الكاتب تحسين التل: لا يجوز لوجيه عزايزة لاصله الفلسطيني ان يصبح وزيرا للتنمية الاجتماعية الاردنية
- الخميس-2011-07-03 18:41:00 |
أخبار البلد -
واحدة بواحدة؛ يحق لي أن أكون مديراً لدائرة الشؤون الفلسطينية خلفاً للسيد وجيه عزايزة، فمثلما تحرك من دائرة صغيرة مسؤولة عن المخيمات الى وزارة سيادية في الحكومة الأردنية، وهو الأردني من أصل فلسطيني، يحق لي ولغيري من الأردنيين أن نتقلد مناصب في دوائر ومؤسسات السلطة الفلسطينية، أو أن أكون مسؤولاً ومديراً عاماً للجان المشكلة لتحسين المخيمات...؟! وسأقوم على خدمتها بكل إخلاص بعد أن أهملها ونسي نفسه أنه مسؤولاً عن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.
لن أبارك لوجيه عزايزة منصبه الجديد، لأن وجوده في دائرة الشؤون الفلسطينية أفضل ألف مرة من وزارة التنمية الإجتماعية، فالدائرة يخدم من خلالها المخيمات، وقطاع واسع من شعبنا الفلسطيني، لكن يبدو أن المناصب مغرية للحد التي تجعلنا ننسى قضية فلسطين، وستمر الأيام والشهور والسنوات حتى تتحول قضية العرب الى ذكرى جميلة نقرأ عنها في كتب التاريخ.
كتبت مقالاً ذات يوم رشحت البخيت لرياسة الحكومة بعد سمير الرفاعي الذي شطح، وجدف، وشلح الشعب آخر ما يستر عورته، وقلت متنبئاً؛ إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الإصلاح والتغيير، فالذي تابع الدكتور معروف خلال جولاته المكوكية يؤكد على أن رئيس الحكومة سيحدث تغييراً شاملاً طال انتظاره، وسيقلب الوطن؛ عاليه سافله، وسيلمس المواطن الأردني بعد طول عناء ومعاناة شيئاً جديداً، لأن تاريخ البخيت يشفع له؛ عسكرياً صلباً، جريئاً في قول الحق، له أجندة وطنية قابلة للتطبيق، والإستمرارية، في مدة أقصاها؛ ثلاثة أشهر، وربما تنقص شهراً لكنها لن تزيد؟
تنبأت – وأقسم على ذلك ومقالي لا زال في الأرشيف – أن المرحلة القادمة هي مرحلة التجبير بعد الكسر، والترميم بعد الوفاة، والخلاص بعد المعاناة، وقلت ما هي إلا (عضة كوساية) على رأي إخواننا السوريين، ونلتحق بالركب والتغيير والإصلاح لا يحتاج منا إلا قرار سياسي، أو سيادي، أو ملكي لا فرق؛ المهم يبدأ شيء صرنا نحلم به ويحلم بنا؛ ألا وهو الإصلاح، ومن كثرة التفكير نسينا قضايا كثيرة، أهمها؛ قضية فلسطين، وقضية البيع، وقضية نهب الوطن، واندمجنا بقضايا خلافية كان أبرز ما فيها: من جاء قبل الآخر؛ البيضة أم الصوص.
استمرت الحكومة السابقة، والحالية على ذات النهج؛ البطء الشديد، والتراجع الى الخلف، والإستهزاء بالمواطن الأردني حد استغفاله بكلمات تثير شهية الجائع، وعطش الضمآن، ونهاية النفق الذي لا بد آت ولو بعد حين، ومرت الشهور والمركب قابع في ميناء متهتك، وقد أصابه الصدأ، فإما أن يغرق بمن فيه، ويريح ويستريح، أو نقوم على صيانته وتلميعه ليخدم مدة أطول من المدة التي خدمها دون إجراء أي تحسينات عليه.
فشل البخيت في إحراز أي تقدم، فعمد الى كارثة لم تكن تخطر على بال المواطن الأردني؛ فانتهج مبدأ التعديل المتعارف عليه، إذ تقوم الحكومة بعد أشهر من تشكيلها بتعديل طفيف لترشيق الحكومة ودفعها باتجاه مواصلة العمل الجاد والمثمر؛ إن كان هناك إصلاح أو عمل يدعو الى التعديل الجزئي أو الموسع.
وجاء التعديل المتوقع، وكانت المفاجئة، إخراج وزراء وتعيين مدراء، وأمناء عامون، ولم يلفت انتباهنا إلا وزارتين، لا نعترض فليس بيدنا أن نعترض على أحد، لأن المواطن لا قيمة له في القبول أو الرفض والإعتراض، لكننا نجتهد، ولن يسمع صوتنا إن اجتهدنا، أو أدلينا بدلونا، أو شرقنا وغربنا، فالمواطن أصبح لا قيمة معنوية له إلا بما يدفعه للحكومة من ضرائب وامتيازات يستفيد منها المسؤول ؛ وتنتهي قيمته المادية الآنية بعد الدفع.
معروف البخيت صعق الأردنيين جميعاً، فقد عدل ويا ليته ما عدل، فأخرج السيء ووضع بدلاً عنه الأسوأ، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل في هكذا حكومات؛ دافعنا عنها بعد أن توسمنا بها خيراً، وناضلنا من أجلها، ومن أجل إنجاحها، ودعمناها إعلامياً، فكان منها ما كان وما سيكون؟!
الحكومة الحالية؛ وقد بدأت بفتح النار عليها، هي حكومة تخبيص، وتخبط، وقلة عقل، وتمادي على عقول الشعب الأردني، وتنذر بوقوع ما لا يحمد عقباه، وإلا؛ فما الداعي لجلب مدير المخيمات ووضعه وزيراً للتنمية الإجتماعية ليكون عوناً لوزير الداخلية في عملية التجنيس، ومنع سحب الجنسيات، واستيراد ما تبقى من الشعب الفلسطيني لمنحهم الرقم الوطني وتفريغ فلسطين من أهلها، وتثبيت المستوطنات الإسرائيلية في مكانها، وترسيخ فكرة الوطن البديل الذي شارف على مراحله النهائية.
أين نعيش يا رئيس الحكومة حتى تقوم بإقصاء رجال الوطن وتستبدلهم بشخص كوزير التنمية الذي كان يعمل على التوطين أكثر من عمله لخدمة المخيمات؛ وهي مخيمات طوارىء كما نعلم ويعلم الجميع، فالمخيمات هي أحياء مؤقتة أنشأتها الدولة الأردنية بمساعدة أصحاب الأرض الأردنيين، ودعمتها هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، فأنشأت لهم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين مراكز الغذاء، والصحة، والتعليم، وظلت خارج التنظيم ممنوع على الحكومة الأردنية ومؤسسات المجتمع المدني التدخل في هذه المخيمات لأنها تابعة للأنروا وغيرها من هيئات ومنظمات دولية، ولا ننسى أن الحكومات الأردنية في عهد الراحل الحسين بن طلال قامت بدفع الحكومة لإدخال وزارة جديدة أطلق عليها: وزارة شؤون الأرض المحتلة؛ كان وزيرها السيد مروان دودين، تم دفع مخصصاتها من الأمم المتحدة، وظلت تعتني بشؤون الفلسطينيين حتى تقلصت المساعدات، واستبدلت بدائرة تتبع وزارة الخارجية.
كيف بالله عليك يا دولة الرئيس؛ دائرة مثل دائرة شؤون الأرض المحتلة تمنح مديرها منصباً سيادياً مع أنه موجود بصفة مؤقتة لإدارة شؤون المخيمات، ما الذي سنجنيه من خدمات هذا الوزير بالرغم من أنه لم يخدم الفلسطينيين، فكيف سيخدم الأردنيين من شتى الأصول والمنابت، ألا يعني تعيين مدير شؤون الأرض المحتلة وزيراً للتنمية الإجتماعية اعترافاً بالتوطين، والسعي نحو نزع صفة: مخيمات الطوارىء؛ مشاركة في المؤامرة على الشعب الفلسطيني لتفريغ أرضه، ومنح اللاجئين الهوية الأردنية والرقم الوطني، وكأننا نساعد إسرائيل على ابتلاع ما تبقى من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
كانت الخيانة بالأمس هي: التعامل والتخابر مع العدو الصهيوني، وحكمها عند الله والبشر والحكومات الإعدام، ماذا تسمي يا دولة الرئيس من يمنح الفلسطيني صاحب الأرض؛ جنسية وطن غير وطنه، ماذا تسمي العمل على بعث الروح في الجسد اليهودي المنهك، المتآكل، وكيف تسمح لعدة آلاف من الإخوة يتداعون على مناصب الدولة الأردنية وقد أغمضوا عيونهم عن أرض أهرقت من أجلها الدماء كالمطر؛ ماذا تسميها يا دولة الدكتور، هل تسميها وطنية أم خيانة لفلسطين.
برأيي؛ وأنا متمسك برأيي، ولن أغيره؛ طال الزمان أم قصر، من يمنح الجنسية لفلسطيني فهو خائن، ومن يسعى إليها فهو خائن، ومن يحصل على منصب سيادي في حكومة المملكة؛ خائن، ومن يفكر بتحويل مخيمات الطوارىء الى أحياء، فهو خائن، ولهذا؛ أنا أنصح الدكتور معروف البخيت إن كان يحترم تاريخه، ويحترم الشعب الأردني، وقضية فلسطين، أن يغادرنا، وأن يستقيل، كفانا استهتاراً، الشعب الأردني ما عاد يطيق صبرا، الشعب الأردني أصبح قنبلة موقوتة تمشي على الأرض...
أخي وصديقي معروف البخيت؛ ناشدتك الله أن تبتعد، ولا تلوث يداك بالتوطين، فالمؤامرة اكتملت فصولها، وشعبنا يجلس فوق بركان لا يلبث أن ينفجر، فلا تكن وقوداً لهذا البركان... ناشدتك الله أن تمنع المؤامرة ولا تكن طرفاً فيها... وتذكر قول الشريف حسين بن علي: قوموا واستفيقوا أيها العرب، فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب!
المنصب زائل، الوجوه الكالحة زائلة، والشعب الأردني بات يشعر أنه خارج وطنه، بل خارج الزمن كله؟!