تتبوأ الجامعة الهاشمية مركزا متقدما أردنيا وعربيا بين شقيقاتها عبر إنجازات ريادية ومشاريع كبرى ومستوى لا يستهان به أكاديميا وأداريا وبحثيا فضلا عن استغنائها عن الدعم الحكومي لادارة شؤونها , وتمتلك بنفس الوقت سمعة عطرة ارتكزت على الاسم الغالي الذي تحمله , فالهاشمية جوهرة الجامعات , ولا أجد مفرا من التذكير بأن فاتورة كهربائها الشهرية لم تتجاوز الدينار الواحد !! من خلال مشروعها الطموح " شمس الهاشمية " الذي مكنها من تحقيق هذا السبق بتحويل الطاقة الشمسية الى كهربائية عبر تصاميم هندسية صديقة للبيئة , ويفتخر الجميع ايضا بوجود المختبر الطبي التشبيهي الافتراضي " مختبر الدمية " في كلية الطب , وانجازات ومشاريع كبرى تزهو بها الجامعة ....
الجامعة الهاشمية مؤسسة وطنية , تفتخر بأساتذتها وموظفيها وطلبتها ولايمكن بحال من الاحوال إلا أن يكون هذا الثالوث الجميل جسما واحدا لا أطراف متنازعة , حتى لو حاول البعض السير في تجزئته , فالانجاز تلو الانجاز يتأتى عبر ذلك الثالوث .
راعني , مؤخرا , ما لاحظته من بيانات وأخبار متلاحقة عبر وسائل الاعلام تستهدف الجامعة ومصداقيتها ومكانتها , وهي الجامعة التي تستقطب الطلبة من كل حدب وصوب , ويتلهف للالتحاق بركبها الكثير من الطلبة من الدول العربية الشقيقة !
قرأت خبرا في أحد المواقع الاخبارية المحلية حول الاعتصام الاخير للطلبة الذي تم تنظيمه يوم الخميس الماضي 3 – 11 – 2016 ولكن الصورة المرافقة للخبر غير مطابقة لما حصل على ارض الواقع عدا عن صياغة اعلامية تنقصها الموضوعية بالنسبة لجميع اطراف المعادلة , والسؤال الكبير الذي يطرحه أي مراقب أو متابع لذات الشأن هو : هل التحريض والتجييش والتهويل واقتراف المغالطات هو ركن من أركان الصحافة حاليا ؟؟ أم أن بعض المواقع الاخبارية تستهدف ضرب سمعة الجامعة لكي لا تصبح موئلا للطلبة العرب وقبلهم الطلبة الاردنيين ؟ بل ربما الحصول على عدد كبير من القراء يغري البعض بكتابة عناوين أو ما نشيتات جاذبة حتى لو كان ذلك على حساب تجزئة الجسم الجامعي الواحد وتفتيته . أم أن الغاية هي التأثير سلبا على مجريات التحقيق بقضية الطالب المفصول , الذي هو أحد أبناء الجامعة , والجامعة هي الأكثر حرصا عليه من تلك المواقع ...
إن السلطة التشريعية لها مكانتها التي نجل ونحترم , وأي نائب هو محل احترام الجميع , وكنا نتمنى – كمتابعين للشأن العام – أن يكون تدخل بعض السادة النواب ضمن النسق النيابي البرلماني المعهود في ظل سيادة القانون وبطريقة تصب في مصلحة الجامعة , ... نعم مصلحة الجامعة , لأن تلك المصلحة العامة تشتمل على مصلحة الجامعة كمؤسسة وطنية عامة فيها الطالب والموظف الاداري والكادر الاكاديمي , بسلة واحدة .
إن القرار بفصل الطالب أعقبه ثلاثة اعتصامات طلابية , كان الأجدر – حسب رأيي – بدل تنظيمها اللجوء الى اعطاء اللجنة المنبثقة عن مجلس العمداء والمنوط بها دراسة الملف بعناية , فرصة هادئة للتمكن من تأدية مهامها ضمن روح الأبوة للطالب في أقصى معانيها , فالطالب الجامعي عموما وجامعته هما جسم واحد بالمحصلة وليس طرفين متباعدين .