لم أصدق ما سمعته من شهود عيان حول حيثيات ما جرى في مجمع النقابات المهنية من رفض ثمان نقباء مهنيين ممن يُقال أنهم يحملون الفكر القومي لإقامة معرض " نُصرة حقوق الطفل والمرأة السورية "، هذا المعرض الذي عمل هؤلاء النقباء على إجهاضه بلا كلل أو ملل حتى اللحظة الأخيرة، حين أصر مجلس نقابة المهندسين الزراعيين على إقامته ، انحيازاً " لأن الحرية والعدالة لايمكن ان تتجزأ او تخضع لمعايير واعتبارات مختلفة، واكد انحياز النقابة للقيم الانسانية ووقوفها الى جانب الشعوب العربية في كل مكان وخاصة الشعب السوري الشقيق والجار" كما جاء في كلمة المهندس عبد الهادي الفلاحات نقيب المهندسين الزراعيين في افتتاح المعرض.
لا أريد أن أكرر المسوغات التي لا يقبلها عقل إنساني في رفض هؤلاء النقباء المهنيين إقامة مثل هذا المعرض ، الذي يكشف حجم الإجرام الذي مورس ولا يزال يمارس بحق الشعب السوري الأعزل الذي ينادي بالحرية والديمقراطية كما غيره من الشعوب ومن ضمنها الشعب الأردني، الذي كان بعض هؤلاء النقباء يتصدرون مسيراته وفعاليته المطالبة بالإصلاحات الدستورية ومحاربة الفساد !!!!
إي ازدواجية هذه التي يمارسها أصحاب العطوفة النقباء في مناداتهم بالعيش الكريم لنا في الأردن ، وفي نفس الوقت يفعلون المستحيل لمنع إقامة مثل هذا المعرض في أبعاده الإنسانية والإخلاقية ؟؟؟؟
أي مسوغ أخلاقي وإنساني يبرر إصرارهم على منع هذا المعرض ؟؟؟ أبحجة الممانعة التي قد تأمر عليها الشهيد الطفل حمزة الخطيب ورفاقة من كوكبة الشهداء الذين يتساقطون تباعاً ؟؟؟
وكيف يستقيم الحال في نقابي يتبوأ موقعاً متقدما في نقابته، لأن يهدد بتخريب المعرض بالقوة في حال إقامته واستبداله بألفي صورة للرئيس الذي يتلذذ وهو يشاهد شعبه يقتل جهاراً نهاراً دون وجل او خوف من حساب الله وعقابه ؟؟
يا إخواننا القوميين ممن تتبوأون مواقع متقدمة في نقابتكم، أقول كفى ضحكاً على الشعوب العربية فتنادون بشيء وتفعلون نقيضه، فمن ينادي بالديمقراطية والحرية ينادي بها لكل الشعوب ولا يستثني منها أحداً، ومن يستنكر الجرائم بحق الإنسانية في أرجاء الكون، يستنكرها ضد كل الشعوب المضطهدة ولا يستثني منها أحداً...
أيها المناضلون ... كفى ضحكاً على عقولنا، وكفى استهتاراً بقيم العدالة والحرية والكرامة الإنسانية التي تُهدر صباح مساء في سورية الشقيقة !!! ، وكفى تصدُراً للفعاليات التي تنادي بالإصلاح ومحاربة الفساد في الأردن، فمن يُنكر حق الشعب السوري الشقيق علينا أن ننصره في معرض او فعالية، ليس جديراً بأن يطالب لنا بالحرية والديمقراطية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه واصحاب المباديء لايسامون على مبادئهم مهما كان الثمن.