الجيش العربي الأردني وريث الثورة العربية الكبرى

الجيش العربي الأردني وريث الثورة العربية الكبرى
أخبار البلد -    فريال زكي أبو لبدة

 يُعد الجيش العربي المصطفوي منذ نشأته تحت ظلال رايات الثورة العربية الكبرى، التي منحت أمة العرب، مبادئ الحرية، والوحدة، والاستقلال: أحد أهم وأفضل الجيوش التي خاضت معارك الشرف والفداء دفاعاً عن الأمة العربية والإسلامية.
نشأ الجيش العربي، وتكون من نخبة من جنود الثورة العربية الكبرى، الذين رافقوا الأمير عبد الله بن الحسين عام 1920 وساندوه في تأسيس أول إمارة في شرق الأردن، لتكون نواة للوحدة العربية التي حارب الشريف الحسين بن علي لتحقيقها، وأرسل ولده الأكبر الأمير عبد الله لزرع بذورها في بداية القرن العشرين، إذ قام بتشكيل أول حكومة وطنية أردنية برئاسة الدرزي رشيد طليع.
استطاع الأمير عبد الله بن الحسين في 21-10-1920 أن يشكل نواة القوات البرية في مدينة معان، وقد تألفت هذه النواة من 25 ضابطاً و 250 جندياً في بداية تأسيس الدولة الأردنية.
كانت أولى خطوات التأسيس هي: إجراء إنتخاباتٍ تشريعيّة عام 1927 عندما صدر القانون الأساسي، إذ انطلقت مرحلة الإنشاء والتعمير، بدءً بالتعليم من خلال إنشاء المدارس التي كانت شبه معدومة في المنطقة، وعمل على زيادة الاهتمام بالزراعة، والقطاع الصحي.
حين وقعت البلاد تحت ظروف سياسية صعبة ناضل الأمير عبد الله والأحرار من أبناء الأردن إلى أن تم نيل الاستقلال عام 1946 ونودي بالملك عبد الله (الأول) ابن الحسين ملكاً دستورياً على المملكة الأردنية الهاشمية.
تهيأت المنطقة لحدوث زلزال بقيام اسرائيل بتأسيس الدولة اليهودية على اراضي عام 1948 ودخول الجيش العربي الحرب لاستعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل وخصوصاً القدس الشريف، استطاعت قواتنا المسلحة السيطرة على القدس بعد معارك شرسة خاضها جنودنا البواسل فعملوا على طرد العصابات اليهودية منها، والمحافظة عليها مدة ثلاثة أشهر كاملة.
كان الزعيم الصهيوني بن غوريون أكد على أن الجيش الأردني من الجيوش القوية، شديدة البأس، وأنا أحترم قدرة هذا الجيش العربي وشجاعة جنوده، بالإضافة الى اعتراف القيادات الإسرائيلية بشجاعة وبسالة قواتنا المسلحة، فقد صدرت كثير من المؤلفات اليهودية والإنجليزية تصور المعارك البطولية في فلسطين، تلك المعارك التي حدثت بين الجيش الإسرائيلي والجيش العربي.
بعد معارك الجيش العربي في فلسطين، وسقوط القدس بيد اليهود بدعم من بريطانيا، وتخاذل قائد الجيش الأردني آنذاك كلوب باشا، كان لزاماً على القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية ملك المملكة الأردنية الهاشمية أن يقوم بخطوة أحدثت زلزالاً في المنطقة العربية والعالم، عندما أصدر قراره التاريخي بتعريب الجيش بعد زيادة الكراهية للوجود الأجنبي في الأردن في 1-3-1956 وقد أدى هذا القرار الى تغيير في خارطة الوطن العربي، وتشجيع القيادة المصرية على تأميم قناة السويس بعد ستة أشهر من قرار التعريب.
استمرت الإستفزازات الإسرئيلية منذ ذلك الحين بين شد وجذب، ففي 13- 11-1966 حدثت معركة السموع بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي، وكان يعتقد البعض بأن هذه العملية هي لاستدراج الجيش الأردني للدخول في حروب طويلة تبين مدى جاهزية هذا الجيش في كل الظروف والأحوال.
ومن نتائج استفزازات القوات الإسرائيلية حدوث مواجهة قوية مع أحد ألوية الجيش في الخليل – قرية السموع – التي استشهد على أثرها الطيار موفق السلطي، وكانت بقيادة العقيد بهجت المحيسن، وخسرت القوات الإسرائيلية الغازية عدد من الضباط وضباط الصف والآليات والمعدات في تلك المعركة الشهيرة على أرض فلسطين الحبيبة.
لقد خاض الجيش العربي بروح معنوية عالية، وبإرادة صلبة، وبعزيمة لا تلين، معركة الكرامة التي حدثت في 21-3- 1968 بعد أن شنت القوات الإسرائيلية هجومها الواسع ومن عدة محاور على الجيش العربي الأردني المتمركز في منطقة الأغوار بطولها وعرضها وصولاً الى مرتفعات السلط، وكانت القوات الإسرائيلية تعتقد بأنها ستنفذ مهمة قتالية بسيطة، دون أن تخسر حتى جندياً واحداً، ولم تكن تعتقد بأن الجيش الأردني يمتلك كل مقومات النصر، فالجندي يؤمن بعقيدة قتالية لم يألفها الجندي الإسرائيلي، كما أن الجندي العربي الأردني يدافع عن أرضه وعرضه وممتلكاته، وعن كرامة وطنه.
معركة الكرامة أول انتصار كامل لجيش عربي على القوات الإسرائيلية، استطاع الجيش العربي الأردني في منطقة الكرامة الأغوار تحقيق نصر على القوات الإسرائيلية وتحطيم الجيش الذي لا يقهر، قُتل من جنود الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة 250 جندياً وجرح 450 جندياً، ووصف أحد قادة الجيش الإسرائيلي بأنه لم يرى في حياته مثل تلك المعركة، التي كان فيها القصف شديداً، ومركزاً، خسرت إسرائيل من خلاله جميع الدبابات عدا دبابتين، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي إن اسرائيل فقدت في هجومها على الأردن عدداً ضخماً من الآليات والمعدات بحيث أنها لم تخسر في حروب سابقة مثلما خسرت في حرب حزيران.
حتى أن أندريه جريشكو الذي يُعد أحد أهم القادة العسكريين في الإتحاد السوفييتي السابق، ورئيس أركان القوات المسلحة السوفياتية، قال: إن معركة الكرامة شكلت نقطة تحول في التاريخ العسكري العربي.
بتاريخ 5-10-1970 تصدى الجيش العربي الأردني للقوات السورية المكونة من 5 آلاف جندي و 250 دبابة دخلت الى شمال المملكة حتى وصلت الى مدينة الرمثا، فتصدى لها لواء الأربعين، ونخبة من أفضل جنودنا البواسل واستمرت المعركة لمدة 16 ساعة لقنهم الجيش الأردني فيها درساً لن ينسوه أبداً، خسر الجيش السوري خلالها: 50 دبابة، مما اضطرهم الى التراجع، والهزيمة، في حين كانت خسائر الجيش الأردني 29 دبابة فقط، واستطاع الجيش الأردني إعادة الهدوء الى البلاد بعد تمرد بعض المنظمات الفدائية، ومحاولتهم زعزعة استقرار الوطن، فتدخل الجيش منهياً سيطرة بعض المنظمات وإعادة الهدوء والاستقرار، وقد أطلق البعض على تلك المرحلة، أحداث أيلول، استطاعت القوات المسلحة المدربة تدريباً كبيراً إنهاء وجود المنظمات ذات الأجندات المتعددة، وذات الأهداف والغايات البعيدة كل البعد عن تحرير فلسطين.
عندما اندلعت الحرب في 6-10-1973 بين مصر وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى؛ صدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات العسكرية لكي تكون جاهزة لخوض المعركة، وفق خطة الدفاع المقررة لتأمين الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية من أجل الالتفاف على القوات السورية من الخلف، فقد كانت القيادة تتوقع الدخول في معركة مع العدو الإسرائيلي لاستعادة أراضي عام 1967 هذا الأمر دفع اسرائيل الى الإبقاء على جانب كبير من قواتها تحسباً لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.
نقلت اسرائيل قواتها الجوية والبحرية من الجبهة المصرية ودعت الجيش الاحتياطي وأدخلتهم المعركة بعد هجومها المعاكس على الجيش السوري مما أضعف الواجهة السورية، نتيجة لتطور المعركة، أمر الملك الحسين بتحريك أحد أقوى ألوية الجيش الأردني هو اللواء 40 وهو من اشرس وأعنف وحدات القتال المدرعة الأردنية الذي يقوده العميد الركن خالد هجهوج المجالي باتجاه الأراضي السورية.
بدأت المدفعية الأردنية بالقصف المركز والعنيف على كل ما يتحرك أمامها، باعتمادها خطة الأرض المحروقة واجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع سريعاً، وطرده من المواقع التي احتلها بعمق ستة كيلو مترات، وكانت خسائر الجيش الإسرائيلي كبيرة جداً في تلك المعركة.
شارك الجيش العربي الأردني في مواجهة ثورة ظفار الشيوعية في سلطنة عُمان من سنة 1974 لغاية سنة 1979 كان للطيارين الأردنيين دوراً بارزاً في قصف مواقع المليشيات المتمردة، وتأمين سلامة وأمن الأقاليم العُمانية.
وساند الجيش العربي الأردني أيضاً جمهورية العراق الشقيق في الدفاع عن بوابته الشرقية في مواجهة ايران منذ عام 1980 وحتى انتهاء الحرب عام 1988 بهزيمة الجيش الإيراني، وقدم الدعم اللوجستي والتدريبي وتسهيل نقل مختلف الأسلحة والذخائر للجيش العراقي.
يعتبر الاردن من أكثر البلدان مشاركة على مستوى العالم في قوات حفظ السلام التي تقدم خدماتها للأمم المتحدة بتوجيهات من القيادة الهاشمية، فقد أعاد جلالة الملك عبد الله الثاني هيكلة الجيش العربي بمكوناته الثلاث: البرية، والجوية، والبحرية، ليؤكد على مرحلة البناء، والتطور النوعي الذي يُعد من أهم مرتكزات الوطن.
لقد شهدت القوات المسلحة الأردنية خلال الفترة الماضية، تطورات كبيرة، شملت كافة المجالات سواء فيما يتعلق بالتأهيل، والتطوير، والتحديث، والتدريب، والتسليح، حتى تكون قادرة دوماً على القيام بمهامها الرئيسية في حفظ أمن الوطن، والدفاع عنه، وصون استقلاله، والمحافظة على مكتسباته...
شريط الأخبار حالة العسل في الأردن... خبراء يتحدثون عن إمكانية الكشف عن المغشوش فتح تحقيق بإلقاء قنابل إضاءة على منزل نتنياهو دراسة تفصيلية لانتخابات مجلس النواب العشرين الموافقة على تسوية الأوضاع الضريبية لـ46 شركة ومكلفا بيان هام صادر عن الجمعية الأردنية للتأمينات الصحية والاتحاد الأردني لشركات التأمين مجلس الوزراء يقر تعليمات إدارة وتقييم الأداء استكمالا لمتطلبات تحديث القطاع العام رحلة في القطار القديم عمان مرورا بالزرقاء والمفرق تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية الشبول رئيسًا لمجلس إدارة صحيفة الدستور منح أراض في القدس لجيش الاحتلال ليوفر مقابر لجنوده القتلى تجارة الاردن : لا صحة لتحديد سقف مشتريات للمواطنين عبر التجارة الالكترونية دراسة تفصيلية لانتخابات مجلس النواب العشرون 2024.. كتاب نوعي صادر عن وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية وفاة و 7 اصابات في مشاجرة بالكرك مناصب جديدة لكل من ناصر جودة وعامر الفايز وغيث الطيب قبل الأوان.. البرلمان يلتئم على شاشة الخشمان البنك الاسلامي الاردني وبنك البركة مصر وبنك البركة الجزائر يطلقون منصة تعاون لمتعامليهم لتعزيز الفرص التجارية بمناسبة اليوبيل الماسي رئيس الديوان الملكي العيسوي يرعى ماراثون كلية "دي لاسال".. صور مناصب جديدة لكل من ناصر جودة وعامر الفايز وغيث الطيب إعلان من السفارة الأمريكية حول تأشيرات العمالة المؤقتة أبو رمان : "جامعة البلقاء انتقلت من قبضة الرجل الواحد إلى العمل المؤسسي و الابتعاد عن الشلليه"