انتظر المواطنون ذرة أمل في خطاب بشار الأسد الذي ألقاه بأن يعترف بأن هناك أنظمة استخبارية مجرمة في نظامه أو يعتذر عما ارتكبه جيشه من قتل أبناء وطنه ، بحجج واهية ومضحكة أنهى زعمها هروب 10 آلاف مواطن غالى تركيا بعد دخول الجيش السوري مدنهم، ليدحضوا ادعاء الإعلام السوري بان جسر الشغور استغاث في الجيش لإنقاذهم من العصابات، ومع ذلك استمر الأسد في طرح وتكرار النموذج القذافي، وكان ينقصه بعض الكوميديا، إلا انه استبدل نعت الجراذين بالجراثيم، والغريب ذلك الهدوء المستفز وكان شيء لم يكن وهذا يذكرنا في خطابات الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عندما كان يتحذث بكل أريحية وعلى بعد كيلومترات مظاهرات مليونية تطالب باسقاطته.ونعت المعارضة بكل ما يملك من صفات متجنبا نقد بعثه واجهزته واقاربه.
ما يغضب الشعب السوري اليوم يتعدى ما كان للأسد أن يعلنه فالشعب سيطالب بمحاكمة رموز الفاسد والمجرمين الذين قتلوا 1400شهيد وفي كل حي يوجد ضابط مخابرات مارس التعذيب إما سياسيا فقد توضح أن هناك وجهين قبيحين للفساد بسوريا الأول الفساد المالي ويشكل هذا ابن خاله ماهر مخلوف الشاب الذي يسيطر معظم الاستثمارات السورية ، وقد كشفت العلاقات التجارية الخصخصة الاسدية على أملاك الشعب السوري الذي غطى لعقود على هذا الاستبداد بإغلاق السوق السوري بحجة تهربه من الانفتاح على السوق العالمي وحقيقية هذا لم يكن لحماية النظام الاشتراكي بقدر إخفاء سرقة النظام الاسدي على أملاك الشعب السوري واستغلال الطبقة العاملة بأقل الرواتب ضمن قوانين عمل مجحفة.
هذا الاستبداد الاقتصادي انغمس مع السياسي عبر سيطرة مخابراتية رهيبة تعتمد على تقديم قمع وتعذيب وسحن بلا محاكمة في سجون لا يستطيع ذوي المعتقل حتى السؤال عنه، بشكل خارجه حماية حزب البعث الأوحد، وباطنه وضع أقارب حافظ الأسد في قيادات المخابرات وكبار الضباط، وشراء ترسانة أسلحة تفوق قدرة سوريا ، وما بني عسكريا كان على حساب الشعب السوري الذي عانى الفقر المدقع لسنوات طويلة انفتحت بعض الشيء بعد عام 1991 ، وكان قبلها قد توقفت المساعدات الخليجية لسوريا بعد التحالف العلوي الناصري حافظ الأسد مع نظام أية الله الخوميني.
ترسانة نظام الاسد فشلت تماما في مواجهة إسرائيل ، وبقيت تمارس قوتها على الشعب اللبناني وعلى مدينة حماة السورية بعد قتل عشرات الآلاف وفي إرعاب أي مدينة كانت تفكر بالثورة ضد هذا النظام الذي استعمل خنق النفس الشعبي وسيطرة وحيدة لأمانة حزب البعث .
الفساد الثاني والذي يمهد للفساد الاقتصادي كان بالقمع الأمني عبر أجهزة متعددة للاستخبارات لم تكن تتخيل يوما. أن ينهض الشعب السوري من جهاته الأربع ويرفع راية الحرية ، وهذا كان تحت إشراف شخصين مقربين لبشار الأول رجل مريض نفسي يتمتع بتعذيب السورين وهو آصف شوكت زوج بشرى الأسد شقيقة بشار ومعروف أن هذا الرجل مصاب بعقد نفسية واضحة والثاني المهووس ماهر الأسد شقيق بشار والذي كانت الأصابع تشار نحو ليخلف والده إلا أن موت باسل قلب الموازين.ويقود هذا الماهر بقتل اشلعب الفرقة الرابعة الخاصة بقمع الشعب.
هذه حقيقة بشار الأسد ومجموعة الفتيان الذين يحيطون ، والجرائم التي تحدث في سوريا اليوم توضح السمات الإجرامية لمن يحيط في بشار الذي يظهر خطابه بأنه إما ممثل بارع يدعي التقدمية والإصلاح ، واكتسب بعض الصفات الغربية الخادعة من المكر البريطاني ،حيث اكمل تعليمه في الطب، او ان هذا الرجل مخدوع فهو بين حالة بين حالتين إما مصاب بجنون الإجرام والقتل مثل القذافي أو حالة من الفساد السياسي مثل مبارك وزين العابدين وما بين ادعاء الثورة كالمجنون القذافي أو الليبرالية العلمانية كمبارك وزين العابدين ، واستطيع أن الصقه أيضا في علي عبدالله صالح الذي يشبه باستغلال العشيرة لقمع شعبه وعمالته لأمريكا وان كانت عمالة بشار حفية وصالح ظاهرة.
بشار الأسد قبل كان أربعة أشهر نموذج طيب للزعماء العرب الغيورين على العروبة وسمعتها، وقبل هذا بإحدى عشر عاما كان الأمل الأكبر بان يعطي هذا الشاب السياسي أملا بإنقاذ الشعب السوري من عقود الاضطهاد والسلب ،ولكنه ظهر كوجه فقط لعصابات تجلس خلفه هذه الحقيقة يدركها أصدقائه قبل أعداءه حتى اقرب المقربين منه كحزب الله وإيران لم يعودا يستطيعان الدفاع عنه لان الوجه الحقيقي بات مكشوفا فقد أذابت شمس الحرية كل مساحيق التجميل.
Omar_shaheen78@yohoo,com