "صحيفه"اهم من "مخطوطه ".. اقوى من حزب اشرس من نقابه اكثر من
عشيره انها "وطن" حر عزيز بحد ذاته ... انها مأذنه تترفع مع صوت الاذان وانها نشيد وطني اسبوعي تعزفه "
الكلمات " باللحن العظيم ويردده كل "المسحوقيين "في هذا الوطن الذين اعتبروه "صوتهم " "وضميرهم " وشرفهم
ووطنهم وكل املهم
.."الشاهد "تحتفل اليوم ونحن معها بتاريخ عابق بالمجد وكرامه ممزوجه بالشموخ وجد مجبول بالبارود والديناميت وكلمه
مصنوعه من رائحة "رم" والبتراء وجرش وجبال السلط .. صفحاتها ساحات نضال وطني ويديها "مرفوعه "
للشهاده بالحق للوطن وعلى من يقف في "خندق " الصف الاول .. ولدت "بصعوبه"بالغه فالحمل كان قاسٍ والمخاض
صعب لكن "الولاده "بشرت "بمولود "يحمل نكهه هذا البلد وصورته وصوته مكتمل "النمو "... هذا "المولود "
وحسب شهادة الاطباء مبشرا "بنسل "طيب فعيونه شاخصه نحو العلم وقلب نابض بعمان والقائد لكن طبيبة الولاده حذرتنا
وقالت بان "طفلكم " حديث الولاده سيكون مهذبا ومؤدباً ووطنياً لكن صرخته ستكون مدويه وصوته مسموع لن يرضى "
بالقمع " والكبت عاشق للحريه مؤمن ولهان متعبد بحب البلد لا يهادن "لا يبيع " ملامح الرجوله مرسومه على وجهه
الطفولي وقالت حذار من غضبه حذار من صوته وصرخته فهو لن "يصمت" وولد ليكون حياً زعيماً وقائداً ملهماً وشجاعاً
مخلصاً ووطنياً صادقا ً،
.. قالوا عنه متمرد مشاغب "غاضب " متمرس لكنه مخلص ،منتمي ،وطني واشياء اخرى فصدقت الرؤيا فكان "المولود
" سابقا "لعمره "ومتقدما بذكائه على غيره فكان حديث الناس والشارع فخرج مولودنا الى الشارع وهو يرفع "يديه "عاليا
مؤيدا للوطن رافضا التبعيه والذيليله "شاهدا حرا على ما يجري في الاردن فكانت التهمه دوما تلاحقه وتلاصقه بانه "غير كل
الاولاد "لذلك يجب تأديبه وضربه وتعنيفه ونفيه وحتى قتله "جربوا "كل الوسائل والاساليب العرفيه "معه" وضده لكنه
كان "يخرج" اشد صلابه واكثر قوه واشرس عودا بقى كما هو لم ينحني او يتخلى عن "مبادئه "التي تعلمها واكتسبها
وعاشها .. كانوا يقولون لو ان "الشاهد" يتغير لتغيرنا ولو يتراجع لكان أفضل لكن على العكس فكان اللسان طويل
والهامه اطول والصوت اعلى والوطنيه تملاْ كل قلبه فقديماً قالوا .. لو كان انف كيلو بترا اقصر لتغير كل ما على سطح
الارض لكن بقيت كيلو بترا وبقى الشاهد كما هو دون تغير.... هذه هي "الشاهد "التي قاتلت وناضلت وجاهدت بالغالي
والنفيس في سبيل "الوطن " وفي سبيل ان يبقى صوت "المواطن " مسموعا ومدويا ومرتفعا وعاليا في كل المراحل
والظروف ...
جابهت الاعداء والخصوم والحرميه والسرسريه ولصوص المال العام والمتضولين على الحريات وعشاق القمع والحرس القديم
والجديد كان " المخرز " حارقا لكن يدا الشاهد كانت أقوى "فالدم "الذي سال رسم لوحه الوطن من جديد ورسم المستقبل
المشرق ..
(في الشاهد كنا نخاف مما بداخلنا اكثر من خوفنا مما يأتي في الخارج الذي "سقط " وتراجع وذهب وغادر مع مؤامراته
واساءاته وخيالته وكرباجه وحديديه وقمعه الى الارشيف .. نعم الشاهد "صمدت " وتحدت وانتصرت لانها كانت ترفع
شعار "لا فضل لاحد على الاردن الاردن فضله على الجميع " .. ادارة الشاهد ممثله بالفدائي الحر صخر ابو عنزه كانت
" وقود "العز لمداد الحبرالشريف الذي كان يردد دوما المغامره ليست خارج المرء بل داخله فحافظ على صدورها كل يوم
اربعاء وفي كل الظروف وكان يقول الشاهد شمس يجب ان لا تختفي مهما كان السبب وحتى عندما زجوا به في السجن ظلما
وقهرا وغضبا وانتقاما كان يمد رأسه من شبك الجويده ويقول بصوت حزين "الشاهد " اولا .. ديرو بالكم على الشاهد
فهي مثل "معاذ وسعد " .. والله كان يقولوها حتى ان ضابط السجن قال لي يوما "لماذا هذا الرجل لا يفكر الا بالشاهد
ولا يسأل الا عنها قلت له لانها "كرامة وطن " "ومنبر من لا منبر له " وحارسه عليك وعلينا
"الشاهد " مدرسه تعليميه وجامعه فكر ومنبر حر خرجت احرارا ومناضلين وكتاب وصحفيين "علمتهم " وقومتهم منحتهم
كل ما عندها فكانت تقول لهم "ان تعلم لا يعني ان تملاْ اناء " بل ان تشعل نارا فالرجوله وفروسية الكلمه وشجاعة قول الحق
لم يكن الا في "الشاهد "وما دفعه الزملاء الاعزاء جراء ذلك كان كثيراً وكبيراً وعظيماً لدرجة انني اصف كل من عمل "
بالشاهد بالجندي الذي خاض الف معركه كان بامكان الزميل صخر ابو عنزه ان يختصر مسافه الشقاء والتعب والعذاب والعداء
والانين والحرب مبكرا من خلال تطبيقه لمقوله جورج اوريول الذي قال يوما " ان اسرع طريقه لانهاء الحرب هو خسارتها
لكن ابو عنزه صمد وثبت وقاتل حتى اخر رمق ورفض انهاء الحرب وبقي في صفوف المعركه وفي المقدمه مؤكدا ان النصر
قادم وستبقى الرايه مرفوعه واليد شاهدا "فالحبر " سينتصر على ما غيره .. كان يقول ان خط الشاهد يرتفع احيانا
ويصعد اكثر يتراجع قليلا لكنه لن ينقطع ابدا مثل خط التاريخ فالشاهد خفضت احيانا من هامة الجبهه والراس لكنها لم "
تنبطحكما غيرها "ولم تنحنِ ولم تسلم مفاتيحها ولم تستقبل هواتف منتصف الليل لم تؤجر غرفها ولم ترضخ ولم ولم ...
بقيت كما هي على العهد والوعد والميثاق والشرف مع الوطن والاردن والمواطن والارض والشجر والحجر
.. كانت جاذبية الناس نحو الشاهد ظاهرة تستحق الدراسه فالجاذبيه ليست مسؤوله عن وقوع الناس بالحب نعم احبوا الشاهد
وخطها وتاريخها وشجاعتها وجراْتها ومواقفها وفلسفتها ووطنيتها وقوميتها ولسان حقيقتها وشعارها ومبادئها وصدق كلمتها وطهر
كتاباتها فكان يدخلونها الناس فرادى وجماعات مواطنين ومساكين محرومين ومظلومين غرباء واصدقاء شرفاء واغراء ..
فاكتسبت شرعيتها ومصداقيتها من جاذبية الناس لها وحبهم لها
صخر ابو عنزه ناشرها وربانها وقائدها وصاحب فكرتها وعميدها وكبيرها تعرض من خلالها لاقصى انواع العذاب والدمار "
قاتلوه وتصدوا له وحاربوه في رزقة عياله حرموه من كل شيْ خنقوه وسدوا في وجهه كل السبل جرجروه الى المحاكم اتهموه
بكل الاتهامات اعتقلوه ليلاً وصباحا زجوا به في السجون هددوه ومنعوا عنه الهواء والماء واطبقوا عليه السماء شتموه وعذبوه
سلطوا عليه كل الجرادين وافلتوا عليه الكلاب الضاله صادروا امواله وممتلاكاته وحرموه من عياله واطفاله شهروا به في كل
مكان ... والله لم تبقى طريقه الا وجربوها معه لكن لم تنفع اي طريقه "فصخر قفل ليس له اي مفتاح حديقه اسوارها عاليه
وصخره يصعب تفتيتها وشجره لها جذور وراس من الصعب تكسيره ولسان من الصعب سحبه او تقصيره "فشعاره اذا لم يكن
من الموت بد فمن العار ان تموت جبانا " وشعاره اذا توحدنا صمدنا واذا تفرقنا سقطنا
صخر الان يملك "امبراطوريه " اعلاميه وصحفيه ضخمه تضم المجلات والصحف المتخصصه والمواقع الالكترونيه واذاعه
وهو بصدد انشاء تلفزيون .. هذه "الفكره "اصبحت واقعا وهذا "الحلم " تحقق في شارع عبد الحميد شرف حينما تجد
صخر ابو عنزه يجلس على شرفة الوطن .. شرفة الشاهد ..
الشاهد عظيمه جدا وقصيده ستبقى منقوشه .. نعم العظماء لا يموتون
الحلقه الثانيه قصة الشاهد