ترى كم فعالية للمطالبة بالاصلاح انتجنا خلال الشهور القليلة الماضية ؟! وكم اعتصام وتجمع لمطالبات فئوية (عمال موظفين وأطباء ..ألخ ) اقيم في الشهور القليلة الماضية ؟! ، كم يافطة رفعت وكم شعار ردد وتم المناداة به ، وكم حركة ظهرت تنادي بالاصلاح أيضا ؟! .
في الحقيقة منسوبنا وافر في هذا القطاع ، ونحن في صدد ادراج هذه السلعة الجديدة الى قائمة سلعنا التصديرية ، واقترح بان يتم الاعلان عن امكانية التصدير الى الدول المجاورة بأسعار تفضيلية .
اذ انه وعندما نعلم بأن 1933 فعالية ونشاط اقيمت في مناطق المملكة تطالب بالاصلاحات السياسية والاقتصادية منذ شهر كانون الثاني الماضي ولغاية العشرين من الشهر الجاري ، يقابلها 1572 اعتصام وتجمع فئوي عن نفس الفترة ، ليصبح المجموع 3505 فعالية ، أي بواقع 20 فعالية في اليوم ، فانه دليل واضح على وفرة هذا المنتوج .
أنا لست ضد التعبير عن الرأي ولست ضد الاصلاح ، وانا مع مطالب العاملين في سكة الحديد ، وأقف على خط واحد مع من يريد الهيكلة ومع من لا يريدها وسأدعم الطرفين ، لكني بصراحة منحاز لهذا الوطن فوق كل اعتبار .
3505 فعالية رقم قد يكون مبالغ فيه ولكنه الحقيقة التي لا يمكن للشمس أن تغيب عنه ، بقدر ما حملت من دواعي نبيلة بقدر ما تسببت في احداث ارباك وتعطيل في الحياة والمسيرة وبقدر ما سمحت وتسمح لأصحاب القلوب المريضة من التربص بالوطن واستغلال المطالب العامة لنفث سمومها وتفريق وحدتها .
في رأيي البسيط : ليس الحل في الاستمرار فيها وليس الحل أيضا باجهاض تلك المحاولات الاصلاحية وليس الحل الغائها واعتزالها ، كل ذلك في اساسه ليس حلا
لكن ... لماذا لا يتوحد الجميع تحت راية واحدة تضم ممثلا عن كل حركة وكل جماعة وكل فئة ، تتولى عرض كافة مطالبها والاجماع عليها وبيان أسس الاصلاح الواجب والطلبات المأمولة ويتم تبني تلك الأفكار ليتسنى الخروج بفكرة واحدة أو عدة أفكار يعود خيرها على الوطن والمواطن .
فالمسألة ليست بالصوت العالي ولا بالخروج بالمظاهرات والقيام باعتصامات ، نحتاج الى رؤى واضحة ، فضوء البرق دائما يسبق صوت الرعد .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com