في ظل تخابط المطالبات، والتي أيقن واراهن على إنها ستصطدم في بعضها، وسنعيش في خلافات المعارضة، أكثر من مقارعتنا الحالية في الفساد، فالمعارضة بتقديم برامج وليس بالرفض الدائم، والانسجام الفكري الواقعي، وأود طلب فقط التفكير أن نتعقل في سقف المطالبات، وندرك أين السر الذي يجمع هذه البلد الآمنة ، فمن يطالب بملكية دستورية وحكم أحزاب ، وغيرها، ومن يطلع علينا ليقول نريد تقليص صلاحيات الملك ، وغيرها من مد موج التمادي عليه أن ينظر جيدا في هذه الصورة، ليدرك من كان معنا قبل يناير وقبل البوعزيري.
دعوني اليوم أقدم حقيقية، ليست للأردنيين فهم يعرفونها، حتى من بعض ناكري الجميل الذين عاشوا وترعرعوا في هذا البلد الأمن ولا يتركون فرصة إلا ويتهجمون عليه ويركعون عند كرباج القومية وبنادق اليسارية وفواتير الليبرالية والرأس مالية ويتنكرون لفضائل الأردن ، ولكني اكتبها للأصدقاء العرب الذين يسألونا عن حبنا للأردن ودفاعنا الدائم عنه، وتحمسنا المتوقد للهاشميين . في لقطة دائمة ومتكررة تلفت انتباهي ملاحظة، إذا شعر أي أردني، بأي ظلم فانه ينطق بجملة واحدة سأخبر جلالة الملك، وفي أي هاتف نسمع كلمة نناشد جلالة الملك، حتى مدير مكتب قناة العربية سعد السيلاوي عندما كان يتعرض لهجوم تحت دوار الداخلية يوم 25/3 صرخ بجملة أدمعتني : ' هل يرى جلالة الملك هذا :' وعندما تتعرض امرأة لضنك حياة ومرض طفل تخرج نسمعها بإذاعة أو فضائية تناشد : يا جلالة الملك . الأمر لم يكن يخص المواطنين فقط بل حتى الاعلامين والسياسيين الذين كانوا يلجأون للملك في رسائل خاصة . لنتوقف أمام الإعلامي والمرشح للانتخابات النيابية 2010 حسن سعيد صفيرة فهو يملك موقعا الكترونيا إخباريا مشهور جدا – أخبار البلد- ومع ذلك يوجه رسالة مكونة من ستة صفحات يشكو فيها لجلالة الملك ظلم الانتخابات والتزوير التي حدث بها، لنتوقف بعض الشيء أمام المشهد إعلامي وسياسي وصاحب علاقات واسعة يبتعد عن كل وسائل النشر وأبواب المسؤولين ويضع مظلومته فقط عند سيد البلاد. فما بال البسطاء من الناس صورة هذه المرأة التي تستقبل مليكها، تدرك انه هو فقط في الأردن بعد الله سبحانه وتعالى معينها ، فلم نسمع يوما كهل يقول : أناشد وزير أو رئيس وزراء أو محافظ أو حزب جبهة العمل . ما أقوله هذا لا يتعارض نهائيا مع رغبتنا بمحاربة البطانة السيئة، والفاسدة، والحكومات، وغيرهم، وان نسعى كما يريد جلالة الملك بان يكون لدينا حكومة منتخبة نابعة منا نتحمل سيئاتها وننعم، بحسناتها،ولكن تحت الحفاظ على الرابط بيننا وبين القرار الأخير الذي يجب أن يظل بيد الملك الهاشمي الذي مهما اختلفنا جغرافيا وسياسيا نتفق عليه. لا أريد أن افتح ملفات واكتب كلاما صريحا بالمتطاولين، الذين في بعض جمل مخيفة، جعلتني أظل متيقظا دوما وألا تجرني شعاراتهم في المسيرات ولا بياناتهم المكتوبة من بضع أشخاص ، فمن بواطن الكلام والجمل نشتم التفرقة والسنوات المحروقة لو تسلموا زمام بعض الأمور. الحمد لله اني ملكي عبدالله أقولها من بين مئات المقالات التي كتبتها كمعارض، للحكومة لم اخش يوما أن أقول كلمة حق، وبفضل الله لم اشهد يوما مسيرة مولاة ولا معارضة ولم أشارك بالمهرجانات، لأني أؤمن بالانتماء الحقيقي وليس الاستعراضي، واقدر وضع الأردن، وما زلت اكرر عندما طلبت لمرة واحدة لدائرة المخابرات ولاحظ الضابط إجاباتي الجريئة سألني: مين :' واسطك ' قلت له واسطتي عدالة جلالة الملك ولا أخشى أي شيء طالما أني تحت حكمه، ولو رأيت منك ظلما لن استعين بأقاربي ولا كل معارفي من المسؤولين بل سألجأ للديوان الملكي وله شخصيا وسأقول له ابك عمر في خطر. المرحلة السياسية الحالية التي نعيشها ليست سهلة، فما يتحقق لوطن العربي فاجأ الجميع حتى المنادين والحالمين في الحرية، ولم يكن استعداد في هذه الفترة التي يكثر فيها صناع البطولة وسارقي جوع الشعوب، وحذاري من المتسابقين اليوم على الصف الأول، القادمين من مخابئهم. وان أردنا مقارنة حال الشعوب العربية فسيتفاوت الماضي، وتتباين المقدرات المنهوبة، والظلم الأمني بين التدخل وسلب الإرادة إلى فحش بعض الدول الأخرى ، التي أذاقت شعوبها الويل الأمني وزجت بمثقفيها ومعارضيها في زنازين غياهب الجب . الأردن حالة مختلفة وسجل تاريخي حافل ، ومرحلة سياسية خطت في الثورة العربية الكبرى، احتضنت فيها زعماء آل هاشم وطلقات الثورة الأولى، وشعب مرتفع الرأس... والأردن الحديث الذي استوعب هجرات المدن الفلسطينية شقيقة التاريخ والنسب مع المدن الأردنية ، ومهما ضاق تاريخنا السياسي وصعب الداخل وتآمر الخارج إلا أن حقيقة واحدة ظلت من دم الثائر الحسين الأول إلى الشهيد عبدالله والقومي العظيم طلال والباني الحسين وحتى الشاب الملك عبدالله أنهم كانوا الأرحم على شعوبهم. الصورة التي أرفقتها لمادتي والتي يظهر فيها الملك الشاب عبدالله الثاني مع نشمية أردنية من أصيلات البادية ليست وحيدة بل هناك لاف منها في القرى والبادية والمدن والريف، لم يكن الملك يوما بعيد عنا بل قريبا من همنا ويدك ما نريده، ويتحدث عنه بخطاباته وزياراته، وهذه اللقطة الخالدة تسجل التاريخ ولتكن شعارا للشعب حتى نحافظ على استقرار الحاضر وجمالية المستقبل، نعم أريد إصلاح ولكن كما يريده الملك الذي يصنع إصلاحا من عمان وليس على طريقة روسيا ولا دمشق وبغداد ولا طهران ولا القاهرة ولا طهران عشنا في عمان وسنصنع ما يرده شعب عمان. ويبقى في كل استغاثة سؤال مهم لما تقصر الحكومة كل صاحب قرار في مساعدة هؤلاء الناس ولماذا ظلوا بعيدين عن الناس ومعاناتهم قبل أن يأتيهم الملك ويستمع لهم الصورة تروي بنفسها وكم من مسؤول بقى على مكتبه ولم بفكر أن ينصت ولو دقيقة على عجوز تشكوا تقصير الحكومة . Omar_shaheen78@yahoo.com