رسالة الى معالي وزير العمل الأكرم
بقلم: شفيق الدويك
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و بعد،
لقد أثلج صدور المواطنين الأردنيين دعوتكم الصادقة الرائعة لتحدي ومواجهة ثقافة العيب وثقافة الكسل، وعملكم بمحطة وقود ليشاهدكم جميع الشباب و الشابات العازفين عن العمل في مثل تلك المواقع بغية الإقتداء بكم.
لقد سبق وأن ذكرت في مقالي الأخير أن رئيس وزراء تركيا العصامي رجب طيب أردوغان، الفائز مؤخرا للمرة الثالثة لتولي المنصب، كان قد عمل و هو صغير في بيع لفافات الخبز وعصير الليمون في شوارع اسطنبول القديمة ليتمكن من دفع تكاليف مدرسته الدينية ، و كان في ذلك دعوة للشباب للإقتداء به.
من المنصف القول هنا أننا نرى في هذه الأيام تهافت نسبة كبيرة من طلبة المدارس و الجامعات على العمل في معظم الأعمال التي كانوا يمتنعون عن العمل فيها بسبب ظروفهم المادية الصعبة التي يمرون فيها.
إنه من غير المنصف أن نطلب من الذين قد أكملوا تعليمهم الجامعي أو الدراسة العليا الإستمرار في أعمال مؤقتة متعبة، ضعيفة الدخل، لا قيم مضافة فيها من حيث الخبرة لعدة سنوات، لأننا في هذه الحالة نرفع نسبة البطالة المقنعة، ونساهم كذلك في رفع معدل الفقر والعنوسة والكآبة والإحباط في المجتمع ككل.
ولكي تقوم جميع المؤسسات بمسؤولياتها الإجتماعية كما ينبغي، فإنني أرى أنه من المناسب إستحداث ديوان حكومي يسمى " ديوان الخبرة " يلزم، بشفافية ملموسة يتحدث عنها المجتمع، جميع المؤسسات و بدون أي إستثناء بقبول متدربين لفترة تكفي لحصول المتدرب على الخبرة التي تؤهله لإيجاد فرصة عمل، داخل المملكة أو خارجها، تتناسب و تحصيله العلمي و خبرته.
في الختام أتقدم لمعاليكم بخالص الشكر على إتاحة هذه الفرصة لي لمخاطبتكم، و الله ولي التوفيق.