مع تأهل المنتخبات العربية العراق والسعودية والبحرين وسورية الى الدور الثالث من التصفيات الاولمبية المؤهلة الى اولمبياد لندن 2012 فان حسرة خروج منتخبنا من التصفيات على يد المنتخب الكوري الجنوبي تتضاعف, فمنتخبنا الاولمبي كان قاب قوسين او ادنى من تحقيق حلم التأهل بعد ان تمكن من التفوق على المنتخب الكوري امس الاول بهدف دون مقابل لأكثر من 78 دقيقة وكان يكفيه تسجيل هدف اخر حتى يضمن التأهل قبل ان ينجح الكوريون في التسجيل وانهاء الحلم الاولمبي الاردني.
ما من شك ان المنتخب الكوري كان الاحق بنيل بطاقة التأهل فقد كان الطرف الاقوى في معادلة التهديف بعد ان نجح في التسجيل في لقاءي الذهاب والاياب في اربع مناسبات فيما سجل منتخبنا مرتين فقط اضافة الى ان الانسجام والسيطرة على الكرة صب في مصلحة لاعبي كوريا في المواجهتين, لكن على الرغم من التفوق الكوري الا ان فرصة منتخبنا الاولمبي في التأهل كانت حاضرة جدا في لقاء امس الاول.
الكابتن علاء نبيل تعامل بمنطق مع معطيات المباراة حيث كانت مباراة الذهاب درسا بليغا للمدير الفني علمه الكثير ليكون التطبيق في مباراة الاياب افضل ما يكون.
نبيل حرص في البداية عدم اجراء تبديلات كبيرة في التشكيل الاساسي للفريق الذي خاض لقاء الذهاب باستثناء الحارس الاساسي فراس صالح الذي عانى من حالة نفسية صعبة بعد المباراة الاولى لشعوره بالذنب لتسببه في الهدف الكوري الثالث فكان التبديل اضطراريا, عدا ذلك فان نبيل لم يغامر في خطته في فتح اللعب بل اعتمد على المناورة, فضغط في البداية وشكل خطورة حقيقية على المرمى الكوري من خلال سرعة انتقال خليل بني عطية من الوسط لينضم الى محمود زعترة في الخط الامامي بمساندة لافتة من احمد الياس وانس جبارات وحمزة الدردور لتشكل البداية انطلاقة هجومية مثالية لمنتخبنا فاجأت المنتخب الكوري الذي اكتفى في النصف الاول من الشوط الاول في البحث عن الطريقة المناسبة لايقاف الاندفاع الاردني.
اذ حاول نبيل في البداية احداث مفاجأة مبكرة تغير مجريات اللقاء , وترافق هذا مع تعليمات مشددة للخط الخلفي بقيادة الزواهرة بفرض قيود دفاعية متينة على مفاتيح اللعب الكورية وبالفعل احسن خماسي الدفاع في التعامل مع المواقف المحرجة وغابت الخطورة الكورية في الشوط الاول على الرغم من ان الكوريين نجحوا في نسبة الاستحواذ على الكرة اكثر من منتخبنا الا انها ظلت نسبية بعد ان انحصرت هذه السيطرة في وسط الملعب الامر الذي مكن الرائع حمزة الدردور من التحرر من الرقابة الكورية ويغربل لاعبيه واحدا تلو الاخر قبل ان يسكن شباكه بكرة ذكية قربت الحلم الاولمبي الى اللاعبين والجمهور.
الخبرة تكسب
لم يجد منتخبنا الاولمبي بدا من التراجع في الحصة الثانية من اللقاء امام الفورة الهجومية لللمنتخب الكوري الذي كشف عن قدرات فنية عالية في التحكم في ايقاع اللعب بعد ان استثمر المدرب خبرة لاعبيه وتبديلاته في وقتها المناسب.
خبرة الكوريين وضعف خبرة لاعبينا في التعامل مع الوضع الجديد اديا الى تحكم الكوريين بايقاع اللعب كما شاءوا حيث نجحوا في وضع منتخبنا في مواقف محرجة عديدة في حين كانت الكرات المرتدة هي السلاح الوحيد الذي استثمره منتخبنا في محاولات نادرة لتسجيل هدف اخر يؤمن له التأهل وكاد الدردور ان يكرر المشهد ويحول الحلم الى حقيقة من احداها عندما ضرب الدفاع الكوري وواجه الحارس لكنه سدد بين يدي الحارس بدلا من الشباك.
وبدلا من ان يبحث منتخبنا عن تحقيق التفوق وجد لاعبونا انفسهم يدافعون باستماتة من اجل ابعاد الخطورة الكورية عن المرمى وهو السلاح الذي اجل اهتزاز شباكنا حتى الدقيقة 79 عندما نجح البديل الناجح هون تشو في ادراك التعادل وتحطيم حلمنا الاولمبي في التأهل للدور الثالث.
هنا نأخذ على الكابتن علاء نبيل انه لم يستخدم اوراقه البديلة بصورة فاعلة وكم كنا نتمنى لو انه زج بصالح الجوهري في الربع الاخير من المباراة والابقاء على محمود زعترة في الخط الامامي على امل ان يحقق وجود هذا الثنائي اثرا هجوميا حقيقيا يعيد الامل للمنتخب لكن ذلك لم يحدث وضاعت الفرصة واعاد التاريخ نفسه وجدد الكوريون تفوقهم على منتخبنا في عقر دارنا.
ماذا بعد?لخص سمو الامير علي بن الحسين في الرسالة التي نقلها عضو الاتحاد صلاح صبرة للاعبي المنتخب عقب المباراة ومفادها حرص الاتحاد على استمرارية المنتخب الاولمبي ليكون منتخب المستقبل, لخص المطلوب في المرحلة المقبلة فعلى الرغم من الخروج المؤلم لمنتخبنا من التصفيات الا ان العناصر التي يضمها المنتخب والخبرة التي اكتسبوها جراء المعسكرات الطويلة والمباريات الودية والرسمية التي خاضوها تجعل من هؤلاء اللاعبين يشكلون ارضية مناسبة للاعبين الذين سيمثلون الكرة الاردنية في الاستحقاقات المقبلة ويجب على اتحاد الكرة ان يواصل رعاية هؤلاء اللاعبين حتى يواصلوا التطور بما ينعكس ايجابا على مسيرة كرة القدم الاردنية وما من شك ان لاعبين من طينة بني عطية والزواهرة والدردور والياس وفراس وزعترة يمثلون مستقبل المنتخب الوطني الاول وعماده في تصفيات كأس العالم المقبلة وغيرها من المشاركات العربية والاسيوية.