أهكذا يقوم المرتزقة بإشعال النار تحت أقدامنا نحن معشر الأردنيين ، لنصرخ ألما دون أن نفكر لحظة واحدة كيف نطفأ تلك النار المجنونة التي بدأت تأكل من أمامها الأخضر واليابس ... هذا وطن والله ما عاش الذي يفكر بإشعال النار في ربوعه وبواديه وقراه ومخيماته ومدنه ... هذا وطن بناه الهاشميون قلعة للصمود تتكسر عليها أطماع الحاقدين والمشككين والتافهين والمرتزقة ، وأهل الردة الذي يحمل كل واحد منهم في داخله ضده ... هذا وطن سيبقى بعون الله عصيا على كل متسول يفكر بأن يغتال شخصية أو سمعة أو نظافة رجاله الشرفاء ، فإذا كان دولة معروف البخيت لا بواكي عليه فيكفيه انه مثل حمزة سيد الشهداء ، وإذا كان ذنب البخيت ان معدنه أردني 100% فما أروع أن يكون شهيدا بسبب أردنيته ، وإذا كان البخيت قد تكالبت عليه سيوف بني أمية الصدأة ، فيكفيه هذا الالتصاق العضوي ببني العباس الذين ما كانوا يوما إلا مع العدل والعدالة والاعتدال ، وإذا كان البخيت ليس من أهل الثروة ومالكي المزارع وشركات الصلب والحديد والبنوك فيكفيه انه الوحيد بين أقرانه من رؤساء الوزارات الذي يتقن حمل البندقية وفروسية الميدان ، وإذا كان البخيت لا يملك قصرا فيكفيه انه يسكن بيتا تخفق الأرياح فيه لأنه أحب إليه من قصر منيف .
فلماذا كل هذه الهجمة التتارية المغولية المسمومة على الرجل ، والذي ما سمعنا عنه يوما أنه استرضى شخصا على حساب الوطن ، ولا اشترى ذمة صحيفة لكي تصنع منه رجل وطن ، ولا تعامل بالتلميح أو التصريح أو التجريح ضد أي كان على مستوى الوطن ، أما إذا كان البعض يعتقد أن مصيبة معروف البخيت أنه أردني أكثر من اللازم ، فليعلم المناكفون ومن والاهم أننا جميعا أردنيين (أكثر من اللازم) رضي من رضي وغضب من غضب ، وان ثقتنا لا ولن تتزعزع فيمن وضع جلالة الملك ثقته فيه ، لأن من يتطاول على شخص البخيت الذي يتمتع بثقة الملك ، فكأنما قد تطاول على الملك نفسه ، ومن يتطاول على الملك الذي يمثل إرادة الله على الأرض فكأنما قد تطاول على إرادة الله جلت قدرته.
كفى يا من تبيعون السياسة في أسواق النخاسة ، وإذا كنتم تعتقدون أن سوق عكاظ ما زال مفتوحا أمام تجارة العبيد للتكسب على حساب إنسانية الإنسان وحريته وحرمته ، فإن السوق الأردني ما عاد يتسع لبضاعتكم المزيفة والرخيصة ، لأنه ليس من شيم الأردنيين شراء الرخص ، أو الجريان وراء مناكفات رخيصة كادت أن تودي بالبلد إلى متاهات لا نتقن نحن الأردنيين الشرفاء العيش فيها أو السير إليها .
كفى يا من تاجرتم عشرات السنين على طيبتنا وعفويتنا ، وما زلتم تعتقدون أننا سنحمل هتافاتكم على أكتافنا عند كل مسيرة طائشة ، واعلموا أن سيوفنا التي ملّت النوم في أغمادها قد تستيقظ في أية لحظة لتقول لكم كفى ... وإياكم من اغتيال شخصية أردني واحد أو أردنية واحدة ، فالمرأة العفيفة تموت ولا تأكل بثدييها ، ونحن أكبر من أن نرتهن لأموالكم وأشرف من أن نذعن لهتافاتكم ، وأكبر من أن نسمع لخزعبلاتكم التي أوقفت عجلة النمو في وطننا الأردني منذ ستة اشهر بحجة أن الربيع العربي قد بدأ ، وأنتم لا تعلمون أن الربيع الأردني قد بدأ منذ وطأت أقدام المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين هذا الحمى الأردني الذي هو بحماية الله إلى يوم الدين ، فاحذروا الفتنة أيها الأردنيون الأحرار ... فالفتنة دمار لأنها كالنار تأكل من أمامها الصغار والكبار ، واحفظوا لرجالاتكم سمعتهم وكرامتهم ، (وأردنيتهم) النظيفة والشريفة والعفيفة والتي يبدو أنها أصبحت هذه الأيام مستهدفة أكثر من أي زمن مضى ... فامضي أيها البخيت الشهم إلى أقصى حدود الثقة الملكية السامية التي منحك إياها مولانا صاحب الجلالة ، فعلى يمينك سيوف أردنية لا يحلو لها إلا رقاب البرامكة ، ولا يتذوق حدّها إلا الدم النازف من أعناق الزنادقة ، ولا تلتفت إلى جنبيك لأن على يمينك ملائكة تسبح بحمد الله ، وعلى يسارك ملائكة تبارك لك ثقة عبد الله .
نجم الدين الطوالبة
مؤسس ورئيس تحرير وكالة الجوهرة الاخبارية