للمرة الثالثة على التوالي يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات حيث حصل على نصف اصوات الناخبين واكثر من نصف عدد مقاعد البرلمانية الأمر الذي يؤهله بجدارة لتشكيل حكومة جديدة دون الحاجة للائتلاف مع احزاب أخرى...
ورغم ان هذا الفوز لم يمكن الحزب من اشغال ثلثي مقاعد البرلمان المكون من ٥٥٠ مقعدا ما يؤهله لتغيير الدستور وتحقيق ثورة من الاصلاحات ... الا ان الحزب حقق تقدما ملموسا سواء على صعيد عدد الأصوات او المقاعد البرلمانية التي حصل عليها قياسا بالانتخابات الأخيرة ...
لا شك ان هذا الفوز يرتبط بالانجازات التي حققتها حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان خلال السنوات الأربع الماضية التي تبوأت تركيا خلالها مكانة مرموقة على الساحتين الاقليمية والدولية علاوة على النجاحات الكبرى التي حققتها على الساحة المحلية ...
فنجاح حكومة العدالة والتنمية محليا يتمثل بالنمو الاقتصادي الكبير الذي جنب تركيا السقوط في شباك الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على دول المنطقة ... بل ان الاقتصاد التركي حقق ارقاما قياسية من النمو ما جعل منه احد اهم عشرة اقتصادات اوروبية وسبعة عشر اقتصادا عالميا ... رغم افتقار البلاد للثروات المعدنية وفي مقدمتها البترول ..
تطور الاقتصاد التركي مرده الاستغلال الأمثل للثروات والتركيز على قطاعات الزراعة والسياحة والصناعة والخدمات في الوقت ذاته فازدادت الصادرات الزراعية والصناعية فيما تدفق ملايين السياح على المنتجعات التركية في الشمال والشرق والجنوب نظرا لقدرة القطاع الخاص التركي على استقطاب السياح من جهة ... والآمن والاستقرار والازدهار التي تمتاز بها هذه الدولة المطلة على اوروبا والساعية منذ عقود للحصول على عضوية الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى.
الربيع العربي ممثلا بثورات تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن اسبغ على تركيا فيضا من النعم والخيرات في مقدمتها تحول السياح العرب والاجانب الى هذه الدولة التي حققت العديد من الانجازات.
الى جانب المنجزات الاقتصادية هناك الانجاز السياسي المتمثل بترسيخ الديمقراطية وتعزيز الحكم المدني ما ابعد شبح الانقلابات وحكم العسكر رغم النفوذ الكبير الذي تتمتع به قلاع العلمانية ومؤسساتها واحزابها ومؤيدوها وخاصة المؤسسة العسكرية والمحكمة الدستورية والقضاء والاحزاب القومية والعلمانية ...
وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي تبوأت تركيا مركزا مرموقا في ضوء سياساتها المؤيدة للقضايا العربية والاسلامية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومطالبتها بانهاء الحصار على غزة ما عرض مجموعة من الاتراك لمجزرة رهيبة في اعالي البحار على بعد ١٥٠ كيلومترا من سواحل فلسطين المحتلة ..
ما حققته حكومة العدالة والتنمية في الداخل والخارج حفز الاتراك وغالبيتهم من المطالبين بتقوية اواصر التعاون مع العالمين العربي والاسلامي على التمسك بهذه الحكومة ... والتصويت لحزب العدالة والتنمية بحيث ارتفعت نسبة الاصوات التي حصل عليها وازداد عدد المقاعد البرلمانية التي شغلها !!!