هو ليس وزيرا , ولا من تيار التكنوقراط ..لم يبع مؤسسات البلد , لم يتورط بشبهة تطبيع , لم يكن مهندس الخصخصة , لم يذهب إلى سوريا لأجل مبايعة النظام هناك ..لم يستخرج لعائلته تذاكر سفر مدى الحياة , لم يدعم نوابا من مال الشركة التي يرأس مجلس إدارتها ...ولكنه هوجم بأكثر مما هوجمت الميليشيا الإيرانية التي دخلت حلب , وشوه ..وحوصر , وكل حراب الشامتين والحاقدين غرست في جسده.
في الفوسفات قفزنا عن العنوان العريض للمشهد , وهو فساد إدارة سابقة كما تقول الدولة وكما تقول مؤسسات التحقيق فيها ..وكما أعلنت حكوماتها ..وصار همنا مهاجمة عامر المجالي للدفاع عن مرحلة سابقة , بمعنى اخر أنك تدين بريئا لأجل تبرئة مدان ..هذا هو اختصار المشهد.
والإعلام ذكي وهو ليس بريئا بل موجه , فلم يجرؤ اي واحد من الوسط أن يدافع عن وليد الكردي مباشرة , بل تحولت الجرأه لإدانة المجالي على حساب الدفاع عن الكردي...
أنا لا أتحدث من زاوية الكتابة المجردة , بل أتحدث من زاوية المعرفة بالحقائق والتفاصيل ..فليس منطقيا ولا مقبولا أن تصمت الدولة عن موجة موجهة ومدفوعة الثمن مسبقا , هدفها تحطيم الإدارة الحالية للفوسفات ..وتدمير الشركة , من أجل تبرئة ...مدان سابق.
هذا يؤكد حقيقة خطيرة , وهي أن الفساد مؤسسة وربما يكون في لحظة أقوى من مؤسسات الدولة ذاتها...
جزء من أزمة الفوسفات الحالية هي :- الأدب الجم الذي يتحلى به عامر المجالي , فهو ليس سياسيا يوظف الإعلام ...وهو لا يجيد توقيع (الشيكات) وشراء الذمم ..وهو لم يطلب إلى لجنة تحقيق في البرلمان كي يفرد أوراقه فبدلا من أن يكون مجلس النواب مؤسسة للتحقق والتحقيق قام بمسايرة الإعلام وإدانته فورا دون معرفة الحقائق...
الأزمة ..هي أزمة من يدفع أكثر , أو أزمة من يجبر على توقيع عقود أكثر ..أو أزمة أننا لا نريد رجلا ..زاهدا في الدفع ..أو زاهدا في الإدارة ..أو واضحا في الأمر , أو مؤدبا في القرار...
حسنا القادم سيكون خطيرا , والقادم سيدين كامل الأقلام وكامل الأصوات التي احترفت نهش الناس وتدمير المؤسسات ..دون النظر إلى كرامة الفرد أو حرمة المؤسسة ...وحتى لو ذهب المجالي وجاء من يخلفه ..فالأوراق لن تبقى أسيرة الأدراج ...ذاك أن المؤسسات تحتاج للدفاع عن نفسها قبل الأفراد
على كل حال أزمة الفوسفات ..رسالة صادمة للدولة كي تعرف حجم إختراق الإعلام ...وحجم ضياع القانون , وحجم ..تذويب الحقائق ..وأظن أن القادم سيفضح كل حرف وكل صوت ..وكل مؤامرة حيكت على صفحات الجرائد ..ليس لأجل الحقيقة وإنما لإجل إدانة البريء ..وتبرئة الجاني