نستعجل الروح التي طالما سبقتنا الى حيث الكرنفال لكي نعانق " الساحة الرئيسية " و " نستذكر " حماقاتنا وشقاوتنا " في " شارع الأعمدة " قبل أن نهب الى " المسرح الشمالي " لنطمئن أن صديقنا " رسمي محاسنة " ليس نائما مع قروع " الطبول اليابانية ". كنا نستغرب كيف ينام كائن تحت وقع نقرات الطبول اليابانية. وكان لا يجيب. وكنا ندرك أن صاحبنا قد غفا مع الذكريات واستسلم لأحلامه البعيدة.
وكنا نتفاجأ به ، يزاحمنا في " المسرح الجنوبي" و" يبهدلنا " لأ أنا نسينا أن " نحجز" له مقعدا بيننا.
كنا نوزع العمل : هو في " الشمالي " و أنا في " الجنوبي" وكأن يروي لي تفاصيل ما يحدث عند " أخواله " اليابانيين " وأنا أصف له ما فاته من " عجائب " الجمهور في المسرح " الجنوبي". وكنا نضحك على كل شيء وبخاصة حين يقول رسمي" ولّ على العمر راح يمظي تناغيص".
هل عرفتم لماذا نحب مهرجان جرش؟
هل عرفتم لماذا كنا نذرف الدموع حين ينتهي المهرجان ويطفئون " الشعلة "؟
هل تعرفون لماذا بيكنا بحرقة حين " أوقفوا المهرجان " قبل ثلاث سنوات؟
وهل رأيتم فرحي حين إتصل بي صديقنا أكرم مصاروة ـ مدير المهرجان المخضرم ـ ليبشرني بعودة المهرجان؟
" جرش " ليس مهرجانا للغناء أو الرقص أو الشعر أو الدبكة. هو كل ذلك وأكثر . هو حياتنا المختلفة والمتناقضة. هو نهارنا وليلنا . نزقنا وحمقاتنا و" زعلنا " و " رضانا".
هو مناكفاتنا مع بعضنا ومع " المطربين والفنانين".
هو صياح الجمهور في المدرجات: " أبو وسااام". و " " أبو ودييييييع"
وحده مهرجان جرش علمنا كيف نختلف مع النجوم وكيف نصبح بعد ذلك أصدقاء.
كان يقول لي جورج وسوف عندما يرى الآلاف بانتظاره " يا خيي مش عارف شو عاجبهن فيّ"؟
كنت ارد : لأنك مختلف.
فليس مهما صوت المطرب. بل حضوره و " الكاريزما" التي يتمتع بها.
أنا مبسوط لأن " جرش" عاد، وحتما سوف ألتقي أصدقائي و " صديقاتي " القدامى
كل عام ومهرجان جرش بخيروأنتم أيضا!!.
.. وأخيرا يا " جرش"
أخبار البلد -
ها نحن نسير صوب جرش ، المكان والتاريخ والمهرجان.