خلال تشييع جُثمان والدة رئيس الوزراء ،الدكتور هاني الملقي، والتي توفيت أول أمس الأحد ،والتي شارك بتشييع جثمانها عدد من أصحاب السعادة والمعالي ومدراء المؤسسات الحكومية و الخاصة وجموع غفيرة من المواطنين، تمنى الملقي خلال مراسم تشييع جثمان والدته، من كل من يرغب بنشر إعلانات النعي في وسائل الاعلام أن يُستبدل ذلك بالتبرع إلى جمعية مبرة أم الحُسين أو لأي جمعية خيرية أخرى يذهب ريعها إلى المحتاجين.
لكن ما حدث جاء مُغايراُ لما طلبه الرئيس، ففي صبيحة اليوم التالي ، تصدّر خبر نعي والدة الملقي ، عناوين الصُحف الورقية والرسمية ،بصفحات عديدة كاملة وبإعلانات فاقت عشرات الألوف ، بمخالفة واضحة لطلب الرئيس ،من وسائل إعلام رسمية ومن جهات حكومية تقدمت بالنعي.
وسائل الإعلام الرسمية ذاتها ، تضمنت جميع صفحات النعي فيها على نعي والدة الرئيس من جهات عدّة كان أغلبها حكومية ،و فعاليات رسمية وكبار مُستثمرين و مواطنين وشخصيات عامة .
مُختصون بالشأن الإجتماعي ،وصفوا الموضوع ،حين عجّت صفحات النعي و بغزارة بنعي والدة الملقي ، "بالنفاق الإجتماعي" أو كما نسميه بمجتمعنا بـ"تمسيح الجوخ" ،قائلين أن بطون الفقراء و المحتاجين بالوطن أولى من الإستعراض الإعلامي هذا ؛ بحثاً عن الرضى الحكومي ،موضحين ،أن هذه الظاهرة الإجتماعية المقيتة من المعيب أن تصدر عن جهات حكومية و خاصة كبرى و شخصيات عامة و بمبالغ طائلة !
صحفيون ،إنتقدوا أن تكون بداية هذا الاستعراض الاعلامي قد إبتدأت من الصُحف الرسمية ،التي تعتبر نفسها وسائل إعلام مُحترفة ولا تقع في الأخطاء المهنية ، مشيرين إلى مخالفة مهنية واضحة و صريحة وقعت بها هذ الصحف.