تباين المستوى الفني للفرق المحترفة المشاركة في بطولة درع الاتحاد(المناصير) وغابت المفاجآت عن نتائج مباريات الجولة الأولى، وبدأت الفرق الكبيرة بنفس الثوب السابق بالرغم من غياب نجوم المنتخب الوطني، وهذا مالم تستغله الفرق الاخرى وربما ما زالت تخشى سمعة الفرق الكبيرة ولم تلجأ إلى اسلوب المغامرة في التعبير عن قدراتها، حتى وان كانت هذه البطولة يغيب فيها الهبوط فقد غابت معها المغامرات.
وبالرغم من عدم ثبات المستوى الفني بصورة شمولية أو عدم بلوغه إلى مرحلة مقنعة، الا ان هذا قد يكون مرده إلى أن الجولات الافتتاحية تغيب عنها السخونة والاثارة لحين تكشف الأوراق، اضافة إلى الدخول في المواجهات الحاسمة.
ولعل اللافت في المباريات ارتفاع نسبة التسجيل في بعض المباريات خلافا لمباريات الدوري التي كانت تكتمل فيها صفوف الفرق الكبيرة، ولعل هذا يعزز القدرات الهجومية، وان كان هذا مرده في الغالب إلى ضعف التحصينات الدفاعية والتي تعتبر من اضعف الخطوط مقارنة مع الخطوط الاخرى حتى في المنتخب الوطني الذي ما زال يبحث عن الوجوه البديلة.
عموما انقضت الجولة الأولى من مباريات الدرع من دون ضجيج لكنها في نفس الوقت كشفت عن مدى جاهزية الفرق وحاجة المدربين لإعادة الحسابات سواء بالتشكيلة أو بطريقة اللعب، وحتى ببعض الوجوه لا سيما المحترفين بعد أن سمح الاتحاد لهم باستبدالهم لكون فترة القيد ستستمر لما بعد الانتهاء من هذه البطولة، خصوصا وان المستوى الفني بصورة عامة لم يرتق للصورة المتوقعة، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة التسجيل بعد ان اهتزت الشباك 20 مرة، وكانت ركلات الجزاء وعملية الطرد هي الاخرى تتساقط بغزارة مقارنة مع عدد المباريات.
وفي ضوء مباريات الجولة الأولى لا بد من تقليب اوراق الفرق المشاركة في ضوء المباريات التي جمعت بينهما في هذه الوقفة.
الوحدات+ كفرسوم
كشر الوحدات (حامل اللقب) بوقت مبكر عن انيابه وقد يسعى من وراء ذلك إلى توجيه رسالة لبقية الفرق بأن الغيابات لن تثنيه عن مواصلة المشوار والالتفات صوب اللقب، ولعل الغلة التهديفية التي سجلها عجز عن تكرارها في مباريات الدوري في ظل تكامل صفوفه، فاثبتت حتى الوجوه الرديفة علو كعبها، وامتازت بالاداء السهل الممتنع حيث ما زالت بصمات دراغان تلقي بظلالها من خلال سرعة التمرير والتنويع في الواجبات وبالاخص الهجومية حيث اختلفت مشاهد التسجيل في الاهداف الخمسة التي سجلها، وان كانت الاطراف والاكثار من اسقاط الكرات العرضية لاستثمار العاب الهواء كانت الميزة الرئيسية التي اتقنها محمود شلباية ورفاقه في مقدمتهم اسامة ابو طعيمة الذي بات يحجز مقعده بقوة رغم حداثة عهده مع الاخضر.
على الجانب الآخر فإن لاعبي كفرسوم افتقدوا للنهائيات السعيدة بعد ان كانت آمالهم تنتهي على حواف منطقة جزاء الوحدات، وزاد من الطين بلة تعدد الفجوات في الخط الخلفي الذي يحتاج إلى اعادة نظر ناهيك عن فقدان الروح المعنوية التي اعتاد الفريق على التسلح بها لصهر فارق الإمكانات الفنية للخصوم.
الفيصلي + اليرموك
بالرغم من الفوز المقنع الذي سجله الفيصلي الا انه ما يزال يفتقد للانسجام ولم يصل إلى الحالة الفنية المتوقعة، لا سيما وانه يحتفظ بالغالبية العظمى من نجومه التي كان يفتقرها لحظة تشكيل المنتخب الوطني، أمثال : حسونة الشيخ وعبد الهادي المحارمة وحاتم عقل ومؤيد ابو كشك هذا من غير الوجوه الجديدة امثال، مهند المحارمة ومحمد العتيبي ، وربما ضعف الانسجام التي صاحبها ضعف التحركات والانتشار في الملعب، ومحاولة الظهور بقالب آخر في ظل التغييرات التي اصابت الفريق اثر على الاداء.
بالمقابل لم يكن فريق اليرموك أحسن حالا بالرغم من استكمال المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد محمد باسم، وكذلك ضعف القدرات الهجومية التي تكفل اختبار حاتم عقل ومحمد خميس ووسيم البزور، وهذا ما سمح لاطرافه عبد الاله الحناحنة وعلاء مطالقة اللذين تسلما مفاتيح اللعب في الشق الهجومي وازعاج اليرموك بالكرات العرضية التي عانى منها الحارس صلاح مسعد كثيرا.
شباب الأردن+الجزيرة
لعل غياب النضوج البدني لكلا الفريقين على اساس ان فترة الاستعداد لم تستكمل ساهم بضعف الاداء الفني، ولم يقدما العرض المقنع خاصة وان شباب الأردن لجأ إلى تعزيز صفوفه ببعض الوجوه المرموقة، امثال محمد خير ومحمد عمر الشيشاني ونبيل ابو علي وعوض راغب، وقد يكون المكسب الوحيد موسى الزعبي، نجل اللاعب السابق في النادي الاهلي المرحوم خالد الزعبي، الذي يلعب بصفوف منتخب الشباب، وقد ظهر بصورة لافتة.
بدورهم فإن لاعبي الجزيرة ما زالوا يفتقدون للقدرات الهجومية في الثلث الاخير ولم يعد صالح الجوهري قادرا لوحده مشاغلة الخط الخلفي في الشباب نظرا لغياب الاسناد الحقيقي، وظهر الجزيرة بأنه يحتاج إلى تعزيز الخط الامامي لكي يستطيع ترجمة الفرص المتاحة والتي كانت حاضرة في هذا اللقاء اثر عملية التحضير المتقنة في وسط الميدان أمجد الشعيبي وسهيل ماضي وأحمد سمير وعمر جروان ومهند جمجوم الذين يمتازون بحيوية الشباب في تنفيذ المهام.
المنشية +ذات راس
من الصعب الحكم على المستوى الفني لذات راس نظرا لقصر مدة الزيارة لدوري المحترفين بعد فترة غياب كان في بعض مواسمها قريبا من الهبوط للثانية.
المنشية كعادته يتسلح بالحماس والاداء الرجولي، يبدو بأنه بدأ التغيير في نهجه حيث ظهرت الاوراق الفنية امثال اشرف شتات واحمد الداوود والمحترف(الخطير) دجيه بصورة طيبة وفي نفس الوقت قادرة على مناددة الكبار لكن الاهم التنويع وعدم الاستمرار في الاعتماد على المناولات الطويلة، وان كان ذات راس ما يزال يفتقر للتعامل مع الكثير من المواقف بأريحية والتسلح بهدوء الاعصاب بعيدا عن الانفعال الذي ما يزال يسيطر على الاداء كما ظهر خطه الخلفي بصورة هشة وبات الامر يتطلب اعادة النظر فيه قبل الدخول في أتون مباريات الدوري، وفي نفس الوقت عدم المبالغة في الشق الدفاعي وعودة الوسط في احضان المدافعين.
البقعة + العربي
نجح فريق البقعة في التنويع بين استخدام سلاح الاداء الجماعي في ظل الاعتماد على نقل العابه للأمام بأكبر عدد من لمس الكرات، وفي نفس الوقت عمد إلى توفير الحلول الفردية وبالاخص نجمه عدنان عدوس وابراهيم دلدوم فظهرت خطوطه أكثر تنظيما واجاد وسطه عملية الربط بتميز وعمل على تضييق المساحات، سانده في ذلك حسن التحركات في الامام لمحمد عبد الحليم ومصطفى شحدة.
العربي لم يكن سيئا في ادائه وكان خطه الخلفي أكثر ثباتا الا بطء الارتداد لحظة فقدان الكرة والاكثار من الكرات المقطوعة صعبت من مهمة أحمد غازي ومحمد بكار ويوسف الرواشدة، اضف إلى ذلك فإن خطه الامامي يفتقد لتوازنه.
الرمثا + الجليل
لم يأت فريق الرمثا بجديد يؤهله لأن يكون منافسا قويا على بطولة الدرع، وابقى طويلا على ايقاعه بنهج الكرات الطويلة من دون وجود الزيادة العددية في الثالث الاخير فأضطر ركان الخالدي للعودة للوراء، ولم يكن الخط الخلفي الذي قاده صالح ذيابات باحسن حال بعد ان تعددت الفجوات التي لو وجد من خلالها مهاجم الجليل احمد مرعي الاسناد والابتعاد عن التعالي لتغير الحال كثيرا، وحده مصعب اللحام كان الاكثر جراءة في الواجبات الهجومية لكن غياب الفاعلية الهجومية ابقت خطورة الرمثا مرهونة بأخطاء الخط الخلفي بالجليل.
ويؤخذ على الجليل عدم المبادرة إلى الهجوم واستثمار ظروف الرمثا وفقدانه توازنه، تاركا لنظيره مهمة التحكم بالايقاع ويحتاج خالد ابو راشد ونور ابو حسان وصهيب الوهيبي إلى الاكثار من التجانس والتفاهم لتشكيل قوة ضاربة قادرة على اثبات وجوده في ملعب الخصم.
ارقام من الجولة الأولى
- شهدت الجولة الأولى تحقيق 5 انتصارات مقابل تعادل وحيد.
- تم تسجيل 20 هدفا في 6 مباريات منها 12 هدفا في المجموعة الأولى و8 أهداف في المجموعة الثانية.
- تم احتساب 4 ركلات جزاء في المباريات الست الماضية ترجمت بنجاح.
- اشهرت البطاقة الحمراء 3 مرات.
- مهاجم فريق الوحدات محمود شلباية يتصدر الهدافين برصيد 3 أهداف يليه محترف المنشية دي جي برصيد هدفين.
- اول اهداف الدرع حمل امضاء مهاجم الوحدات محمود شلباية من ركلة جزاء.
- اول حالة طرد كانت من نصيب لاعب ذات راس محمود موافي.
نتائج مباريات الدور الاول
المجموعة الاولى
- الوحدات * كفرسوم 5-1، سجل للوحدات محمود شلباية 3 ومالك البرغوثي واسامة ابو طعيمة ولكفرسوم ليث عبيدات.
- البقعة * العربي 1-0، سجله محمد عبدالحليم.
- المنشية * ذات راس 4-1، سجل للمنشية دي جي 2 وعلي ذيابات وعودة الجبور ولذات راس محمود موافي.
المجموعة الثانية
- الفيصلي * اليرموك 3-0، سجلها علاء مطالقة وعبدالهادي المحارمة ومحمود زعترة.
- شباب الأردن * الجزيرة 1-0، سجله عوض راغب.
- الرمثا * الجليل 2-2، سجل للرمثا ركان الخالدي ومصعب اللحام وللجليل صهيب الوهيبي وأحمد مرعي.
مواعيد مباريات الجولة الثانية
- كفرسوم * ذات راس، الخميس 7-7، الساعة 5.30، ستاد الحسن.
- الوحدات * البقعة، الخميس 7-7، الساعة 5.30، ستاد الملك عبدالله الثاني.
- العربي * المنشية، الخميس 7-7، الساعة 5.30، ستاد الأمير هاشم.
- الفيصلي * شباب الأردن، الجمعة 8-7، الساعة 5، ستاد عمان.
- اليرموك * الرمثا، الجمعة 8-7، الساعة 5.30، ستاد البتراء.
- الجليل * الجزيرة، الجمعة 8-7، الساعة 5.30، ستاد الحسن.
تباين في المستوى الفني بين الفرق في بطولة درع الاتحاد (المناصير)
أخبار البلد -