سياق هذه الاثارة يتعلق بكون الزمرة الفاسدة التي نعرفها كلنا،وهي الزمرة التي ارتشت وسرقت وتاجرت بدم الشعب الفلسطيني،باتت سيرتها العفنة تستخدم لتشوية سمعة الشعب الفلسطيني بأكمله،من جانب البعض،وان سيرة هؤلاء السيئة،باتت ايضاً تغطي على سيرة الشهداء والابطال وغيرهم!.
الشعب الفلسطيني تاريخه عظيم،وهو شعب عظيم بلا شك،والا لما اختاره الله لهذه المحنة الصعبة امام اليهود،الذين يحكمون العالم ويتحكمون فيه،ولولا صلابة معدن الفلسطينيين،وصعوبة تكوينهم غير الهش لما صمدوا حتى اليوم،أمام كل هذا الضرب من اسرائيل واصدقائها في العالم.
من الظلم هنا ان يتم ترميز شعب بأكمله باشخاص من طراز دحلان وغيره،حتى لايصبح وجود هؤلاء عاراً ومعياراً لشعب بأكمله،واذا كان الشعب الفلسطيني فيه تجار وجواسيس وخونة،فإن مقابلهم ملايين الشهداء والجرحى والسجناء والمشردين والابطال والمبدعين والمتفوقين.
هذا شعب تشرد في كل الدنيا،ويحمل افراده سبعين جنسية من جنسيات العالم،وهو شعب ليس سهلا،بطبيعته الموروثة،وبخبرته المكتسبة،ومن الصعب كسر وتحطيم هذه الروح في الفلسطيني التي تقول له ليل نهار ان عليه ان يبقى وان لايضعف ولايرجع الى الخلف.
اكثر العرب يعرفون الفلسطينيين مباشرة،ويعرفون ان هذا الشعب تم ظلمه كثيراً،وان «العنتريات» التي تنطق باسمه،في غير موقع ومكان،هي التي أضرت بسمعته،بعد سرقة وكالته،ومن كثرة الاعمال والالعاب والافعال المخزية التي تم ارتكابها،باسم شعب تمت سرقة وطنه.
مقابل دحلان ومن هم على شاكلته ،هناك الاف الاسماء من ابطال ومجاهدين وشهداء وجرحى،واطباء ومهندسين،شعراء ورسامين،رجال مال وعمال،اعلاميين وسياسيين شرفاء.
قصص الزمرة القليلة لاتختلف عن مثيلاتها في دول عربية اخرى،ولنا في كل بلد عربي قصص تروى عن زمره الفاسدة والمفسدة.
اذا ذهبنا الى لبنان،لوجدنا فيه ابطالا وشهداء وكفاءات،ولوجدنا في حياة الشعب اللبناني ايضا جواسيس وعملاء وخونة،وهذه الثنائية موجودة في كل شعب،ولو قرأنا سيرة اي شعب واجه الاحتلال لوجدنا ذات القصة،من ثنائية البطل والعميل،الجاسوس والامين.
هذه هي قصة الاحتلال في كل مكان،وهذه هي قصة من يعملون مع الاحتلالات،الا ان قول الرسول صلى الله عليه وسلم يبقى الاصدق فالخير فيه وفي امته الى يوم الدين،مهما رأينا من افعال مشينة سوداء مخزية،لايجوز ان ُتسود صفحة شعب بأكلمه.
فتح ملفات البعض وغيره عليها ان لاتثير حساسية احد،حتى لو ظنوا ان هذه الملفات يتم استعمالها لتشويه سمعة شعب بأكمله،لان هناك مقابله الاف الاسماء التي يعرفها الجميع،والتي سادت في بيوت الفلسطينيين والعرب،ولها قيمتها واحترامها وتقديرها من الرباط الى دبي،مروراً بعمان والقاهرة.
قصة الفلسطينيين لاتقول انهم عرق فوق عرق العرب،وهم من امة واحدة شريفة وكريمة،فيها البطل والخائن،وفيها الجاسوس والوطني،وفيها القوي والضعيف،والمتعلم والجاهل،وسيأتي يوم يزف فيه الفلسطينيون والعرب،معا،البشرى للقدس بتحريرها،لان لاغنى لاحد عن الاخر.
الشعب الفلسطيني عربي،ومايرفع رأسه يرفع رأس الجميع،ومايدني رأسه من الطين يدني رأس الجميع ايضاً.
سوء سمعة الفلسطينيين
أخبار البلد -
أثارت مقالة البارحة التي جاءت تحت عنوان «الذي يفعله دحلان في عمان» ردود فعل واسعة،مابين مؤيد لما فيها،ومندد،الا ان ابرز ما أثاره قراء أعزاء اعتقادهم ان ملفا مثل ملف دحلان يتم استعماله من أجل تشويه سمعة الفلسطينيين،والإساءة اليهم.