النسور: لست متأكداً من فساد البخيت .
- الخميس-2011-06-30 20:34:00 |
أخبار البلد -
وضح النائب الدكتور عبدالله النسور اسباب تبرئته رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت خلال الجلسة التي خصصت لمناقشة تقرير اللجنة النيابية الخاصة بملف “الكازينو، حيث أكد النائب الدكتور عبد الله النسور أنه لم يجد فيما عرض عليه من وثائق ووقائع وشهود وتحقيقات ما يريح ضميره إلى أن البخيت فاسد، وإنما اتخذ قرارا خاطئا لا يوافق عليه.
وأشار في بيان توضيحي اصدره الخميس لامتناعه عن التصويت في “جلسة الكازينو”، إلى ضرورة التمييز بين القرار “الفاسد” والقرار “الخاطئ”، مضيفا بأنه لو استهدف مضاعفة شعبيته لكان تصويته بغير هذا الاتجاه، مؤكدا عدم الغمز ممن صوتوا بخلاف رأيه، على حد تعبيره.
وتاليا نص البيان التوضيحي..
قال تعالى: إن الله يأمر بالعدل
وقال تعالى: ولا يَجرمنّكم شنئان ُ قوم ٍ على ألا تعدلوا إعدلوا هو أقرب ُ للتقوى
إن َّ المرء َ حين يجلس ُ في موقع ِ القضاء ِ فيجب ُ عليه نُشدان الحقيقة ِ المجرّدة، ليكوّنَ قناعة ً في وجدانِهِ وضميرِه، وفوق ذلك تُرضي ربّه الذي يطّلع ُ على الأفئدةِ وما تُخفي الصدور وقبل رسوخِ القناعةِ الوجدانية ِ فإنّ المرء َ يستخيرُ خالقَهُ أن يُلهمَهُ قول َ الحق لأن الله الخالق القهارشاهد ٌ وحسيب ٌ على الضمائر وما تُخفي الصدور.
إن ّ من يُجرّم ُ بريئاً بغير قصد منه فلهُ أجر ٌ واحد ومن يبرّيءُ مجرما ً بغير قصد ٍ منه فلهُ أجر ٌ واحد ٌ أيضاً، لكن من أصاب َ بحكمِهِ فله ُ أجران، ومن يرتكب ُ العكس فهو ظالم ٌ نفسه وظالم ٌ غيره.
إني أُدركُ تمام َ الإدراك قبل الكثيرين من أبناء وطني أن الجوَّ مشحونٌ على مدى إتّساع الوطن وأعرف ُ بوصَلة الشعبيّة ِ أين تتّجه في مثل ِ هذه الظروف ، ولكني أعرف ُ أنَ الحقَّ أولى أن يُتّبعَ وأن العدل َ هو السبيلُ للنجاة ِ أمام َ الخالق ِ الدّيـان.
ومثلي من يدركُ خطورة َ أن يُبريءَ النائب ُ في البرلمان رئيس َ وزراءٍ عاملا ً من تهمة ِ مثل َ هذه التي وجّهت إليه وأنا أعلمُ مدى الغليان الشعبي وأعلم ُ أن تجريم َ شخص ٍ بمثل ِ هذا المنصب ِ قد يعود ُ على النائب ِ ولو بغير ِ قصد ٍ منه بالشعبية ِ والجماهيرية ِ وأعلم ُ بالمقابل ِ أن من منحوني ثقتهم التي بها أقوى وبسببها لا يتلجلج ُ لساني في قول ِ ما أراه ُ عادلا ً ومنصفا ً.
وهم يتفهّمون َ أيضا ً وأيضا ً فداحة َ الذّنب ِ أن أُجرِّم َ إمرءًا لست ُ متأكدا َ ضميريا ً أنه فاسد.
وإن حساب الربح ِ والخسارة ِ في مقعد ِ الحكم ِ على الناس هو أمر ٌ يرقى إلى الجريمة ِ الفعلية ِ والإخلاقية ِ، وإني أُشهدُ الله – تعالى – أنني لم أجد فيما عُرِضَ عليَّ من وثائق ٍ ووقائعٍ وشهود ٍ وتحقيقات ٍ ما يريح ُ ضميري إلى أن ّ ( البخيت ) فاسدٌ، وإنما رأيت ُ أنه اتّخذَ قراراً خاطئا ً ما كنت ُ أوافقُهُ عليه.
وعلى المرء المنصِفِ أن يميّز َ بين القرار ( الفاسد ) والقرار ( الخاطيء ) وشتّان َ بين الأمرين. وتعلمون َ أنني إمتنعت ُ عن التصويت ِ لأنني رأيت ُ في إدارة ِ ( البخيت ) ” خطأ ً ” ولم أجد ” فسادا ً “. وأني لو استهدفت ُ مضاعفة شعبيّتي لكان تصويتي بغير ِ هذا الإتجاه ، هنا لا أقصد ُ الغمزَ ممّن صوّتوا بخلافِ رأيي ولكن أعتقد ُ أن ّ لهم في مُطلقِ الأحوال ِ مثل َ عُذري.
إنّ الخطأ والخطيئة َ أمران ِ مختلفان، فالخطأ لم يُعصم ْ منه إلا الأنبياء والرّسل ِ اما الخطيئة فينجو منها كلُّ ذي حظٍّ عظيم. (وإنما الأعمال ُ بالنيّات وإنما لكلّ إمرء ٍ ما نوى) والله هو المطّلع ُ على ما تُخفي الصدور .
حمى الله الأردن من الفتن ِ الهوجاء ِ والتي تعمى فيها الأفئدة وتحيد ُ عن قول ِ الحق
قال – تعالى – : ” واتقوا فتنة ً لا تُصيبنَّ الذين ظَلموا منكم خاصة”
د. عبدالله النسور