فراس الطلافحه
لا أعلم هل سننافس بعد فتره على (....) لندخل به موسوعة غينيس للأرقام القياسيه ونحطم أرقام الشرق والغرب بذلك فهذا ما أشاهده من إعلانات وقحه أصبحت تتسيد قنواتنا الدعائيه بإكتشاف العلاجات التي تساعد على التكبير والتضخيم ولمده أطول في الإستمتاع فجعلوا عُقولنا ما بين أرجلنا وكأن لا هم لنا إلا ذاك الشيئ فهو من سيرفع رؤوسنا في محيط الكره الأرضيه ونتسيد العالم من خلاله .
أصبنا بهوس وبمرض أُسميه مرض التكاثر فلابد أن أكون أكثر مالاً من فلان وبمنصب وبجاه أكثر من علان لو إضطر الأمر أن أسحق فلان وأضيع هيبتي بالتملق وبهز الذنب والنفاق , شهادتنا تُشترى المهم أن أحمل لقب دكتور حتى لو كنت جاهلاً , لا بد أن أملك رقم سياره مميز ورقم تلفون مميز أسكرتنا هذه الأرقام بلا خمر .
( لا تقربوا الصلاةَ وأنتم سكارى ) حتى تعقلوا ما تقولون , يارب أسكَرَتنا هذه الأرقام فنسينا في صلاتنا تكبيرك وتسبيحك والشكر لك , نقول الله أكبر ويقيناً أموالنا الأكبر لأنها ماتستحوذ على تفكيرنا , نسبحك وبالحقيقه نسبح ذاتنا والغايه في داخلنا والتي من أجلها نودي الصلوات لِتُيسرها وتحققها لنا .
كم من طالب لا يُصلي ولا يذكر الله إلا عند وقت الإمتحان وكم من تاجر لايصلي إلا عندما يخسر بتجارته أو يمرض ولده فمنا من يدخل المسجد كل الأوقات ومنا من يدخله كل يوم جمعه ومنا من يدخله كل عام في رمضان ومنا من يدخله مره في عمره محمولاً على الأكتاف ليصلى عليه .
هل زرنا المقابر بتكاثرنا نعم والله لقد زرناها بأن أصبحنا نتغنى بأمجاد الأموات كان جد جدي وجدي ووالدي أعظم من جد جدك وجدك ووالدك وكان يملك أكثر وكان شيخ عشيره يسود أكثر وكان ذا حكمه ومشوره أكبر نعم نتفاخر بالأموات وهم في التراب وأصبحوا تراب ولانعلم ماهو حالهم ومنزلتهم الآن .