تحدث الشباب لمليكهم عن كل ما يجول في خاطرهم من مخاوف وهموم الحاضر والمستقبل، وذلك من خلال ملتقى الشباب 2011 والذي عقد تحت شعار «لنتحاور من اجل الاردن».
لقد تابع جلالته فكرة الملتقى الذي ضم اكثر من الف شاب وشابه من مختلف الاتجاهات والمناطق والجامعات والتخصصات وذلك في مراحله الاولى ومن خلال لقاءاته مع الشباب في اكثر من مناسبة، ليكون هذا الملتقى منبرا حرا لمجموعات شبابية، للحوار حول رؤيتهم لحاضر الاردن ومستقبله، بحضور المؤيدين والمعارضين وصاحب الرؤية الخاصة ومن يسعى للبحث في الثوابت والتحولات.
الشباب في الاردن ممن هم دون سن الثلاثين يشكلون ما نسبته سبعين بالمئة من سكان المملكة، وهم على الدوام موضع اهتمام الملك، وان السنوات الماضية، شهدت لقاءات فريدة سواء في الجامعات والمعاهد او التجمعات الشبابية المختلفة، وان جلالته كان على الدوام ينحاز الى صفوف الشباب ويصدر تعليماته بان لا يحاسبهم احد على ارائهم، ويطالب ادارات الجامعات بفتح الحوار معهم ومناقشتهم في كل القضايا وان يكون لهم الدور الفاعل في الحياه الاكاديمية والسياسية وتشجيعهم على ممارسة حقوقهم الدستورية في الانخراط بالاحزاب السياسة واختيار من يتوسمون بهم الخير لمجلس النواب، او المجالس البلدية حتى انه تم تخفيض سن الانتخابات الى 18 عاما لتوسيع قاعدة المشاركة الشبابية.
لقد اكد جلالة الملك في هذا الملتقى أن مسؤولية الشباب لا تكتمل بدون مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة، وبحيث تكون هذه المشاركة في اتجاهين الأول يكمن في نشر ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع في العديد من المجالات، والثاني يتمثل في المشاركة في الأحزاب الوطنية ذات البرامج التنموية العملية والواضحة.
حتى ان الملك طرح سؤالا طلب من الشباب التفكير فيه وهو ما هي الأحزاب التي يريدها الشباب؟ هل هي أحزاب رئيسية كبرى تمثل الوسط واليسار واليمين أم أحزاب متعددة وكثيرة، صغيرة ومتوسطة مشيرا الى ان الحوار ضرورة وطنية وافضل الوسائل للتفاهم والاتفاق، وان الحوار الحضاري والبناء هو «طريقنا لاحداث التغيير والاصلاح، وان وطننا يسير في الاتجاه الصحيح».
لقد كان جلالة الملك في غاية الحرص على انجاح دور الشباب في الحياة السياسية، ف نصحهم من الان بالعمل على تأسيس احزاب لهم لانهم سيحتاجون الى عامين او ثلاثة حتى تأخذ هذه الاحزاب وضعها، ويكون معظم الشباب قد تخرجوا من الجامعات وانهم في بدايات حياتهم العملية وان الخيارات الحزينة مطروحة امام كل الشباب وهل يريدونها احزابا تهتم بالحياه السياسية فقط ام احزابا ذات برامج خدمية وتنموية، وعندها رؤيا واضحة لمعالجة مشاكل الفقر والبطالة وتحسين الخدمات في كافة المجالات، وتحسين مستوى دخل الفرد وتحقيق العدالة في توزيع مكاسب التنمية.
عبارات جلالة الملك ما زال صداها يتردد بين اوساط الشباب وهو يتحدث لهم من القلب الذي ينبض حبا واعجابا وتقديرا لكل فرد من ابناء الشعب، بأن صوت الشباب مسموع ورأيهم مسموع ودورهم في بناء الحاضر والمستقبل ايضا، وأن الوطن بحاجة لهذا الدور.
اننا نتطلع الى نتائج هذا الملتقى الذي يختتم اعماله في منطقة البحرالميت اليوم, ونعتبر ما سيتوصل اليه بمثابة خريطة طريق ومنهاج عمل لصناعة المستقبل وقيادة مسيرة الاصلاح والتعبير.
لقاء المصارحة بين الملك وشباب الوطن
أخبار البلد -
بقلب مفتوح، تحدث قائد الوطن للشباب، وحاورهم وتبادل الاراء معهم بصراحة متناهية وبلغة تعودوا عليها وهم يلتقون بالملك في كل المناسبات التي تجمعهم به عبر السنوات الماضية، وهم الذين يمارسون الحوار مع ابي الحسين عملا، لا شعارا يسمعون به في الجامعات ووسائل الاعلام.