ماجد الخضري يكتب عن رحلته في الشيشان : الشيشان تنهض من اتون الحرب وتبدا مرحلة البناء والاعمار
- الخميس-2011-06-06 10:50:00 |
أخبار البلد -
اخبار البلد- حطت رحالنا الاسبوع الفائت في جمهورية الشيشان الاسلامية حيث قمت بزيارة لهذه الجمهورية التي تعتبر واحدة من جمهوريات الاتحاد الروسي التي تضم ثلاثين مليون مسلم وشاركت بمعية النائب تامر بينو ومطيع صالح الشيشاني في مؤتمر الإسلام دين الإعمار والعدالة الاجتماعية وهو مؤتمر سنوي يعقد في العاصمة الشيشانية غروني ولكن كل عام تحت مسمى مختلف . وقد ضم المؤتمر مشاركين من 23 دولة بينهم عرب واجانب وعلماء من الجمهوريات الاسلامية التابعة لروسيا الاتحادية. وناقش المؤتمرون عدد من القضايا التي تهم العالم الاسلامي من خلال الطروحات التي قدمت من قبل المشاركين وكان من بينها موضوع الاقليات الاسلامية في عدد من الدول وقضية فلسطين وغيرها من القضايا التي تهم المسلمين. وقد افتتح المؤتمر الرئيس الشيشاني رمضان احمد حجي بحضور مفتي الجمهوريات الاسلامية في روسيا والجمهوريات الاسلامية التي استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق وقد بدا المؤتمر بالقران الكريم ودعاء من قبل مفتي الشيشان تم كلمة للرئيس الشيشاني تناول فيها الاوضاع الداخلية للشيشان والعلاقة ما بين غروزني وموسكو ثم كلمات للوفود المشاركة منها كلمة لمطيع الشيشاني وكلمة لماجد الخضري من الوفد الاردني المشارك. وقد زارت الوفود المشاركة في المؤتمر عدد من المدن الشيشانية منها أرغون وغودرميس ونيوغروزني حيث اطلعوا على حملة إعادة الإعمار الشاملة التي تشهدها البلاد والتي تشمل البنى التحتية والطرقات والجسور كما تشمل بناء مئات المساجد وآلاف الوحدات السكنية إضافة إلى المعامل والمصانع والمؤسسات الحكومية والتجارية. وتأتي هذه النهضة العمرانية في المدن والقرى بشكل يتماشى مع الحداثة مع الحفاظ على العادات والتقاليد الشيشانية في البناء. وكانت معظم مدن جمهورية الشيشان التي يعد سكانها قرابة 1.5مليون نسمة قد تعرضت لتدمير شبه كامل نتيجة حرب الاستقلال التي خاضها الشيشانيون ضد الروس لكن الادارة الشيشانية عملت على اعادة البناء حيث يلاحظ الزائر لهذه الجمهورية البناء على قدم وساق والانجاز الكبير وحملة اعادة المنازل التي دمرت من خلال لجان حكومية خاصة تقوم بتعويض من تضررت منازلهم من الحرب.والرئيس رمضان قاديروف هو ابن الرئيس السابق للشيشان الحاج أحمد قاديروف الذي قضى اغتيالا عام 2004م.بانفجار استهدفه في ملعب بالعاصمة غروزني أثناء احتفال، وأسفر الانفجار أيضا عن مقتل 32 شخصا وإصابة أكثر من 46 آخرين وهو شاب في مقتبل العمر ولد عام 1975 وهو من جيل الشباب الذي يقود البلاد نحو التقدم والازدهار من خلال العلاقة القوية التي تربطه بالرئيس الروسي ورئيس الوزراء بوتين رجل روسيا القوي حيث يلاحظ الزائر الصور الثنائية التي تظهر الرئيس رمضان ورئيس وزراء روسيا بوتين . وكان من ضمن الاماكن التي تم زيارتها مدرستين لتحفيظ القران الكريموهي مدرسة زيلمايخان لتحفيظ القرآن الكريم في قرية خَاسِي يُورْت حيث ينتسب لهذه المدرسة مئات من الطلاب والطالبات يتقنون حفظ أجزاء من القرآن مع أحكام التلاوة والتجويد ومدرسة اخرى في بينو وهي مدرسة داخلية يدرس فيها ما يزيد عن اربعين طالبا وقد قرأ مجموعة من الطلاب أمام الوفد آيات من القرآن الكريم كانت محط ثناء الجميع واعجابهم وكان من بين من قراوا من يحفظ القران الكريم كاملا . ويلاحظ الزائر الاهتمام الكبير بالقران الكريم واللغة العربية لدى المواطن الشيشاني فالشيشاني بطبعه هو انسان متدين ويمارس شعائره الدينية بانتظام.كما شرعت الإدارة الدينية في الجمهورية ببناء وتأسيس مدرستين لتحفيظ القرآن الكريم في مدينتي غروزني وغودرميس.ويتكون الاتحاد الروسي من مجموعة كبيرة من الأعراق والأجناس والأديان المختلفة، تتوزع على عدد كبير من المناطق التي تحمل بعضها مسميات فضفاضة مثل "جمهورية" وهي في الواقع مجرد "محافظة" !! ويهيمن الجنس السلافي الروسي الذي يدين بالنصرانية الأرثوذكسية على سائر الأجناس والأديان الأخرى. ويبلغ عدد المسلمين في الاتحاد الروسي حوالي (30) مليون نسمة، يتوزعون إداريا وجغرافيا على منطقة حوض الفولغا، حيث جمهوريات تتارستان، الجوفاش، أدمورت، موردوف، ماري، باشكيرستان.وفي منطقة القوقاز، حيث جمهوريات داغستان، الشيشان، الأنغوش، قبارديا وبلقاريا، الأديغة، القرتشاي والشركس.وفي عمق الشرق الأوروبي، حيث شبه جزيرة القرمهذا، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الروس أنفسهم، ومن ضمنهم الكثير ممن اعتنق الإسلام حديثا. ويعيش في مدينة موسكو أكثر من مليون مسلم من مختلف الأعراق الآسيوية والأوروبية.وتقع الشيشان في منطقة جبال القوقاز التي تمتد بطول 60 ميلاً ما بين البحر الأسود غربًا وبحر قزوين شرقًا.. وتشكل هذه الجبال سلسلة متواصلة ومتوازية يزداد ارتفاعها تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الجنوب، لتصل أعلاها عند قمة "جبل البروز"؛ وارتفاعها 18481 قدمًا وهي تقع في الشمال الغربي، بينما تقع قمة "مونت قزيك" والتي يصل ارتفاعها إلى 16558 قدمًا والتي تحيط بكل من الشيشان وأنجوشيا. والشيشان الدولة تقع في الجنوب إلى موسكو بحوالي 1000 ميل، ويحدها كل من داغستان وجورجيا وجنوب أوسيتا من الجنوب وداغستان وروسيا شمالا، وأوسيتا الشمالية وأنجوشيا غربًا. ويعتاش السكان من العمل بالزراعة حيث تعتبر المهنة الرئيسه في هذه الجمهورية التي تكسوها الاشجار والاعشاب ويتواجد فيها النفظ والغازبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 أعلن القائد الشيشاني الشهير جوهر دوداييف استقلال الشيشان، مما أشعل الحرب الضارية بين الروس والشيشان بقيادة سامر بن صالح بن عبد الله السويلم الملقب خطاب من 1994 حتى 1997. ثم عادت الحرب وتجددت سنة 1999. ابان الحرب الشيشانية الروسية بين الأعوام 94 و97 حدثت عدة عمليات احتجاز رهائن نفذتها مجموعات شيشانية في مناطق روسية مختلفة. وكانت أبرز تلك العمليات ما قام به القائد الشيشاني الميداني شامل باسييف ومجموعته التي احتلت مستشفى وحجزت كل من كان فيها وهددوا بقتل كل من فيها من أطباء وعاملين ومرضى، وانتهت العملية بقبول شروط باسييف. كذلك قام القائد الشيشاني الميداني سلمان رادوييف مع مجموعة من رجاله باحتجاز ثلاثة آلاف من الرهائن في مدينة كزليار بجمهورية داغستان جنوب القوقاز. وقتل في العملية بعد تدخل القوات الروسية المسلحة 200 شخص بينهم 78 جنديا روسيا. تمكن بعدها دوداييف ورجاله من الانسحاب بعد أن أصيب بجراح خطيرة.