اخبار البلد: ابن البلد -
التعديل الوزاري الموسع جاء على حين غفلة وبدون سابق انذار بالرغم من توقعات حدوثه "فالنواب " الذين استنفروا ولايزالون ضد الحكومة على خلفية مناقشة ملف الكازينو تفاجؤوا بموعد "التعديل " و"حجمه " والشخصيات التي دخلت من خلاله مما يؤكد بأن توقيت التعديل كان ضربة "معلم" وفي المكان والزمان الصحيحين .
دوالة الرئيس... اخرج بعض الوزراء الذين كان على خلاف "معهم " واستبدل آخرين لم يقوموا "بواجبهم " وركز على التوزيع الجغرافي كثيرا واستعان ببعض الشخصيات التي قد يكون لها دورا محوريا في المرحلة القادمة "فسعد هايل السرور " الذي لم يكن على علاقة طيبة مع دولة الرئيس خلال الفترة الماضية كان متوقعا "بانه سيخرج " بأقرب تعديل لكن الملفت للانتباه هو ان "وزارة الداخلية" منحت على طبق من فضة الى الوزير الاكثر قربا من دولة الرئيس والذي نجح في قيادة بعض الملفات الهامة بكل كفاءة واجتهاد مثل ملف هيكلة القطاع العام "مازن الساكت " الذي يشكك البعض في مقدرته على قيادة الدخلية ، التي كانت مقبرة لكل الحكومات ويطرح البعض "لخياله " العنان في التحليل في اسباب ابعاد "السرور " عن دفة الوزارة بالرغم من التصريحات الهامة والضرورية التي ادلى بها معاليه الى "قناة العربية " مؤخرا حيث يحاول البعض ربط ابعاد السرور بقضية ملف "خالد شاهين " التي استطاعت ان تطيح بثلاثة وزراء بينهم "السرور" نفسه .
ويبدو ان صديق دولة الرئيس التاريخي "رياض ابو كركي " والذي فشل فشلا في فتح علاقة طيبة ومتكافئة بين الحكومة ومجلس النواب وتحديدا في وقت الازمات المتصاعدة والتي ساهمت في خلق "عداوة كبيرة " للحكومة قد ابعد عن وزارة الشؤون البرلمانية التي استلمها البرلماني العريق "توفيق كريشان" الذي لديه قدرة فائقة وهائلة في ربط "خيوط " وخطوط التشريعية والتنفيذية وهو قادر على "دوزنة " الخيوط بشكل منسجم ومتوافق "فكريشان " حصل على لقب نائب الرئيس ووزارة الشؤون البرلمانية التي سيكون لها دورا حقيقيا وفاعلا ونشطا خلال الفترة القادمة ويبدو ان الاخوة المسيحيين قد حافظوا على وجودهم في الحكومة من خلال وزارة الثقافة التي استعان رئيس الوزراء بأمينها العام جريس سماوي ليحل محل الوزير الطاعن بالسن طارق مصاروة ...فجريس سماوي خبير في مجال عمله ووزارته ويعرف كل تفاصيلها واسرارها باعتباره حمل منصب امانتها منذ (5) سنوات تقريبا وهو الاقدر على تنفيذ رؤى وفلسفة الوزارة في هذه المرحلة "فجريس" قريب من الوسط الثقافي والفني باعتباره "شاعر " ومدير سابق لمهرجان "جرش" ويمتلك علاقات متشعبة وممتدة مع كل المؤسسات الثقافية والوطنية .
فالتعديل الوزاري استعان بالمهندس وجيه عزايزة مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية باعتباره "ممثلا رسميا " للمخيمات الفلسطينية "فالعزيزة " الذي تولى ادارة الشؤون الفلسطينية وتميز بعمله قادرا على قيادة مهمة وزارته على اكمل وجه
وفي مجال الصحة التي خسرت وزيرها السابق ابن الخدمات الطبية الملكية وابن حزب الجبهة الاردنية الموحدة الدكتور ياسين الحسبان عوضته بطبيب معروف وذو مسيرة وتاريخ مهني وعسكري مشرف اللواء عبد اللطيف الوريكات الذي يمتاز "بخبرة " وتجربة طبية وصحية هائلة سينعكس ايجابا على دور الوزارة في الفترة القادمة والتي لديها ملفات هامة وحساسة مع الاطباء والتأمين والاضرابات .
واستعان دولة الرئيس بالزميل عبد الله ابو رمان مدير عام المطبوعات والنشر والذي يعتبر "الاقرب " الى دولة الرئيس ليتولى مهمة الاعلام والاتصال بدلا من الوزير المستقيل طاهر العدوان فالزميل "ابو رمان " من الاسرة الصحفية ومن الكتاب المعروفين الا ان نهج ابو رمان يكاد يكون متشددا مقارنة مع العدوان الذي علل استقالته بوجود قوانين عرفية في مجال الحريات
"التعديل الوزاري" المباغت والموسع غطى الخارطة الجغرافية والديمقراطية كما انه ركز على عنصر "الشباب " بدلا من الوزراء "الختيارية " كما انه ضم وزراء سابقين واصدقاء شخصيين لدولة الرئيس بالاضافة الى وزراء "تكنوقراط" مثل الصحة والعدل والاعلام وتطوير القطاع الحكومي كما ان التعديل يستحدث وزارة اقتصاد لاول مرة فيما جرى الاستعانة بوزيرين من خارج نادي الوزراء وهما : عادل العتوم وزير دولة لشؤون رئاسة الوزراء ومحمد الزهير وزير دولة للشؤون الاقتصادية اما الوزير الوحيد الذي جرى نقله من وزارته الى وزارة اخرى فكان الوزير "مازن الساكت "
وضم التعديل ثلاثة وزراء من محافظات الجنوب وهم "توفيق كريشان وموسى المعايطة ومحمد عدينات " ووزيران من مدينة السلط "مازن الساكت وعبدالله ابو رمان ، والدكتور محمد بركات ، ووزير واحد من اصول فلسطينية المهندس وجيه عزايزة ولم يتبق في الحكومة الا سيدة واحدة هي "هيفاء ابو غزالة " بعد خروج الوزيرة "سلوى المصري في التعديل .