اخبار البلد_ ليست المرة الأولى التي يتم استثناء الأنباط فيها من لقاء سيد البلاد رغم أن اللقاء مخصص لرؤساء تحرير الصحف اليومية ... فقلما دعيت هذه الصحيفة لحضور مثل هذا اللقاء ... وطوال عهدي رئيسا لتحرير الأنباط لم نتلق دعوة على هذا الصعيد.
يبدو واضحا أن قنوات الاتصال مغلقة مع إعلام الديوان وخطوط الاتصال مقطوعة ... ولكن من جانبهم وليس من قبل الأنباط التي لا يهمها سوى المصلحة العليا للوطن والمواطن والعمل على نهوض البلاد وإقالة عثراتها ومكافحة الفساد واستئصاله من جذوره لأنه يقف حائلا دون تقدم الوطن وتنميته وازدهاره.
أغرب ما في الأمر أن استثناء الأنباط من لقاء الملك أمس جاء في ذروة الأحداث والتطورات على الساحتين الدولية والإقليمية، وخاصة ما يتعلق بجهود السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، التي بذل جلالة الملك قصارى جهده لتحقيق السلام المرتكز على حل الدولتين وضمان حق اللاجئين في العودة ورفض الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في المدينة المقدسة والمحافظة على عروبتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ...
يضاف إلى ذلك حساسية المرحلة الراهنة على صعيد الثورات العربية او ما يعرف بالربيع العربي الذي قال عنه الملك أنه أوصل رسالة مفادها ان الشعب يريد التغيير نحو الأفضل !!!
هذه الأحداث العالمية والدولية تترافق مع الدعوة التي أطلقها الملك لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال إعادة النظر بالقوانين الناظمة للحريات والعمل السياسي وايجاد قانون للانتخاب والأحزاب وإجراء تعديلات دستورية تتناسب مع دقة المرحلة ومقتضيات الإصلاح فيما تطالب أحزاب ونقابات وشخصيات سياسية مستقلة بالملكية الدستورية ...
الظروف الدقيقة الحرجة التي يمر بها الوطن وتحديد مواقف الملك منها تستوجب دعوة جميع الصحف لحضور اللقاء الملكي ... الا ان المصلحة الوطنية العليا في واد ... وإعلام الديوان في واد آخر ... فاقتصرت الدعوة على صحف بعينها دون اعتبار لمبدأ العدالة والمساواة بين المؤسسات الإعلامية ...
لقد صبرنا طويلا في الأنباط التي آلت على نفسها خدمة الوطن والمواطن وتبنى قضايا الأمة على ممارسات إعلام الديوان البعيدة كل البعد عن الشفافية والمصداقية والموضوعية ... الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل عن الجدية في تطبيق إرادة قائد الوطن بالتغيير نحو غد أفضل من خلال تحقيق الإصلاح الشامل في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد بكافة أشكاله مع التأكيد على مبدأ لا حصانة لفاسد ولا خط أحمر لمكافحة الفساد !!!
رئيس التحرير