مسرحية الديمقراطية الكاذبة وثقيلة الدم صدمت الأردنيين وجعلتهم يكرهونها أكثر من ذي قبل ، فقد أثبتت مسرحية الأمس بأن الأردن يفتقد لكتاب مسرحيين ومخرجين ومبدعين وممثلين قادرين على أداء الدور الموكل لهم .
فقصة الأمس كانت غير هادفة وبعيدة عن الواقع ، ولا يوجد فيها تنسيق وليس هناك ترتيب للأدوار ، ولم ترتقي إلى حجم العمل المسرحي ، مما جعلت هذا المواطن البسيط أن يسخر من هذه المسرحية الفاشلة واعتبرها مهزلة أمام العالم اجمع .
لقد تابع الأردنيون بلهفة عالية وانتظروا طويلاً لمشاهدة مسرحية جحا والمائة وإحدى عشر ، وكانت الفاجعة والمفاجئة العظمى مع أنهم يعرفون مسبقاً أن الأداء سيصل لمرحلة متدنية ، ولكن ما زاد الطين بله ألا وهو مستوى الأداء المتدني لهذه الدرجة .
فكان أمل جميع الأردنيين أن لا يشاهد هذه المسرحية غير أبناء هذا الوطن خوفاً من رؤية الفشل الذريع الذي منيت به مسرحية جحا . فالأردنيون صدورهم واسعة وتتحمل الكثير ولكن لا تحب ان يسخر العالم منهم ، فما تحدثت مع صديق او شاهدت احد من معارفي إلا وقال لي هل شاهدت هذه المسرحية الكاذبة والساخرة ، وأصبحت عاجزاً عن الرد وكنت فقط أوزع الابتسامات ، وكما يبدو لي أن الكاتب المحترم لمسرحية جحا نسي أن جميع ممثلي المسرحية والمخرج دخلوا بكرت غوار ولا يمكنهم أداء ادوار متقدمة على خشبة مسرح البرلمان الاردني فيمكن لهم التمثيل من خلال فيلم متلفز فهناك إعادة وحفظ للأدوار في الخفاء وأخطاء غير ظاهرة للعيان ، أما أن تظهر الأخطاء أمام المشاهدين وعلى خشبة المسرح البرلماني فكانت مجازفة كبيرة وأثبتت فشلها أمام مرأى ومسمع من العالم اجمع ، وان دل ذلك فإنه يدل على ضعف المخرج الذي كان لا بد له من الاعتذار قبل تقديم المسرحية للعلن لأنه الأقرب لهؤلاء وهو الذي اختار أداء الأدوار للجميع فكان عليه الإنتظار لوقت أفضل ليكـون فيه تشكيلة من عدة ألــوان وليس مائــــة وأحد عشر ممثل من لون واحدا . فهم عاجزون عن أداء أدوارهم فقدموا دوراً واحد ليس كما جاء من كاتب المسرحية فظهر الفشل الذريع والسبب باعتقادي هو أنهم من خريجي مدرسة واحدة ، وبين الأداء الذي أنجزوه وكأن الهدف من هذه المسرحية شيء واحد ألا وهو الاستخفاف والسخرية من أبناء هذا الوطن ولكن الله دائما يقف إلى جانبنا وجاءوا ليسخروا منا فسخرنا منهم(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
لا اعرف هؤلاء الممثلين كيف سيخرجون إلى الشارع ويقابلون أبناء هذا الشعب العظيم الذي سخر منهم لدرجة أن احد قال لي لا أريد النظر إليهم ، فأنني ساتقيأ ما في بطني إذ ما نظرت لأحدهم .
فمليكنا المؤسس طيب الله ثراه وقبل أن تعرف البشرية معنىً للديمقراطية وضعها بين أيدينا ورسم لنا خارطة طريق تحذوا حذوها كل الدول المتقدمة .
يا ولي أمر هذه الرعية ، رعيتك لا تريد مجلس نواب فاشل ، وتتوسل إليك بأن تخلصها من هذا الثقل الجالس على صدورهم وان لا تحتسبه من ضمن مجالس الأمة لكي لا يأتي يوم على بعضهم ويحمل هذا الشرف أو يدعي بأنه كان نائب سابق عن أبناء هذا الشعب العظيم الذي لم ولن يختارهم ، والشعب ينتظر قرارك بالخلاص ممن هم ليسو على قدر المسؤولية .