من دون منّ في كل الدنيا وفقط يحدث هنا ان ينبري نائب لا هو اغلبية ولا شريك في الحكومة وزيرا الان او قبلا للدفاع عن الضرائب الجديدة في الموازنة العامة بالقول إنه لا يجب ان تثير المخاوف، واكثر من ذلك يمتدحها بأنها ستحقق نموا علما ان المعلومات تتحدث عن ضرائب بأكثر من 300 مليون دينار ستتحقق من فرضها على سلع اساسية او ازالة الدعم عنها واكثر من ذلك على ضروريات اخرى.
ورئيس اللجنة المالية في المجلس اكثر المتحمسين كما يتبين دونما اعتبار للاعباء التي ستنتج على الناس فوق الذي يتحملونه اساسا، ثم اين هي الجهة في اي مكان بالدنيا التي تشجع الضرائب الحكومية وتكون من خارج الحكومة، وماذا عن المتهربين منها في كل العالم باعتبارها شرا في نظرهم لينبري رئيس مالية النواب للدفاع عنها، وتطييب الخواطر وهو يعلم كم هي مكسورة اصلا.
والحديث عن الاسعار حاليا فيه ما يثير الرعب اساسا حد الشك بوجود حرامية ولا يلعبون مع العسكر، وليكشف رئيس مالية النواب إن باستطاعته كلفة اي زجاجة مشروب غازي عادية وكم تباع للمواطن واين يذهب الفرق وحجمه، والامر ينطبق على كل السلع المنتجة محليا دون استثناء، ثم ماذا عن اسعار المحروقات وهي ما زالت سرا حكوميا لجهة ما يضاف اليها من ضرائب، وعجزت كل الجهات عن حل لغزها، وماذا ايضا عن عدد انواع الضرائب والرسوم التي يقال عنها إنها الاكثر تنوعا على مستوى العالم.
وشر البلية ما يضحك واكثره على الذقون، ففي الوقت الذي يجري فيه الاستعداد لشرعنة ضرائب جديدة توافق الحجومة على تمديد الاعفاء على رسوم تسجيل الشقق، والبحث في الاعفاءات عموما يذهب الى وجودها لقطاعات كبار التجار والمقاولين وما شابههم، وجلي انه محكوم هنا على الفقير ان يستمر فقيرا وعلى الاغنياء الازدياد ثراء.
تجهد الملكة نفسها من اجل الارتقاء بالتعليم وتحدثت عن صدمة من درجة الاردن في الرياضيات، وكم هي متدنية، وتحقق تراجعا بدل التقدم، وتقول إن التحدي حل، وينبغي العمل والجهد لتحقيق مستويات افضل وعالية، والامر صحيح تماما، غير انه كيف يمكن ذلك وارباب الاسر بالكاد يوفرون القرطاسية وساندويتشة مدرسية الى جانب وجبة افطار غالبا ما تخلو مما له ان ينشط الذهن.