أخبار البلد-
هل سينجح مول السيارات السياحية "بارك بلازا" في الصويفية بعد قرار أمانة عمان بإخلاء مكاتب تأجير السيارات السياحية من حدائق الملك المؤسس؟ .. كثيرون هم من أيدوا قرار الأمانة الجديد لكنهم تحفظوا على المكان الجديد بالصويفية، خصوصا وان المول الذي بدأ يستقبل بعض المكاتب لا يصلح من الناحية الفنية ولا الهندسية لمثل هذا النوع من التجارة فالتجهيزات التي وجدت لا تخدم فكرة المول وفلسفته باعتبار ان هذا النوع من النشاط التجاري يحتاج الى مواقع اهم وافضل من الموقع الحالي الذي يعتبر بؤرة ساخنة في منطقة تجارية اكثر منها استثمارية، اضافة الى عوامل اخرى ستؤدي الى مستقبل مجهول لهذا المول الذي لم يتمكن حتى هذه اللحظة من استقطاب إلا عدد يسير وقليل جدا من المكاتب التي قررت في معضمها التوجه الى مواقع اخرى واماكن افضل نسبيا من هذا المول الذي كان لعبة على شكل فخ نصبتها أمانة عمان للتجار ووقعوا فيها وسيشعرون بالفرق حال مباشرة العمل، فمول "بارك بلازا" لم يجمع سوى اربعة مكاتب فقط من اصل 30 مكتبا وهي مجمل المكاتب التي شملها القرار، كما ان اصحاب بعض المكاتب بدئوا يلمسون الفرق من حيث التجهيزات والاستعدادات من قبل ادارة المول التي تفاجئت من تغيير نوعية العمل والقطاع مما سيؤثر سلبا على دخول مكاتب جديدة الى هذا المول الذي لم ينشأ لهذه الغاية وانما لغايات اخرى مما يتطلب اعادة برمجة التجهيزات والأنظمة بما يخدم الفكرة المتسرعة التي اطاحت ببعض المكاتب وتحاول جاهدة القيام بحملة علاقات عامة من اجل استقطاب الزبائن والعملاء والسياح والمواطنين، ويبدو ان المكاتب الستة المتبقية في حدائق الملك عبد الله والتي تنتظر دورها في الرحيل قد قرأت الخارطة والمشهد بشكل دقيق وعميق فالتفتت الى موقع اكثر استراتيجية واهمية في الدوار السابع حيث تعمل لاقامة مبنى مشترك حديث متطور متقدم أنشأ خصيصا لهذه الفكرة مما سيعزز النجاح والتألق مقارنة بمول "بارك بلازا" الذي يشبه فندق مهجور بلا حيوية او عصب على شكل كراج اكثر منه معرض، وهذا الانشقاق دفع الكثير من المكاتب الاخرى للتريث واخذ نفس عميق وتفكير بعدم الانجرار وراء مول "بارك بلازا" الذي لن يكون ناجحا بالمقاييس الاقتصادية والاستثمارية.
أمانة عمان لا يعنيها مطلقا فكرة نجاح المشروع من عدمه فهمي تخلصت من التركة والحمل الثقيل ورمت هذا الملف خلفها لانها تملك رؤيا نحو مشروع حدائق الملك المؤسس حيث النية تتجه للبيع لاحد المستثمرين بمبالغ مليونية كبيرة ستساهم في تقليص العجز المالي لديها وتوفير ايرادات مالية ونقدية تكون بديلة عن القروض التي اخذتها او تنوي الحصول عليها مستقبلا، وأمام كل هذا فهل ستنجح المكاتب القليلة في "بارك بلازا" من تجاوز الصعاب والمعيقات المستقبلية التي ستنفجر أمامها في المستقبل القريب خصوصا اذا علمنا بان بعض الشركات ونظرا للظروف الاقتصادية والمالية الصعبة تعاني من ازمات مالية وقروض واقساط من شركات التمويل والتسهيلات التي جدولت بعض الديون على أمل تسين الحال والأحوال.. ويبقى السؤال المطروح لماذا نجحت المكاتب الستة في تطوير استثمارها وتحديثه مستخدمة رؤيتها وتفكيرها بالاتجاه الى الدوار السابع؟، فيما وقعت المكاتب الأخرى في فخ الـ"بارك بلازا"؟، حيث سيكتشف المراقب البعيد والقريب بأن اختيار الدوار السابع كتجمع للمكاتب السياحية كان اكثر نجاحاً وأكثر أملاً ومستقبلا من "بارك بلازا" الذي يحتاج الى معجزة غير عادية للنجاح.