تتميّز شعوبنا الإسلاميّة والعربيّة بفقرها وبساطتها وحبِّها للخير وفي احيان كثيرة وخاصّة الأزمات والكوارث تثبت شعوبنا مدى تضامنها وتكافلها وتقديم المعونة للمحتاجين منهم ولعل تدفق اللاجئين السوريِّين على دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيّا وتقديم العون من إيواء وكساء وغذاء وعلاج لهم بمساعدة من الدول الأخرى هو خير مثال حاليا على ذلك الشعور بومضات الخير تسري في العروق .
أن القطاعات عامة في عالمنا باتت تصنف كثلاثة قطاعات وهي القطاع الحكومي، والقطاع الخاص، والقطاع الخيري، وقد تكون هناك محددات يتجسد فيها مثل هذا التصنيف , ولكن غالبا لا يوجد هناك تكامل حقيقي بين هذه القطاعات الثلاث بما يعزز التنمية المتكاملة الشاملة للمجتمع.
وفي أوج قوة الحضارة الإسلامية، كانت الدولة تُعنى بمجالات محدودة في المجتمع، وهي القضاء والشرطة والجيش كمهام رئيسة، بينما كانت تقوم بقية احتياجات المجتمع على الأوقاف، وهو ما نسميه القطاع الخيري حاليا, وكانت المجتمعات في تلك الفترة تعيش حالة التنمية بالمشاركة، وهذا الأمر إ ستمر قروناً طويلة حتى نهايات العصر القديم، وبداية العصر الحديث الذي نعيشه، عندها بدأت مجتمعاتنا تتحول إلى مجتمعات شمولية، وكل ما يقدم صار يقدم عن طريق الحكومات، ما أدى إلى ضعف في مستوى هذه الخدمات، وغياب الدور الأهلي أو الدور الشعبي في المشاركة الاجتماعية.
وفي المجتمعات المسلمة برز دور القطاع الخاص بشكل كبير، وله دور تنموي، لكن القطاع المأمول أن يكون الأكثر حيوية كونه الأكثر أهمية هو القطاع الخيري، والذي لا يزال ضعيفاً، ونحن في بلداننا حين نتحدث عن العمل الخيري يدور حديثنا فقط عن جمعيات ومؤسسات خيرية فقط، ولا نتوسع لنشمل تلك المنظومة المتكاملة من منظومة القطاع الخيري، لذلك فإن أي تنمية حقيقية لا تفعِّل هذه القطاعات الثلاثة ولا تتعامل معها بالتكامل فإنها ستكون تنمية ناقصة، بل إن بعض الدراسات التي أجراها البنك الدولي وقام بها خبراء ومختصون بيّنت أنه للحكم على أي مجتمع من حيث الواقع التنموي يجب النظر إلى القطاع الخيري ونستطيع أن نحكم على مستوى التنمية في هذا المجتمع بالنظر إلى هذا القطاع، فإن كان متقدماً وقوياً فهذا يشير إلى أن المجتمع قوي، يسير باتجاه تحقيق أهدافه التنموية، وإن كان ضعيفاً فإن هذا المجتمع بالضرورة يعاني من ضعف في عملية التنمية، وبالتالي لن يتمكن من تحقيق التنمية وأهدافها في غياب الدور الحقيقي والقوي للعمل الخيري.
واحيانا تكون قدرة القطاع الخيري على تحقيق أهدافه أكبر من قدرة القطاع الحكومي وذلك لمرونة هذا القطاع، وقدرته على الحركة، واعتماده على المشاركة الشعبية والتطوعية، والتفاعل الشعبي معه.
لكننا نعاني في الحقيقة من خلل في المفاهيم الخاصة بقدرة هذا القطاع ودوره التنموي، وقصور في الأداء حتى من داخله نفسه حيث يتسلل هذا الخلل إلى بعض العاملين فيه عبر نظرتهم السلبية إلى عملهم والدور المنوط به، أو من حيث نظرة المجتمع، ونظرة الثقافة السائدة في هذا المجتمع التي تؤثر في الفهم الصحيح للقطاع الخيري، وفي مقابل ذلك نأخذ على سبيل المثال أوروبا، حيث ينظر له على أنه قطاع حقيقي قوي مؤثر، بل إن الوحدة التي حدثت بين القطاعات الخيرية في أوروبا سبقت الوحدة الأوروبية السياسية، وهذا يدل على قيمتها في أوروبا وحظوظها التنموية.
وفي قطاع نيوجيرسي اللاربحي، وهي إحدى ولايات الولايات المتحدة ولا يزيد عدد سكانها عن سكان المملكة العربية السعودية، ويوجد بها أكثر من 25 ألف منظمة لاربحية، وهذه المنظمات تضم أكثر من 272 ألف موظف وهذا يزيد عن الذين يعملون في قطاع النقل أو صناعة النقل والمرافق العامة، وقطاع التأمين مجتمعين، إلا أن لها دوراً ريادياً وقيادياً في مجتمعاتها، ولا أدل على قوة هذا القطاع من الأزمة التي حدثت في الولايات المتحدة بسبب إعصار كاترينا التي عجزت فيها الحكومة الفيدرالية الأمريكية، وبدا فيها قصور أداء الأجهزة الحكومية، وفي المقابل تجلى الدور الفاعل الذي قامت به المؤسسات الخيرية والقطاع الخيري في معالجة هذه الأزمة، ولذلك أي مجتمع لا يهتم بقوة هذا القطاع فإنه سيكون عرضة للمخاطر التي تحيط به، إذ أن وجوده وقوته هو صمام أمان لهذه المجتمعات، أمان اجتماعي واقتصادي وسياسي و سيكون للقطاع الخيري دور كبير فيها.
إنّ أي مؤسسة تقدم خدمات للصالح العام ولا تهدف إلى الربح لأفراد معينين، لكنها قد تمارس أعمالاً تعود بالربح لخدمة أنشطتها وبرامجها تسمى مؤسسة خيرية.
وهناك شرائح كبيرة في المجتمع تقدر هذا الدور وتهتم به، سواء من داخل القطاع الخيري أو من خارجه، كقطاع رجال الإعلام والمفكرين ورجال الأعمال، فهناك شرائح كبيرة تتفاعل مع هذا القطاع وتحترمه، لكننا لا زلنا بحاجة إلى زيادة مثل هذا التفاعل، وزيادة مثل هذه الثقافة داخل القطاع وخارجه, علما بإنه حتى داخل القطاع الخيري توجد محدودية في استيعاب ذلك، ونظل بحاجة لنشر مثل هذا المفهوم الصحيح، وتشجيع تفاعل الجميع مع هذا المفهوم وتلك الثقافة ومع هذا الهم، حتى يكون دور العمل الخيري دوراً يشارك فيه الجميع ، من رجال أعمال وشركات ومؤسسات خيرية وأفرادا كبارا وصغارا ذكوراً وإناثاً.
ولكن الحرب على الإرهاب أخذت مناحي كثيرة تحت هذه الذريعة فحوربت بها المجتمعات باسم محاربة الإرهاب، وحوربت مؤسساته الخيرية، ورجال الأعمال والاقتصاديون والمؤسسات الاقتصادية، كما احتلت بلاد مسلمين باسمها.
فالحرب على الإرهاب ما هي إلا مظلة كبيرة يستظل بها كل من أراد أن يسيء لهذه الأمة، ومع وجود هذه الحرب فإن ذلك لا يعني الاستسلام والخنوع والضعف، بالرغم من وجود أوراق قوية بين ايدينا نستطيع أن نتحرك بها و نقف في وجه جميع المغالطات وربما من داخل تلك المجتمعات نفسها نستطيع أن نبرز التناقضات.
فالمجتمع الأمريكي من أكثر المجتمعات "رقياً" في مجال العمل الخيري، وفي إحصائية لعام 2003 نجد أن عدد الجمعيات والمنظمات اللاربحية والخيرية في الولايات المتحدة يفوق مليون وأربعمائة ألف جمعية، ولو افترضنا أن عدد سكان الولايات المتحدة 250 مليوناً فإنه سيكون لكل 178 ألف نسمة جمعية خاصة بهم، هذا الرقم لو قارنته بما لدى البلاد الإسلامية ستجد أنه في مقابل كل جمعية خيرية إسلامية؛ عشرة آلاف جمعية خيرية أمريكية، اي ان الفرق واسعاً بينهم، فنحن بحاجة إلى إتقان بناء عملنا كمؤسسات خيرية من الداخل، وبحاجة إلى ثقافة للعمل الخيري، وبحاجة لإبراز جهود وإسهامات العمل الخيري في عملية التنمية ودوره في خدمة المجتمعات وهذا أبلغ رد نستطيع أن نرد به على تلك الهجمات الشرسة على العمل الخيري في مجتمعاتنا.
إن الباعث الحقيقي لأي مجتمع مسلم في أن يبادر إلى العمل الخيري هو ابتغاء رضوان الله تعالى، كما أنه جزء من الباعث في المجتمعات الغربية.
فنحن بحاجة إلى أن تتنوع برامجنا ونمتلك مؤسسات كثيرة تعالج جميع احتياجاتنا، لا أن تكون مؤسساتنا نمطية ، أي أن تكون المؤسسات الخيرية متخصصة في الخدمات الاجتماعية والبيئية والنفسية والتربوية والصحية والثقافية، وعموماً في جميع النشاطات التي يحتاج إليها المجتمع بحيث تلبي جميع احتياجات المجتمع وتستوعب أيضاً جميع طاقات المجتمع الموجودة.
كما ان انتزاع العمل الخيري وسرقته وتوجيهه وجهة أخرى لن تكون ناجحة في مجتمعات متدينة، تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بهذه الأعمال بالرغم من وجود مثل هذا الخطر كما يحدث احيانا بوجود مظاهر تدل عليه.
لكن كما نحن ندعو في إلى استمرار ارتباط هذا العمل بمفاهيمه الشرعية الإسلامية إلا أننا نحتاج إلى أن نخرجه من دائرة العمل العبثي وغير المنظم إلى حيز العمل المنظم المرتب الذي يسير وفق آليات وخطط واستراتيجيات تأخذ بأحدث النظريات الإدارية لإنجاح هذا العمل، وأن يتجاوز عمل بعض الجمعيات أن تكون وسيطاً بين دافع المال والمنتفع منه من الفقراء اي ان يشكل القطاع الخيري منظومة متكاملة، تشكل الجمعيات الخيرية جزءاً منها وبحيث يكون بجانبها مؤسسات داعمة، سواء أكانت مؤسسات ناتجة عن شركات تجارية أو بنوك أو شركات مساهمة أو رجال أعمال، وأيضاً إلى مراكز للتدريب متخصصة في تدريب العاملين في القطاع الخيري، وإلى مراكز بحوث متخصصة بالدراسات والبحوث التي تعنى بالعمل الخيري، وإلى دراسات أكاديمية تخرج متخصصين في العمل الخيري.
ومن بين الجهات المؤهلة لذلك، الجامعات، التي سيكون لها دور كبير، سواء بافتتاح الأقسام الأكاديمية التي تخرج المتخصص في العمل الخيري أو في العناية بالدراسات والبحوث التي تعنى بالعمل الخيري. كذلك القطاع الخاص سيكون له دور كبير في هذا الجانب, وأيضاً إنشاء مراكز أو مركز للدراسات تعنى بالعمل الخيري.
كما أن العمل الخيري هو انعكاس للمستوى الثقافي والحضاري في المجتمع، فكلما كانت المستويات متحضرة كلما كان للعمل الخيري دور رائد وشامل.
والمتطوعين من أكبر الثروات المهدرة في مجتمعاتنا، وهم مع الأسف لم يتم استغلالهم أو الاهتمام اللائق بهم، ولم تتوافر البرامج المشجعة لهم التي توظف طاقاتهم، نحن عندنا مع الأسف فهم قاصر في مجال العمل الخيري، فمن أراد أن يتطوع نطلب منه أن يداوم طوال الأسبوع وهذا أمر صعب وشاق على الكثيرين، لكن كلما كان التطوع أو نظام التطوع فيه مرونة بحيث يأخذ من الإنسان ما يستطيع ويستثمر تخصصه وطاقته وخبرته في الجوانب التي يستطيعها كلما كانت المؤسسة أقدر على الاستفادة من هذه الطاقات وأكثر سعياً وتقدماً في تحريكها لأهدافها الإستراتيجية في المجتمعات, بينما في المجتمعات الغربية من يتطوع لعدّة ساعات في الأسبوع ويقدمها لجمعية أو اكثر من الجمعيات لا يكلف نفسه كثيرا وهذه الساعات تستثمر استثماراً حقيقياً فيما يحسنه هذا المتطوع؛ ويكون العائد كبير للجمعية بل للمجتمع والدولة من ساعات التطوع و نحصل على ساعات كثيرة من التطوع من أفراد المجتمع متى ما أوجدنا الدوائر والمؤسسات والأنظمة التي تستوعبهم وتوظف طاقاتهم, مع ضرورة البعد عن الفئوية والشللية في العمل الخيري بحيث تحرص المؤسسات الخيرية على أن تستقطب الجميع لا أن تضع مواصفات مميّزة للأشخاص الذين تتعامل معهم، وغالبا فانخراط المرء في العمل الخيري من أكثر الأشياء المؤثرة في نفسه، بمعنى أن المرء يتغير سلوكه قبل وبعد انخراطه في العمل الخيري، من حيث تدينه وقربه من الله بسبب أثر العمل الخيري عليه، مما يجعلنا نخرج من شبهة الفئوية ونفتح مجال العمل الخيري لكثير من قطاعات المجتمع, وتشهد مجتمعاتنا حاليا رغبة لدى الشباب خاصة طلاب المرحلة الثانويّة وطلاب الجامعات للإنخراط في العمل الخيري من خلال الجمعيات الخيرية في الأحياء السكنية او المنظمات الشبابية بحيث اصبح الشاب يشعر انه عنصر فعّال ومنتج في المجتمع فتتحسن صورته امام نفسه واهل بيته وافراد مجتمعه وهذا يعطيه قوّة دافعة ايجابيّة في دراسته او عمله , وهنا يأتي دور على المؤسسات الحكوميّة ووزارة التنمية الإجتماعيّة لتعزيز دور هؤلاء الشباب وتشجيعهم للقيام بالأعمال التطوعية تسهيل مهامهم وتحبيبها لهم خاصّة ان الوزارة لها امكانات للقيام بذلك .
كما ان هناك فجوة بين الجمعيات الخيرية والجمهور تمثلت في الهجوم الذي حدث على العمل الخيري سواء الهجوم الخارجي أو الهجوم من بعض الأقلام الموجودة في مجتمعاتنا المسلمة،إضافة الى ضعف هذه الجمعيات عن توضيح صورتها ومنجزاتها ورسم الصورة الذهنية المتميزة عند الآخرين، ويكون أول مراحل العلاج هو علاج المشكلة الموجودة بالفعل في الجمعيات الخيرية، بمعنى إعداد برامج تدريبية عملية تُعين المؤسسات الخيرية على رسم صورة ذهنية متميزة لها في المجتمع، وتحسين قدرة العاملين في العلاقات العامة في الجمعيات وفي الإعلام أيضاً وفي الجمعيات الخيرية بحيث يتواصلون مع المجتمع ويعطوه الصورة المتميزة لعملهم، خاصّة أن هناك منجزات رائعة جداً تفوق الوصف وربما تكون خيالية لهذه الجمعيات لكنها لم تخدم منجزاتها ولم تخدم أعمالها التي تقوم بها إعلامياً وقد إطّلعت على بعض منها على الطبيعة؛ فبالتالي يجهل الناس نتائج مجهوداتها، فالناس تسمع أن أموالاً تذهب وتأتي لكنها لا تعرف شيئاً عن سُبُل إنفاقها في وجوه الخير وانجازاتها الفعلية، وهنا يأتي دور الجمعيات أولاً ثم دور الوسائل الإعلامية ورجال الإعلام ورجال الفكر، وبحمد الله هناك كوكبة كبيرة من رجال الفكر والإعلام ممن يتعاطف ويهتم بدعم المؤسسات الخيرية يقدم صورة ذهنية جيدة عنها، وهناك أيضاً في المقابل مجموعات تجهل دور هذه المؤسسات ولم تكلف نفسها جهداً للبحث والتقصي ومعرفة منجزات هذه المؤسسات، وهي للأسف تتحدث عن هذه الموضوعات وتكيل التهم إلى الجمعيات، مصغية لما يقوله الإعلام الغربي عن مؤسساتها الخيرية.
والعمل الخيري كغيره من الأعمال يحتاج إلى رؤية شرعية واضحة حتى ينبني على الدليل البيِّن، وبالتالي تكون الممارسة صحيحة شرعياً ، وأيضاً يضاف إلى هذا أن العمل الخيري يتعرض لما يستدعي المزيد من البحث الشرعي، وقد يكون هناك نقصاً في القواعد العلمية للجمعيات الخيرية فيما يتعلق بهذه المسألة , ولا شك أن المتأمل للنتائج العلمية فيما يتعلق بالعمل الخيري في جميع التخصصات الإدارية والإعلامية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والشرعية منها يجد أن هناك قصوراً ونقصاً حاداً في هذه النتائج العلمية وبالتالي ستجد أن هناك ثغرات كثيرة واحتياجات أخرى لم يتم تغطيتها، ولذلك لابد من التركيز على إعداد الدراسات لاسيما الشرعية منها، وتلك خصوصاً هي أقرب الأمور التي يتوقع الإنسان أنها تنجز بسرعة وبسهولة نظراً لأن العمل الخيري يضم نسبة كبيرة من طلبة العلم، وتواصلهم مع العلماء ومع المؤسسات العلمية كبير ومن المفترض أن مثل هذه الأشياء تتحرر ويخرج منها بنتائج عملية، وأن تواكبه بحوث ودراسات، وأن يصبح للجامعات دور في توجيه البحوث والدراسات، وأن يكون كل هذا الجهد البحثي الشرعي في خدمة المسائل المستجدة والعالقة في العمل الخيري.
وقد تم تأسيس المكتب الدولي للدفاع عن المنظمات الخيرية والإنسانية في جنيف، والذي بدأ نشاطه في عام 2002 وهو مشروع أممي وليس مشروعاً إسلامياً أو مشروعاً عربياً خالصاً وإنما تشترك فيه منظمات كثيرة من شتى دول العالم، من أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وأفريقيا والدول العربية والشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا، وقد أقام مؤتمره الثاني في جنيف في عام 2004 والمؤتمر الثالث اقيم في اسطنبول عام 2007 وهو يقوم على تحالف دولي بين المنظمات الدولية في الدفاع عن المؤسسات الخيرية أياً كانت هوية هذه المؤسسات ، والتي تتعرض للمضايقة أو الإغلاق أو المصادرة، وتبنى هو أيضاً البيان العالمي للدفاع عن العاملين في القطاع الخيري .
وهناك مؤسسات تقوم على مد الجسور لكشف الصور المغلوطة عن المؤسسات الخيرية، والتواصل مع الإدارة الأمريكية، ومع صناع القرار في الولايات المتحدة، ومع وسائل الإعلام، حول رد الشبهات وما يثار عن الجمعيات الخيرية، وكلما كان هناك استعانة بالله سبحانه وتعالى أولاً، ثم بذل للجهد واجتهاد للعمل؛ فإن الله سبحانه وتعالى يكلل هذه الأعمال بالتوفيق إذا صلحت النية.
كما أن المؤسسات الخيرية عليها دور رئيس في توعية جمهورها وتوعية المستفيدين منها وتوجيه الدعم الذي يأتي، فبدلاً من أن يصرف الدعم على أنشطة المؤسسة حسب الجمهور، يجب على المؤسسة أن يكون لها دور في توجيه الدعم وإقناع عملائها وإقناع المستفيدين والمتعاملين معها بأهمية توجيهه لهذه التخصصات ويجب ان لا نستبعد مثل هذه الصعوبات عند التوجه نحو تلك التخصصات، وحينما تتخصّص هذه المؤسسات، وحينما نتجه بعملنا إلى درجة عالية من المهنية؛ فإننا سوف نكتشف طرقاً كثيرة وموارد كثيرة جديدة نستطيع أن نستفيد منها في عملنا الخيري، ربما تغنينا عن بعض الضغط الذي يأتينا عن طريق الداعمين ونستطيع ان تتكيف تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية مع التعامل مع تلك التخصصات.
وللأسف فإن بعض الحكومات العربية والإسلامية تزج بعض الجمعيات والمؤسسات والمنظمات الخيريّة في الخلافات السياسيّة متهمة إيّاها بالإنضواء تحت احزاب سياسيّة ايدولوجيّة إسلامية او انها تحصل على التمويل من تلك الأحزاب او انها تمثل اذرعا لتلك الأحزاب في نفس الوقت الذي تدعوا فيه الحكومات جميع االأحزاب للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية والنيابية والبلدية فاننا نراها تضيّق على بعض الأحزاب الأيدولوجية وخاصّة الإسلامية منها والجمعيات الخيرية الإسلامية للحد من قيامها باعمالها ومنع الخير عن الفقراء والمعوزين بدلا من ان تساعد تلك الجمعيات من الحد من ظاهرة الفقر والجوع والبطالة في اركان الدولة المختلفة وكأنها لا تقدم الخير بل وتمنع الغير عن تقديمه وذلك تجاوبا مع تعليمات دول كبرى اخرى علما بانها تغدق الأموال والمساعدات على الجمعيات الخيرية اليهودية بلاحساب او بدعوى إجتثاث مصادر التمويل اعتقادا من الدول والحكومات انها تساعد تلك الأحزاب على التقدُّم نحو الحكم في حين تُعين الجمعيات الخيرية الحكومة وتساعدها على القيام بواجبها للمجتمع ومساعدة الفقراء فيه .
قال تعالى في سورة القلم (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) صدق الله العظيم
اللهم هبنا حب الخير في قلوبنا وعقولنا وضمائرنا وانر لنا طريقه واجعلنا من المحسنين وارزقنا ما نتصدّق به واهدنا سواء السبيل .
ambanr@hotmail.com