أخبار البلد -
ما أجمل تلك الحروف التي يتمازج حبرُها مع اسمك يا وصفي , وما أجمل الكلمات التي تعطرُها سيرتك يا وصفي , وما أوفى الذاكرة التي لم تنسى وصفي , لم تنسى من لم يرفع رغيف خبزها , لم تنسى من لم يتكئ على جيبها لم تنسى من لم يشق عيبها ثم يُريه للعالم أجمع , لم تنسى من لم يسكن قصوراً , لم تنسى من كان يسكن ذلك البيت العتيق المتواضع الذي ما زال شاهداً على عفته ونزاهته وأمانته وحفاظه على وطنه وكرامة مواطنه.
الذاكرة التي لا تنسى هي الذاكرة التي لم يشعر صاحبها بالظلم أو القهر أو العبودية في لقمة العيش أو التمييز في توزيع المكاسب والمناصب. الذاكرة التي لا تنسى هي الذاكرة التي لم يدرك صاحبها أن الوطن يسير نحو الضياع في طريقاً مظلم يفتقد النور.
خابت ظنون الذين ظنوا بأن الذاكرة الاردنية تتناسا حاضرها قبل ان يصبح ماضياً فربما صحيح أن كثرة هموم ومشاكل الاردنيون قد تنسيهم بعض الامور الحاصلة بهم والتي لا تستحق أصلاً أن تاخذ حيزاً في ذواكرهم كمثل مسؤل اغتلس ما اغتلسه وفرّ للخارج أو آخر باع ما باعهُ من مقدرات الوطن ولم يُسأل أو يحاسب هؤلاء وأمثالهم لم ننساهم ولم نتاسى ظلمهم وتعديهم على حقوقنا كمواطنين لهذا الوطن بل تعمدنا حذفهم منها ونقلهم لذاكرة التاريخ
التي جعلنا من مكباتها مكانها التي تستحق أن تكون فيه سيرتهم الغير مشرفة للوطن الذي اؤتمنوا عليه فلم يكونوا أهلا لحمل الأمانة ولكنها لم تنسى وصفي الدولة ولم تنسى وصفي الوطن ولم تنسى وصفي العروبة ولم تنسى وصفي القدس وفلسطين
فيا سيدي وصفي أود أن اُخبرك بأن شمس الكرامة الاردنية قد غابت منذ ثماني وأربعون عاماً ولم تعد تُشرق علينا الا في السنة مرة لتذكرنا بك ولتؤكد لنا أن القمر هو القمر الذي لا شبيهه له وإن بالغت أبيات الشعر والغزل في وصف المحبوبة
وصفي التل منحتنا كرامتاً غير مُزيفة....فمنحناك ذاكرتاً لن تنساك أبداً..