الشركة التي فازت بالعطاء من خلال الكثير من الواسطات والألاعيب التجارية أجرت دراسة مسحية شاملة لكامل السفينة ، وعقدت خلوات ومناقشات بين الخبراء والإداريين تخللتها عروض بواسطة «البور بوينت» تبين مداخل ومخارج المحرك، ومنحت عطاءات فرعية لشركات أخرى ، وأصدرت توصيات وشكلت لجانا ولجانا منبثقة عن اللجان التي أنبثقت عن اللجان !
انتهت مدة العطاء لكن الشركة لم تفعل شيئا سوى الدراسات وحلقات العمل ، ولم يستطع أي منهم حل معضلة المحرك ، الذي لم يبق على حاله بل ازداد خرابا وصار دخانه اكثر سوادا، وفعاليته أقل بكثير من وقت الحصول على العطاء.
لذلك طرد اصحاب السفينة الشركة العالمية المتحدة بعد ان خسروا الكثير دون جدوى، ولم يكونوا حصّنوا أنفسهم بمواد تفرض عقوبات على الشركة اذا ما فشلت بإصلاح المحرك.
بحث أصحاب الشركة عن حل فوجدوا ميكانيكيا عجوزا يعيش في الميناء فطلبوا منه محاولة اصلاح المحرك.
جاء الميكانيكي العجوز مع شنطة العدة، وصار يتفقد «الموتور» قطعة قطعة وبرغيا برغيا وزنقة زنقة، واستمر بذلك لعدة ساعات، ثم وقف ينظر الى الموتور بدقة ، ثم فجأة أخرج مطرقة صغيرة جدا وطرق بها عدة طرقات خفيفة على مكان محدد داخل الموتور.
فجأة عادت للموتور قوته وشبابه ، ورجع يهدر بقوة وهو يهز السفينة رغبة في التحرك.
فرح اصحاب السفينة، وسألوا الميكانيكي العجوز عن تكلفة اصلاح الموتور ، فقال لهم :
- أريد 20 الف دينار !!
- ول ..ول على ايش...؟؟ كل اللي عملته انك ضربت بالمطرقة الصغيرة لدقيقة واحدة على الموتور ..هل يحتاج هذا الجهد البسيط الى هذا المبلغ، نرجو أن تقدم لنا فاتورة مفصلة.
وافق الرجل العجوز وكتب لهم فاتورة تبين التكاليف ، حيث كتب فيها :
- ديناران- بدل استخدام المطرقة !!
- تسعة عشر ألفا وتسعمائة وتسعة وثمانون دينارا بدل اكتشاف المكان المناسب للطرق على الموتور !!
المجموع: عشرون ألف دينار لا غير !!
المغزى من وراء ذلك:
صحيح أننا نحتاج للطرق بـ»الشاكوش» حتى نصلح موتور دولتنا الفتية الذي أصابه الإعياء ، لكن علينا ان نتعب ونفكر كثيرا اين نطرق وإلا ذهبت طرقاتنا هباء وربما أدت لخراب الموتور أكثر وأكثر .
هذه نصيحة للحكومة وللمعارضة معا!
المكان المناسب للمطرقة
أخبار البلد -
تقول حكاية إن محرك سفينة عملاقة صار ينفث دخانا، وفقد الكثير من قوته وفعاليته ، ولم يعد قادرا على تحريك السفينة بشكل سليم تماما، فطرح أصحاب السفينة عطاء من أجل إحالته على شركة محترفة لتصليحه .