ان النفاق السياسي يبدو طاغياً هذه الايام ، وعادة ما يروج للنفاق السياسي بعض أصحاب القلم، وينحون هذا المنحى ابتغاء مرضاة أصحاب القرار، أو رغبة في الحصول على مغنم أو اتقاء مغرم. وبحكم أنهم يملكون ناصية الكلمة فهم الأقدر على ترويج النفاق السياسي، وعلى ركوب مركبه للوصول إلى غاياتهم. ويكون الإعلام عادة هو وسيلتهم في نشر النفاق السياسي. ولعل الإعلام الرسمي يستقطبهم مع أنهم قد يستقطبون أنفسهم، وتفتح لهم أبواب الإعلام الرسمي على مصاريعها.
أنا لا ارتاح لمظاهر الخداع الزائف ، فالمبالغة تعكس في الواقع زيفا " وليس مشاعر حقيقية ,ايخبرني احدكم ما هي حاجتنا لعمل مشروع " الباص السريع " والذي يكلف ميزانية الدوله مئات الملايين من الدولارات , ونحن نعاني من هذه الظروف الصعبه والمديونيه المرتفعه ! اليس من الافضل ان تصرف تلك الاموال لدعم الفقراء وتشغيل الشباب العاطل عن العمل بدلا" من ايقاف التعيينات , اليس ضبط النفقات وشد الاحزمه مطلوب بهذا الوقت !!
ألا كان بالامكان لمؤتمر الشباب لنتحاور من اجل الاردن , ان يطرح الاسئله التاليه على الجمييع : ماذا يعني لكَ الوطن؟ كيف نشأ حب الوطن ؟ وكيف يكون الانتماء للوطن؟ وما هو الولاء للوطن؟ لبناء اسس راسخه ومبادئ واضحه عن المواطنه الصالحه و للتأكيد على اهمية الوحده الوطنيه في بناء النسيج الوطني , حيث انه من كان صادقا في وطنيته التزم ببناء مجتمع أكثر عدالة وأكثر أخوة.
ان المواطنه الصالحه والوحدة الوطنية مرتبطه بوجود وطن واحد موحد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه والشعب الاردني متحد في ثقافته وعاداته وتقاليده وقيمه وأعرافه وسائر الروابط الاجتماعية وليس له عصبية تمنعه من الاندماج بين جميع فئاته والشعب الأردني الموحد بكافة أطيافه يمتلك القوه والاراده والتصميم والعزيمه ووحدة الهدف والمصير المشترك التي جعلت منه الأكثر ترابطا وتماسكا بين فئاته وولاءه لقيادته الهاشميه الحكيمه.
لا أدري هل بإستمرار الحديث عن مكافحة الفساد وتطبيق مرن لمبدأ العداله الاجتماعية وتكافؤ الفرص والذي هو من البديهيات لاية عملية اصلاح سياسي او اقتصادي او حتى تربوي هو ضرب من الخيال .
إن الزيارات المُفاجئة التي يقوم بها جلالة الملك لمناطق البادية ومحافظات ومخيمات المملكه للإطلاع على احوال ابنائها وما لاحظهُ من حقائق لاحوال العباد السيئة والتي كان من الاجدى أن تقوم ايضا" بها الحكومات ووالوزارء المختصين بها وبشكل دوري وكل بإختصاصه لكسب ثقة المواطن ولكن للاسف فإن الثقه بالحكومات المختلفه اصبحت تتلاشى من حكومة لاخرى لاتباع سياسة الاستعلاء وسياسة وزارء المكاتب ! حيث انه وبشكل مؤكد بوجود بطانة صالحه تنقل للقائد صورة حقيقه عن هموم الوطن والمواطن , كل ذلك يساهم و يخفف ويحل الكثير من المشكلات المتعلقه بهم بمنتهى الوضوح والشفافيه .
ان الحكومة قد سلكت درب اللجان لادارة امورها وتصريف شؤون العباد في البلاد. فتشكيل لجنة للحوار الاقتصادي بعد لجنة الحوار الوطني فيه ما يؤشر الى انه من الممكن ان يكون هنالك لجان اخرى تضيع بينها البرامج بسبب الانشغال باختيار الاسماء التي بالنهاية لا بد ان تضع في نهايتها علامات الاستفهام والاستغراب.
لقد تعب المواطن من الديون والفقر والبطاله ومن ممارسة سياسة تبادل المناصب والكراسي بين المسؤولين , وكأن الوطن ليس به اشخاص ذو مؤهل علمي وخبرة غير هؤلاء .
كم نحن بحاجة لحكمتك يا صاحب الجلاله وارادتك للتطوير والاصلاح ورعايتك لجمييع الاردنيين, لتكون منارة ونهج عمل لجميع الشخصيات و المسؤولين المحيطين بك .وحمى الله هذا الوطن ومليكه المفدى .
الدكتور / مصطفى خليل الفاعوري
24/6/2011