أخبار البلد - نحن شعب غالبيته لم يعتاد على الرفاهيه فلا يصحو ليأخذ حماماً دافئاً يتناول بعده قطعة توست بالنوتيلا أو زبدة الفستق كما نشاهد بالأفلام الأجنبيه بعد أن يُحضر الجريده من الصندوق المعلق على باب منزله الذي تتوفر به كل وسائل الراحه والرفاهيه فترتسم على شفتيه إبتسامه جميله ويتراقص مع أغنيه صاخبه يتوجه بعدها بسيارته إلى عمله أو بقطارات سريعه ملتزمه بالوقت وبالوقوف أمام محطاتها فيستقلها بكل أريحيه وبيده كتاب يتصفحه أو مجله ليصل إليه بكامل أناقته وحيويته فيلتزم بساعات دوام يُنتج من خلالها .
نحن شعب لم يعتاد أن نعود لمنازلنا بعد يوم عمل شاق ليجد طعامه جاهزاً يرتدي بيجامته المنسوجه من الحرير ليمازح أطفاله ويُقبل ويحضن زوجته ويرتاح قليلاً ليتوجه بعدها إلى الجمنيزيوم يمارس الرياضه فيعود لمنزله مره أخرى منتشياً يجلس وأطفاله يمارس معهم هوايتهم ثم يخلد للنوم بساعه مبكره .
نحن شعب لم يعتاد أن يقضي نهاية أسبوع بمنتجع أو على شط بحر نظيف أو يتوجه في عطلة نهاية الاسبوع إلى السينما أو المسرح لمشاهدة فيلم أو مسرحيه أو عرض باليه أو الإستماع لمقطوعات موسيقيه لبيتهوفن او عزف منفرد على التشيللو أو الكونترباص فأكبر طموح المواطن الأردني في الترفيه عن نفسه هو التوجه لممارسة الشواء بأحد الأحراش وعادة ما تنتهي الرحله بالمشاجره بين الزوج وزوجته يقوم بعدها بلعن نفسه عشرات المرات لقيامه بالترفيه عنهم أو الذهاب في كل عام إلى العقبه بعد الإشتراك بالجمعيات والتوفير من الراتب المتآكل أصلاً وإلتقاط صوره سلفي على شط غندور القذر لنشرها على الفيس بوك يكتب بجانبها أنه يشعر بالسعاده وفي آخر الرحله يتوجه للمعرض الصيني لشراء الحفايات والملابس الداخليه الرخيصه وحرامات جلد النمر .
نحن شعب أحلامنا بسيطه ومشروعه ولسنا متطلبين , لا نريد إلا خُبزاً وحناناً على رأي فوزيه بمسرحيه ( سُك على بناتك ) فأكبر عار على كل مسؤول وحكومه أن يموت أبنائها الشرفاء جوعاً أوهماً وربما إنتحاراً .
الحكومات يجب أن تكون هي حاضنه للشعوب وهي من تعمل للوطن كالأب في البيت فتبحث عن ما يُسعدهم وتُلبي إحتياجاتهم وتصبر على نزقهم وإختلافهم حتى يبقى البيت متماسكاً ولكن ما ألاحظه في بلدي هو أن الشعب من يتحمل الحكومه وهو من يحتويها ويحتضنها ويطبطب عليها ويخلق لها الأعذار ليبقى المركب سائراً ولا يجب أن تطمئن الحكومات كثيراً وأن تتنبه لذلك فثورة الجِياع من أخطر الثورات .